أطلقت مؤسسة «تطوع معنا» مبادرة «تراث في المدرسة» بدعم من معهد غوتا وبإشراف تربية نينوى، بهدف ترسيخ أهمية التراث والآثار لدى الطلبة عبر معلميهم، وتعزيز الهوية الموصلية بعد الدمار الذي ألحقه الإرهاب بالمدينة. المبادرة شملت أربعة أيام من المحاضرات والمناقشات والجولات الميدانية، بمشاركة مائة مدرس ومدرسة، واستضافت أسماء بارزة في علم الآثار من أم الربيعين، بينهم المستكشف ميسر العراقي والعالم أحمد قاسم جمعة.
خلال الأنشطة، جرى التعريف بمظاهر التراث الموصلي من الأكلات الشعبية والأغاني والعادات والتقاليد، إلى الألعاب الشعبية والمهن القديمة مثل القهوجي والحياكة والسراجة والندافة. كما سلطت المحاضرات الضوء على تاريخ بوابات نينوى الأثرية التي ما تزال أسماؤها حاضرة في بعض أحياء المدينة، مثل باب الطوب وباب لكش وباب البيض وباب الجسر.
مدير المؤسسة والمسؤول عن المبادرة، عمر محمد، أوضح لـ(لمدى) أن الفئة المستهدفة هي المعلمون ومدرسو مادتي الفنية والتاريخ، سعياً لترسيخ قيمة التراث في أذهان التلاميذ. وبين أن الخطة تضمنت تزويد المدارس بألعاب تجسد المواقع الأثرية في نينوى لتوظيفها في الدروس، إضافة إلى إقامة مسابقات وتقديم جوائز، فضلاً عن تنظيم زيارات علمية للمعالم التراثية. كما تناولت المحاضرات التمييز بين التراث المادي وغير المادي، واختُتمت بجولة في المدينة القديمة بقيادة مرشد سياحي. من جانبه، أكد أيوب ذنون، رئيس مؤسسة تراث الموصل وأحد المحاضرين، أن الهدف من الجولات الميدانية هو إيصال رسالة للطلبة بضرورة الحفاظ على تراثهم وتعزيز انتمائهم، مشيراً إلى أن المؤسسة استقبلت خلال ثلاث سنوات أكثر من 100 ألف زائر، بينهم 20 ألف طالب مدرسة، ما يعكس تصاعد الاهتمام الشعبي بالآثار والتراث، لكنه يحتاج إلى دعم حكومي مستدام من وزارة الثقافة.
مدرس مادة الفنية، سداد قادر، أوضح للمدى أن المبادرة أضافت له معارف جديدة، منها أن اسمه يعود إلى مهنة قديمة تشبه الحياكة اندثرت مع الزمن، مشيراً إلى أنه سيعمل على نقل هذه الخبرات لطلبته عبر تدريبهم على رسم الأقواس والزخارف التي تتميز بها العمارة الموصلية.