ولد الجادرجي في بغداد عام (1926- 2020) لعائلة ذات نفوذ يساري التوجه، لعب والده الصحفي والسياسي والوزير كامل الجادرجي، دورًا مركزيًا في الحياة السياسية العراقية كمؤسس للحزب الوطني الديمقراطي عام 1946 ثم رئيسًا للحزب، وجده الذي يحمل الاسم نفسه (رفعت) كان رئيسا لبلدية بغداد أواخر العهد العثماني.
درس الجادرجي ليصبح مهندسا معماريا في عام 1952، بعد أن أكمل تدريبه وتخرج، عاد إلى بغداد وبدأ العمل على ما أسماه «تجاربه المعمارية».
كان رفعت يستوحي أعماله الهندسية من خصائص العمارة العراقية الإقليمية، والذكاء المتأصل فيها، ويوفِّق في الوقت نفسه بين التقاليد والاحتياجات الاجتماعية، وقد شرح الجادرجي فلسفته تلك في إحدى مقابلاته:
- منذ بداية عملي، اعتقدت أنه من الضروري، إن عاجلاً أم آجلاً، أن يخلق العراق لنفسه “معمارية” ذات طابع إقليمي لكنها حديثة، وهي جزء من الأسلوب الطليعي الدولي الحالي.
في سياق العمارة، أطلق الجادرجي على هذا النهج لقب النهج «الإقليمي الدولي»، كان نهج الجادرجي متسقًا تمامًا مع أهداف مجموعة بغداد الحديثة، التي تأسست عام 1951، والتي كان أحد أعضائها الأوائل. سعت هذه المجموعة الفنية إلى الجمع بين التراث والفن العراقي القديم والعمارة الحديثة، من أجل تطوير جمالية عراقية خاصة، فهي لم تكن فريدة من نوعها في العراق وحسب، بل أثرت أيضًا في تطوير لغة بصرية عربية.
التوجه المعماري
كان رفعت أحد الشركاء في مكتب الاستشاري العراقي في بغداد، وأكمل شهادة البكالوريوس في العمارة من جامعة هامرسميث عام 1954. ومن أعمالهِ مبنى الاتحاد العام للصناعات، ومبنى نقابة العمال، ومبنى البدالة الرئيسية في شارع الرشيد، ومبنى البرلمان العراقي، ولهُ أعمال فنية أخرى من بينها قاعدة نصب الحرية للفنان جواد سليم نصب الحرية في ساحة التحرير ببغداد، ونصب الجندي المجهول الأول في عقد الستينات من القرن العشرين في ساحة الفردوس.
تأثرت أعمال رفعت المعمارية بحركة الحداثة في العمارة رغم محافظته على الطابع المحلي، معظم واجهات المباني التي صممها مغلفة بالطابوق الطيني العراقي وعليها أشكال تجريدية تشبه الشناشيل وغيرها من العناصر التقليدية ولكن بتكنولوجيا بناء حديثة.
وصل رفعت الجادرجي بالعمارة التقليدية "التحدارية" كما يطلق عليها إلى المستوى الشكلي التجريدي، فأصبح ينظر إليها كمنحوتة فنية لها خصائص تقليدية مجردة حسب مفهومه، لكنه لم يتعامل مع الفراغ المعماري بتلك النظرة التحدارية أو بتلك الخلفية التقليدية، فعندما نشاهد مساقطه الأفقية نجد أنها متأثرة بالحداثة.
سيرته الحياتية والمهنية
كانت أعمال الجادرجي الأولى مرتبطة بالخطاب الذي تبناه أعضاء مجموعة بغداد للفن الحديث وممثلة له، بما في ذلك النحاتان جواد سليم ومحمد غني حكمت إضافة الى الفنان التشكيلي شاكر حسن آل سعيد. اعتمدت تصاميمه على تجريد مفاهيم وعناصر المباني التقليدية وإعادة بنائها بأشكال معاصرة. ومع ذلك، أشار منتقدو الجادرجي إلى أنه على الرغم من تعاطف الجادرجي مع أهداف الجماعة، إلا أنه كان حداثياً في جوهره.
كانت أعمال الجادرجي الأولى في المقام الأول تختص بترميم وإعادة بناء المباني القديمة، في عام 1959 كلّف بتصميم وتنفيذ ببناء نصب الجندي المجهول وأقيم في ساحة الفردوس بالرصافة، (ألغي وأزيل في الثمانينيات) وكان مستوحى من بنية بسيطة ورمزية وحديثة، وتكشف الرسومات التخطيطية للتصميم (والموجودة في معهد الفنون الجميلة في بغداد) عن إن مصدر إلهام التصميم، عبّر عن أمٍ تنحني لالتقاط طفلها الشهيد.
استمر الجادرجي في استخدام الزخارف العراقية القديمة في تصاميم بنائه. وتستلهم أعماله، مثل مبنى حسين جميل (1953)، ومستودع التبغ (1965)، سكن رفيق (1965) وبناية البريد المركزي (1975)، من الممارسات العراقية التقليدية لضبط درجة الحرارة من خلال التهوية الطبيعية، والساحات، وعكس الضوء. كما استخدم اللغة المعمارية المتمثلة في الأقواس والأرصفة المتجانسة التي تذكر الزوار بتاريخ العمارة العراقية القديمة. على الرغم من أن تصميماته غالبًا ما تستخدم عناصر محلية، إلا أنه غالبًا ما كان يدمجها في أشكال جديدة. في بعض الأحيان، اعتمد على التصميمات الخارجية التقليدية، لكنه صمم الديكورات الداخلية بصيغة أوروبية.
شغل الجادرجي منصب رئاسة قسم المباني، في مديرية الأوقاف العامة ثم مديرا عاما في وزارة التخطيط في أواخر الخمسينيات، ورئيسا لهيئة التخطيط في وزارة الإسكان، وساعده ذلك في تطوير اهتماماته الهندسية.
في الثمانينيات، أصبح الجادرجي مستشارًا لرئيس البلدية، وهو الدور الذي جعله يشرف على جميع مشاريع إعادة الإعمار في بغداد، غادر العراق عام 1983 وتولى بعد سنوات منصب أكاديمي في جامعة هارفارد، ولدى عودته إلى بغداد، أحزنه التدهور الذي أصاب المدينة، وقال حينها "لا أصدق ما الذي جرى، لقد تحول كل شيء إلى خراب تقريبا، لقد تعرض العراق لغزوات ولم يستقر منذ فترات طويلة وهذا ما ينعكس باستمرار على التفاصيل الحياتية والعمرانية". عندما عاد إلى العراق في عام 2009، خيبت البلاد آماله بشكل كبير، وعن ذلك تقول زوجته بلقيس شرارة: في تلك الزيارة الأخيرة والقصيرة للعراق، كانت قد أحزنته - مجرد رؤية ما حدث للعراق، وما أصبح عليه شارع الرشيد في بغداد،- كان كافياً لإعادتنا إلى لندن.
وقد عاشا هو وزوجته سنواتهما الأخيرة في العاصمة البريطانية لندن، حتى وفاته.
وجنبا الى جنب مع والده، قام الجادرجي بتصوير وتوثيق أبرز معالم بغداد، إذ كانا يخشيان أن تضيع الهندسة المعمارية والآثار الإقليمية بسبب التنمية الجديدة المرتبطة بطفرة النفط، في عام 1995 نشر كتابا يضم صور والده الثمينة، أتاح له منصب والده كسياسي الوصول إلى العديد من الأشخاص والأماكن التي ربما كانت صعبة الوصول على المصورين الآخرين.
وكان رفعت قد تزوج في عام 1954، من الناشطة الشيوعية النجفية بلقيس شرارة، الحاصلة على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة بغداد عام 1956. ولم ينجبا أطفالًا لرفضهما فكرة إنجاب الأطفال وقال: "أنا وزوجتي قرّرنا ألا ننجب أطفالاً؛ لأن البشر يخرّبون الأرض".
تقاعد الجادرجي من الهندسة المعمارية في عام 1982 وبعد ذلك كرس وقته للبحث والكتابة. توفي الجادرجي بسبب إصابته بمرض فيروس كورونا في لندن يوم الجمعة الموافق 10 نيسان 2020 عن عمرٍ يُناهز 93 سنة. ونعاه رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي.
النظام يدخله السجن
في السبعينات من القرن المنصرم، حُكم على الجادرجي بالسجن مدى الحياة في سجن أبو غريب في عهد أحمد حسن البكر بتهمة تعامل غير مشروع مع شركة "ومبي" البريطانية-وهي تهمة يقول الجادرجي بأنها ملفقة، لكنه خرج بعد 20 شهراً بأمر من صدام حسين الذي كلفه بالتنظيم العمراني لبغداد. وكان قد كتب في السجن مؤلفه الشهير "الأخيضر والقصر البلوري". وعلاقة المعماري لطالما كانت معقدة مع العراق، فمن إرثه السياسي (ابن كامل الجادرجي، الشخصية الوطنية العراقية الذي شارك في "ثورة العشرين" واسس جريدة "الاهالي"وكان يرأس"الحزب الوطني الديمقراطي") إلى سجنه وثم عمله لصالح الدولة كمعماري، وحتى مغادرته العراق إلى بيروت أولاً ثمّ إلى لندن نهائياً... بقي منظر خراب بغداد التي عاد إليها الجادرجي بعد الغزو الأميركي بسنوات قليلة، جرحاً عميقاً صعقه ودفع به إلى الهجرة النهائية إلى العاصمة البريطانية، حيث بقي إلى أن فارق الحياة.
أعماله
على الرغم من أن الجادرجي صمم العديد من المساكن، إلا أنه اشتهر بأعماله العامة، بما في ذلك مباني ومقرات المؤسسات والمعالم البارزة. من بينها مبنى البريد المركزي بغداد، دارة هديب الحاج حمود في بغداد، شركة التأمين الوطنية الموصل، مكاتب ومستودعات التبغ بغداد، النصب التذكاري للجندي المجهول (تم تشييده عام 1959، وتم استبداله عام 1983) بغداد
دارة يعسوب رفيق بغداد، قاعدة نصب الحرية، مبنى اتحاد الصناعات الوطنية، مبنى المجمع العلمي العراقي، مبنى مجلس الوزراء، مصرف الرافدين.
مؤلفاته
للجادرجي العديد من الكتب والمقالات حول العمارة ومعظم مؤلفاتهِ في التنظير المعماري، ومنها: شارع طه وهامر سيمث، جدار بين ظلمتين (بالاشتراك مع زوجته). صورة أب، مذكرات كامل الجادرجي: وتاريخ الحزب الوطني الديمقراطي، المقدمة بقلم رفعة الجادرجي، ملف 12 لرسوم معمارية، ملف 8 لتصاوير كامل الجادرجي، جدوى رصيد السلف في تكوين المعاش المعاصر.
الحداثة وما بعد الحداثة، التقانة الاجتماعية وبيئة الحرب، الهوية والخصوصية في الفن والعمارة، مفاهيم ومؤثرات – نحو هندسة معمارية إقليمية، التراث ضرورة عند تطوير المعمار العربي، الدراسة الاقتصادية لخزنة الحبوب في العراق، تنشيئة النظام الديمقراطي وإحباطه في العراق. الأخيضر والقصر البلوري – نشوء النظرية الجدلية في العمارة، التصوير الفوتوغرافي لكامل الجادرجي، حوار في بنيوية الفن والعمارة، المسؤولية الاجتماعية لدور المعمار أو المعمار المسؤول، مقام الجلوس في بيت عارف آغا، مقدمة إلى التصميم الحضري والهندسة المعمارية في لبنان، في حق ممارسة السياسة والديمقراطية، في سببية وجدلية العمارة)، التجديد في نهج تصميم المساجد الأثرية، دور المعمار في حضارة الإنسان.
الجوائز
1964: ميدالية برونزية في تصميم الأثاث ببرشلونة، 1986: جائزة آغا خان للعمارة، 2008: جائزة الشيخ زايد للكتاب، 2015: الدكتوراه الفخرية من جامعة كوفنتري، 2015: جائزة تميز للإنجاز المعماري مدى الحياة.
شهادات
سيار الجميل: حداثيًا في القلب
كانت أعماله المبكرّة راسخة في خطاب "مجموعة بغداد للفن الحديث" وإبداعها، بمن فيهم كل من الفنانين جواد سليم ومحمد غني حكمت وشاكر حسن آل سعيد. واعتمدت تصاميمه على تجريد مفاهيم وعناصر المباني التراثية وإعادة بنائها بأشكال معاصرة. وأشار منتقدوه إلى أنه كان متعاطفًا مع أهداف الجماعة، إلا أنه كان في الأساس حداثيًا في القلب، ومتجاوزاً أطر التقاليد المتوارثة. كان من أعظم أعماله نصب الجندي المجهول عام 1959، وقد كلّفه بتصميم النصب الزعيم عبد الكريم قاسم، فجاء رمزاً عراقياً بجدارة، غير أن الرئيس صدّام حسين دمّره لاحقا، واستبدله بآخر ولأسباب شخصية وسياسية. وقد وصف بأنه بنية رمزية وحديثة بسيطة مع ابداع ملهم في تصميم الطاق المقوّس وانعكاس الاضواء على الرخام الازرق. والجادرجي هو الذي صمّم أيضا نصب الحرية الشهير في بغداد عام 1961، والذي نفّذه جواد سليم. وكلّف رفعت رسميا بتصميم علم جديد للعراق عام 2004، ولكن لم يوّفق في تصميمه.
استمر رفعت يرسم تصميمات متنوّعة رائعة أكثر من أربعين سنة، متحكّماً في ضوء الشمس والحرارة والتهوئة والأفنية والجدران والأقواس والأرصفة والاضواء، مستنداً إلى الميراث العراقي القديم. وتتلخّص تصاميمه المدمجة من الماضي الذكي في أشكال جديدة، من الديكورات الداخلية الأوروبية. نال رفعت جوائز دولية وعربية تقديراً لجهوده الفنية المعمارية والعلمية والفكرية. وفي العام 2017 خصصت جائزة تحمل اسمه للمهندسين المعماريين الشباب الذين يساهمون في إعمار ما دمّرته الحروب في العراق، وتبرع الرجل بأرشيفَيه المعماري والتاريخي إلى مركز الآغا خان للتوثيق في مكتبات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
أسعد الاسدي: أشكال، يعيد لها الحياة
في أعمال المهندس المعماري رفعة الجادرجي يمكن أن نكتشف انشغالًا واضحًا بصنع عمارة ذات هوية، تستوعب طبيعة المكان وتنهض به، وهو ما يقوى على البقاء والديمومة، يعتني به ويكشف عن ممكناته، يوقظ ذاكرته، ويتلو في أشكال أبنيته حكاية نص تعوَّدت الأمكنة إنتاجه، غير أنه يأتي متحولًا كما لو كان متذكرًا، لا يستحضر في النص نسخة مما يتذكر، بل يكتب في كلمات جديدة، ما يريد أن يعيد له الذكرى، يصفه، لا أن يشير إليه، مفردات، ويرحّلَها من خزينة الماضي إلى مسرح الحاضر، تغادر أيقونيتها والتزاماتها المألوفة، متحوّلة في الحجم ونمط التكرار وأسلوب التوظيف، يمنحها في سعة التجريد فرصة التشكل، في موضوع هي مادة تشكله، بدلًا من أن تكون صنيعته.
القوس نصف الدائري وتحولاته، يقوله الطابوق مرة ويقوله الخشب والخرسانة مرات، بصيغ وحجوم وتكوينات مختلفة، وليس في تكرار متماثل. فيتحول من شكله المألوف، إلى شكل في بنية سردية، أسطرةً للشكل، وانبناءً في حكاية من المادة والوظيفة، يحرّر الشكل من صمت أيقوني، نحو لعبة سرد لا تنتهي، فتراه يعاود الظهور من نص إلى آخر، من دون أن تضمر تحولاته، أو تشحب حمولته المعرفية، وأصداؤه الشعورية، سعيًا لبلوغ الجمال بوصفه انحيازًا للمكان، حيث ينحاز المبنى إلى الموقع الذي يوجد فيه حين يسعى إلى تجميله، وينحاز إليه حين ينتمي إليه، وقد يكون في لزوم إدراك جمال المبنى أن يكون جمالًا ذا انتماء، يثري اللحظة المكانية بعطايا زمانية من تراث مستعاد.
مروان الدليمي: إشكالية العلاقة مع السلطة
يمكن القول إن حياة المعماري رفعت الجادرجي الذي درس الهندسة المعمارية في جامعة هامر سميث البريطانية عام 1954، ونال جائزة آغا خان للعمارة عام 1986، تعكس في بعض محطاتها إشكالية العلاقة التي تحكم السلطة في عالمنا العربي مع نمط من العقول المبدعة، التي تنتمي إلى ذاتها الخلاقة، بعيدا عن أطر التوظيف الأيديولوجي الديماغوجي، الذي عادة ما تنتجه السلطة وينساق إلى مستنقعه رهط كبير من العاملين في الميدان الثقافي والفني، طمعا بما تجود به عليهم من فتاتها. ودفع الجادرجي مثل والده ثمنا باهظا من حياته، لأنه لم يرتض لنفسه أن يلعب دورا لا يليق به كإنسان وفنان، بعد أن حاولت حكومة بغداد في عهد الرئيس أحمد حسن البكر، توظيف مكانة الجادرجي وسمعته لصالح أغراض أشبه ما تكون بالتجسسيّة، بعد أن وجدته يحظى بمكانة كبيرة من الاحترام والتقدير لدى عدد من الحكام العرب، باعتباره معماريا فريدا، ساهم في تصميم الكثير من الصروح المعمارية الجميلة في بلدانهم، ولديه مكاتب استشارية تقدم خدماتها في أكثر من بلد عربي مثل، الكويت وقطر والبحرين والسعودية ولبنان، إلاّ أن جهود حكومة بغداد لم تفلح في مسعاها، وعلى ما يبدو فإن موقفه الرافض لأن يلعب مثل هذا الدور قد ترك أثرا سلبيا في نفس الرئيس البكر، ولا يستبعد أن يكون ذلك أحد الأسباب وراء اعتقاله عام 1978 وزجِّه في السجن لمدة عامين، والحكم عليه بالسجن المؤبد، بدون أن توجه له أي تهمة حقيقية. وما يثير السخرية أن اعتقاله جاء بعد مضي 48 ساعة على وصوله إلى العاصمة بغداد قادما من العاصمة النمساوية فيينا، بعد أن ألقى محاضرة عن الفن المعماري وتم الاحتفاء به وتكريمه.
المدى