المرأة الفلاحة .. معاناة يومية وخسائر قتصادية
نشر بواسطة: mod1
الخميس 28-08-2025
 
   
نورس حسن - طريق الشعب

رغم أن أغلب محافظات البلاد تشهد أزمة خانقة من شح المياه ، فإن الأثر الأكبر لهذه الأزمة يطال نساء القرى الجنوبية وبالأخص في المناطق الزراعية بمحافظة الديوانية، حيث تعاني الفلاحات من ظروف قاسية دفعت بعضهن إلى الهجرة من أراضيهن.

شيماء، وهي فلاحة من الديوانية، تروي جانبا من معاناتها اليومية: "شح المياه أثر على حياتنا بشكل كبير، حيث كنت سابقا أجلب المياه من نهر قريب لقريتي، أما الآن وبعد جفاف الأنهر، اضطر إلى قطع مسافات طويلة في سبيل الحصول على المياه".

وتضيف:"السير لمسافات بعيدة يعرض حياتنا لمخاطر عديدة، فضلا عن درجات الحرارة المرتفعة وتعب الطريق، ونتيجة لذلك بت أعاني من آلام في الظهر، وكل هذا من أجل جلب المياه لأسرنا، أما بالنسبة لمحاصيلنا الزراعية فلا سبيل لريّها".

أما أم حسين، وهي من أهالي الديوانية أيضا، فتشير إلى الخسائر الاقتصادية التي لحقت بمزارع النساء فتقول "أزمة المياه تسببت بهلاك بساتيننا الزراعية التي هي مصدر رزقنا الوحيد، ما أثر على وضعنا الاقتصادي بشكل كبير".

وتسرد حليمة مطشر صاحب البداري، المعروفة بـ"أم عقيل"، وهي فلاحة أخرى من الديوانية، تفاصيل التغيرات المناخية التي أجبرتها على تغيير أساليب الزراعة فتقول "المناخ تغير بشكل كبير وأثر على كل القطاعات، خصوصا الزراعة. الحرارة العالية وشح المياه أجبروني على تغيير أساليب الزراعة، بل وتوقفت عن الزراعة لفترة من الزمن. لكنني حصلت على دعم من عائلتي وعدد من منظمات المجتمع المدني، فبدأت باستخدام منظومات الري بالتنقيط والبيوت البلاستيكية".

وتضيف "أزرع أصنافا تتحمل الحرارة والأمراض، وأزرع المحاصيل الصيفية في الشتاء داخل البيوت البلاستيكية، لأنني أستطيع التحكم بدرجات الحرارة والري. المنظومة بالتنقيط اقتصادية وتقلل استهلاك المياه والأسمدة، لكن تكاليف شرائها باهضة بالنسبة للفلاحات الصغيرات".

وعلى الرغم من توقفها عن التعلم عند الصف الخامس الابتدائي، فلم تتوقف أم عقيل عن البحث والتجريب: "الزراعة والبيئة والصحة مترابطة وهي أساس الحياة. لاحظت أن الهواء يبرد عند مرورنا بمناطق خضراء، لذا أدعو كل العراقيين لزراعة الأشجار في بيوتهم وشوارعهم". وتشدد إيضاً على ضرورة وضع خطة حكومية واضحة لإنقاذ القطاع الزراعي وتعميم تقنيات الري الحديثة على نطاق واسع.

بعد هذه الشهادات المؤلمة للفلاحات، تؤكد الناشطة والمدافعة عن حقوق المرأة الريفية كريمة الطائي أن الوضع المائي في الديوانية مأساوي: "شح المياه قاتل في الديوانية، الأنهر جفت، والنساء جلسن عاجزات عن الزراعة، كثير منهن اضطررن للهجرة إلى المدن بحثا عن عمل ومصدر  رزق آخر". وتوضح أن "الحل يكمن في دعم النساء الفلاحات بالتقنيات الحديثة، فلو توفرت تقنيات الري بالتنقيط والبيوت البلاستيكية، تستطيع المرأة الريفية أن تزرع بماء قليل، حتى بمقطورة ماء واحدة. لكن أغلب النساء يفتقرن لهذه الإمكانيات، ولا يوجد دعم حقيقي من الجانب الحكومي".

وتلفت إلى أن العراق يعد خامس دولة عالميا من حيث التأثر بالتغير المناخي، مشيرة إلى أن بعض المزارعين اضطروا لحفر آبار غالبا غير صالحة للشرب، ما تسبب بمشاكل صحية واسعة، خاصة في مناطق آل بدير، عفج، سومر، والحمزة.

كما قدمت مثالا عن نساء تحدين الظروف القاسية "لدينا مزارعات حفرن في الصخر للحصول على مياه شحيحة وزرعن بها. إحدى المزارعات في ناحية سومر حصلت على بيت بلاستيكي ومنظومة ري من منظمة في بغداد، فزرعت البامية طوال الموسم، ووفرت مصدر رزق لعائلتها ومنطقتها بل تعدى بها الحال الى تشغيل عدد من الشباب العاطلين عن العمل في مشروعها الزراعي". وتكشف هذه الشهادات حجم التحديات التي تواجه المرأة الفلاحة في العراق، وتبرز الحاجة الماسة إلى تدخل حكومي حقيقي وخطط إنقاذ عاجلة لدعم المرأة الريفية وحماية القطاع الزراعي من الانهيار.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced