شهدت محافظات عدة خلال الأيام الماضية سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات الشعبية، التي عبّرت عن رفض شرائح مختلفة من المواطنين لقرارات وقوانين حكومية، وللتدهور المستمر في الخدمات الأساسية، إضافة إلى نزاعات قديمة متجددة على الأراضي الزراعية والسكنية.
البصرة
وفي البصرة، صعّد العشرات من خريجي الاختصاصات النفطية والهندسية احتجاجاتهم، حيث أغلقوا بوابة شركة نفط البصرة "المكينة" وسط المدينة، متهمين السلطات والشركة بـ"تهميشهم" وإقصائهم عن فرص التوظيف رغم اختصاصهم المباشر بمجال النفط.
العمارة
وفي محافظة ميسان، تظاهر عدد من المواطنين في منطقة الروابة بمدينة العمارة، احتجاجًا على تردي خدمة التيار الكهربائي وزيادة ساعات الانقطاع. وأقدم المحتجون على قطع الطريق المؤدي إلى ناحية المشرح أمام مستشفى الحكيم، وأشعلوا الإطارات تعبيرًا عن غضبهم من تجاهل الجهات المعنية. وأكدوا أنهم يعانون من انقطاعات طويلة الأمد أثرت بشكل مباشر على حياتهم اليومية.
المثنى
وفي محافظة المثنى، نظّمت شخصيات محلية وقفة احتجاجية ضد إقرار قانون تصديق اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار بين العراق والسعودية.
وقال المحتجون، إن هذه الاتفاقية تمنح امتيازات "استثنائية وحصرية" للجانب السعودي على حساب العراق، مشددين على أنهم كحركات شعبية سيقفون بالضد من تنفيذ القانون في المحافظة، التي سبق أن رفضت مشاريع استثمارية مماثلة.
وفي السياق نفسه، نظّم عدد من منتسبي وزارة الدفاع في المثنى وقفة احتجاجية، مطالبين بشمولهم بقطع الأراضي السكنية أسوةً بباقي الشرائح.
وقال المشاركون إنهم أكملوا الخدمة المطلوبة واستوفوا الإجراءات الرسمية، لكنهم ما زالوا ينتظرون استجابة الحكومة المحلية لتأمين حقوقهم.
إلى ذلك، خرج أبناء عشيرة الشنابرة في وقفة احتجاجية بمدينة السماوة، اعتراضًا على قرار تخصيص أرض تعود ملكيتها لهم لصالح مشروع استثماري. وأكدوا أن الأرض مسجلة قانونياً باسم العشيرة، محذرين من أي محاولة للتجاوز على حقوقهم أو التصرف بأملاكهم دون تعويض عادل.
بغداد
وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من أهالي مناطق التراث، الضباط، الصحفيين، وحي الطيارين، في العاصمة بغداد، وأضرموا النيران في إطارات مطاطية، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”الاستحواذ” على قطعة أرض مخصصة لتكون متنزهًا وحدائق عامة ومستوصفًا صحيًا يخدم المنطقة، من قبل جهات متنفذة، رفقة قوات أمنية، واجهت المحتجين بالعنف المفرط.
صلاح الدين
وفي قضاء طوزخورماتو شرقي صلاح الدين، تزايدت حدة التوتر بعد خروج عشرات المزارعين الكرد في وقفة احتجاجية ضد ما وصفوه بمحاولات الاستيلاء على أراضيهم الزراعية لصالح عائلات عربية.
وقال المزارع آكو خورشيد، إن "الأراضي تعود ملكيتها للأهالي الكرد منذ عشرات السنين، لكن هناك محاولات متكررة للاستحواذ عليها بغطاء رسمي، فيما يزيد تدخل الجيش من تعقيد الأزمة".
وأضاف المزارع بيشتوان محمد، أن الأهالي خرجوا باحتجاجات سلمية للمطالبة بحماية أراضيهم، محذرًا من أن "صبرهم بدأ ينفد، وإذا لم تتحرك الحكومة سريعًا فقد تنزلق الأوضاع إلى ما لا تُحمد عقباه".