الهاجس " النضالي " في روايات " توني موريسون" الأمريكية – الأفريقية .
نشر بواسطة: mod1
الخميس 11-09-2025
 
   
عبدالجبارنوري

توطئة : --- وأنا أطالع فصول من كتاب " الغربال الجديد " للأديب العربي ميخائيل نعيمة قال في مكسيم غوركي إنهُ مؤسس أدب المدرسة الأشتراكية الواقعية وناشط ثوري من خلال روايتهِ الأم والقاع وكُرم بأستحقاق قادة من عظماء السوفيتات { يا مكسيم إنكم الأدباء مهندسو النفوس البشرية } .

الأدب شيء جميل يا فرانكا عرفتُ هذا أول أمس ، وهو شيء عميق إنهُ يثبت القلب ويثقف العقل ، الأدب لوحة أعني لوحة ومرأة يجد فيها المرء أهواءهُ وذاتهُ حينها يوجه لها نقدا مرهفا غاية الرهافة سوف يحصل على تعاليم في الانسنة تقوم الأخلاق . ديستوفيسكي

النص :وحسب حيثيات الأدب المقارن ومقارباتهٍ الحسية في سيمياء موسومة المقالة النقدية الأدبية بهواجس مثابرة نضالية سلمية للروائية الأمريكة ذات الأصول الأفريقية وأنجازاتها الأدبية ال 19 بطعم المعارضة لموضوع الأسود والأبيض المقرف والفاقد للأنسنة بنضال فكري سلمي طويل النفس من قبل هذه الأنثى ( الزنجية ) الملونة لأملٍ واعد (للتوق) لمستقبلٍ أفضل بحل لغز الصراع الطبقي بين اللبراليين المنحرفين وبين المثقفين الحقيقيين المعارضين للشاشة العملاقة بحجم ( سكوب ) أسود وأبيض بأسلوب سلمي لدفع ادب السود للواجهة نموذج " الروائية " توني موريسون !؟

أقتباسات ومراجعات بقراءة نقدية أيجابية لبعضٍ من روايات " موريسون " ال19

توني موريسون روائية أمريكية – زنجية ولادة أوهايو 18 مارس 1931- 2019 ، وهي البنت الثانية من ( بيع ) أربع أطفال من العائلة في أسواق النخاسة ، رضعت ( الأبرتهايد ) سموم كراهية البيض لسواد البشرة ، وعيشها في عائلتها المستقرة ( أفتراضياً ) ، نمتْ في وجدانها مشاعر واقعية كراهية لون البشرة مبكرا ربما في حقبة المراهقة في الأطلاع على حكايات شعبية عن أدب السود في دائرة عملها الأول كمحررة صحيفة ثُم أعلامية والقراءة الواسعة لأدب همنغواي وليو توليستوي ، كانت تجربتها الأولى في الكتابة رواية " العين الأكثر زرقة" 1970 ، ورُشحتْ كتابها الثاني 1973 Sulla لجائزة الكتب الوطنية ، وكتابها الثالث " نشيد سليمان" وهذا المنجز الأكثر شهرة في رفع قضية السود إلى الواجهة ، وفي عام 1987 أنجزت روايتها الرابعة المشهورة والموسومة بBeloved ( رواية محبوبة ) كان الأغفال نصيبها عاشت حزينة ومحبطة وحرجة لبعض الوقت وأبتسم لها الحظ بشكل مفاجيء حصول روايتها محبوبة على جائزة بوليستر في الأدب حينها تحولت الرواية إلى فيلم أخراج وأنتاج أمريكي يحمل نفس الأسم من بطولة أوبرا وينيفري ووان كلوفر .

ثُم تقدمت بمشروعها الأدبي في عرض اسلوبها النثري بفيض وجداني مرموق منبعث من أعماق تجليات الروح في أستخدامهِ في قصة حياة الموسيقار الأمريكي العالمي ( ماريكريت كارنز ) ورواية " فردوس " كان لهذا التلاقح الفكري القيمي أثر واعد في رفع أدب السود إلى الواجهة الأممية حيث رُشحتْ كأفضل رواية أمريكية نُشرتْ خلال ربع قرن مضى ، فازت بجائزة نوبل للأدب عام 1993 عن أغلب أعمالها وانجازاتها الأدبية ال19 وجائزة بوليستر عن روايتها (فردوس) التي سوف أكتب عنها لاحقا ، و{كانت بصمة المؤسسة المانحة لجائزة نوبل تقول بحق الروائية الأفريقية : تميزت روايات موريسون بقوة البصيرة والمضمون الشاعري الذي يمنح الواقع الأمريكي ملامحهُ الأساسية } وجاءها عاجل إنها أخر أمريكية حصلت على هذه الجائزة .

ومنحتْ مؤسسة الكتاب الوطنية عام 1996ميدالية المساهمة الجادة في الأدب الأمريكي على الرغم من إن نشاطها الأدبي كان واضحا في الفصل الأخير من الكتاب في نُصرت ْ الحركة النسوية العالمية بتغيب الأسود والأبيض من جميع مدوناتها ومنجزاتها ألأدبية وعايشت ذكريات وجع وخزات صفحات مؤلمة ومظلمة في الحرب الأهلية الأمريكية

المؤرخنة من 12 نيسان 1861 حتى 9 مايس 1865 4 سنوات و3 أسابيع و6 أيام عجاف ، بالرغم من إن موريسون لم تشهد فصول مأساة الحرب الأهلية إلا إنها أستوعبتْ وأستوحت ْ المأساة يذكائها الحاد وشجاعتها النادرة رسمت خيوطها الدامية الحمراء بقلم مؤرخ ثوري لعمري وكأن الرواية ممنتج بالذكاء الأصناعي { حدثت الحرب بين الشمال الأمريكي (الأتحاد ) وبين الجنوب الكومفيدرالي بسبب :

-العبودية التي تعتمدها الجنوب في أقتصادها .

- أنفصال الجنوب الفيدرالي عن الشمال

فكانت النتائج :

-أنتصار الأتحاد بتزامن أنتهاء الحرب في أبريل 1865

- أستسلام قائد الجنوب الفيدرالي ( روبرت أي لي )

- ألغاء العبودية في الولايات المتحدة عموماً

فتقول الروائية توني موريسون : كانت الحرب الأهلية حدثا محورياً في تأريخ الولايات المتحدة ، مستذكرة أسطورة المقاومة السلمية اللاعنف السجين السياسي رقم 66 رجل السلام والمحبة وصاحب رفع الحواجز اللونية بين البشر عموما بالمتحضر (مانديلا ) وكان تكريمهُ بجائزة نوبل للسلام عام 1994وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين للتعايش السلمي لذا تبدوالروائية الأمريكية الزنجية توني موريسون متقاربة مع أبي الأمة (مانديلا) في الحب والسلام والخير ، بيد إنها أصبحت متلازمة سايكولوجية تعيسة للروائية الشابة توني موريسون بهيئة كابوس مقلق وتأريخ مخزي في حرب أهلية بين الشمال والجنوب الأمريكي بسبب الصراع الطبقي بعبواتهِ الناسفة الأقتصادية والأنثروبولوجية والبشرة السوداء خاصة ، حدثت في زمن الرئيس الأمركي أبراهام لنكولن رقم 16 وأنتهت في زمنه وكان لهُ التأثير المباشر في أنهائها .

رواية " فردوس "

المؤلف --- توني موريسون

فكرة الرواية --- لون البشرة

عدد الصغحات 420

أن الرواية لم تتمتع بكامل حريتها في النشر الحر لكونها متأثرة لضغوطات نقدية سالبة ومستلبة ، وللأسف أقواها الضاغط الأول (لون البشرة ) وربما شركة واحدة تستلب منها كامل هذه الحرية الموهومة والمهلهلة حين يشيراعلام الشركة الرأسمالية وب كامل قواها العقلية : يكفي أن تنظروا إلى تمثال الحرية في أوسع بوابة لواشنطن العنصرية بشعارها المهين الذي يبدوللروائية موريسون ولي ككاتب وللمتلقين بواقعية (لا مكان للسود )!؟ .

ونشرت روايتها " فردوس " وأرائها في الحرية والمساواة والديمقراطية وشجاعة نادرة في الفصلين الأول والثاني من الرواية وتطرح هذا السؤال الجريء : ماذا لو عالج السود حياتهم !؟ وتردف القول : أنهم يذكروننا بتلك الدول التي عانت من ويلات أستغلال المستعمرين وقمعهم وأضطهادهم .

للحقيقة التأريخية أن أنتهاء الحرب الأهلية التي كان السود وقودها وفوز حزب الأتحاد لم تتحسن أحوال الملونبن ولم تحصل على مراكز القرار أطلاقاً ، لذ لم تستطع الروائية القوية الشخصية الشجاعة توني موريسون أن تقنع القراء وأنا منهم أن تنجح في أملها المستقبلي الواعد بتحقيق ( فردوس ) متواضع ليكن متماهيا ومتقاربا بشكل وبآخر لحلم مدينة اليوتوبيا وهو الفردوس المفقود للبشرية منذ آدم لحد اليوم !!! ، ولكنها بالرغم من الجحيم وصراعات الدم والخراب إنها تقصد فردوسا ليس أبيضا وأسودا يكون فيه الأنسان حرا بطعم الأنسنة والأعتراف بأدميتهِ السوية كباقي البشر ونجحت برفع قضية السود إلى الواجهة في أروقة الأمم المتحدة ببصمة أممية بأعترافها وأقرارها { إنها علاقات نقية للمجموعات البشرية } متماهية مع أفكار رفيقها السجين رقم 66 نلسن مانديلا ، وتلك هي ( ثيمة ) الرواية في نشرها رسالة كبيرة ربما بكبر جراحات وعذابات جغرافية وتأريخ المضطهدين ذوي البشرة السوداء ويبدو للمتلقي القناعة التامة بأحلام الروائية الأمريكية الزنجية موريسون .

كاتب وباحث وناقد عراقي مغترب

سبتمبرأيلول 2025

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced