فصائل مسلحة تعرقل استثمارات سعودية في العراق تصل إلى 100 مليار دولار
نشر بواسطة: iwladmins
الثلاثاء 16-09-2025
 
   
بغداد/ تميم الحسن/ المدى

تمنع فصائل مسلحة استثمارات سعودية في العراق قد تصل إلى 100 مليار دولار، لأسباب تتعلق بالصراع على المكاسب، والخشية من إنشاء "إقليم سني".

وقد وصلت هذه الخلافات إلى البرلمان، حيث طالبت قوى مقربة من "الفصائل" بسحب مشروع يتعلق بتلك الاستثمارات، وتسببت الاعتراضات في تعطيل الجلسات للمرة الثانية.

ويفترض أن المشروع العراقي – السعودي، الذي تم الاتفاق عليه قبل 7 سنوات، يمنح الرياض استثمار أراضٍ صحراوية على الحدود الغربية، على أن تمتد الاستثمارات إلى مجالات أخرى كقطاع الطاقة والبنى التحتية.

وتقول مصادر سياسية إن "إيران ما زالت تضع فيتو على النفوذ السعودي الاقتصادي أو حتى السياسي في العراق، رغم التقارب الذي حدث بين البلدين قبل عامين".

ففي عام 2023، بدأت طهران والرياض مرحلة جديدة من العلاقات بعد قطيعة استمرت منذ 2016، على خلفية اقتحام سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، ردًا على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.

وتشير المصادر العراقية التي تابعت بدايات قضية الاستثمارات السعودية منذ 2018، إلى أن "فصائل مسلحة تسيطر على مناطق حدودية تتنافس للحصول على استثمارات هناك، وهي بذلك تحقق هدفين: الأول الحصول على امتيازات مالية، والثاني تنفيذ هدف إيران في منع السعودية من دخول العراق".

في حكومة عادل عبد المهدي (2018)، شُكّل مجلس تنسيقي بين العراق والسعودية، وجرى توقيع عدة اتفاقيات، أبرزها استثمار السعودية لمساحات شاسعة من الأراضي العراقية تمتد من الشريط الحدودي إلى بادية كربلاء والمثنى والنجف.

حينها دعا ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي إلى إيقاف المشروع لما يحمله من "تداعيات خطيرة" على أمن وسيادة البلاد، فضلًا عن الأضرار المحتملة بالمخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية.

كما رفض زعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي ما وصفه بمحاولات "النظام السعودي" للاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الأنبار والنجف والمثنى والبصرة تحت غطاء الاستثمار، معتبرًا أن المشروع يتزامن مع خطوات التطبيع مع إسرائيل.

بالمقابل، اتهمت وزارة الخارجية السعودية آنذاك من سمّتهم "عملاء إيران في العراق" برفض الاستثمارات السعودية حفاظًا على المصالح الإيرانية. وقال المستشار سالم اليامي لموقع "الحرة": إن السعودية والعراق وقّعا 13 اتفاقية في مجالات متعددة، من بينها البنى التحتية والطاقة.

وأضاف أن "عملاء إيران في العراق يرفضون الاستثمارات السعودية لإبقاء علاقات بغداد محصورة مع طهران فقط".

ورغم التطبيع الأخير بين إيران والسعودية، إلا أن المصادر السياسية – نقلًا عن أحد مستشاري الأحزاب الشيعية – أكدت أن "الاعتراضات ما زالت قائمة، وهناك من يتذرع بأن تلك الاستثمارات قد تشجع على تشكيل إقليم سني".

وفي 2023، زار وفد من وزارة الاستثمار السعودية والصندوق السعودي للتنمية العراق، والتقى وزير الزراعة عباس جبر العلياوي، الذي أكد حاجة العراق إلى الاستثمارات الزراعية والطاقات الحديثة، مرحبًا بدخول الشركات السعودية.

وفي المقابل، عبّر الوفد السعودي عن رغبة شركات المملكة في دخول السوق العراقية والمشاركة في مشاريع تنموية مختلفة. وكانت الرياض قد خصصت في 2022 نحو 24 مليار دولار للاستثمار في 5 عواصم من بينها بغداد.

نقل الأزمة إلى البرلمان

في جلسة البرلمان الأخيرة، فشل انعقاد النصاب مما أدى إلى تأجيل الجلسة. وتشير تسريبات إلى أن السبب يعود إلى عرض اتفاقية تتعلق بالاستثمارات السعودية، إضافة إلى خلافات سياسية أخرى.

وقال النائب المستقل ياسر الحسيني لـ(المدى): إن "الاتفاقية الخاصة بالاستثمارات السعودية أُحيلت إلى ورش قانونية للمناقشة، كما أن الحكومة الحالية لم تصادق عليها بعد".

وبيّن الحسيني، وهو عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان، أن الاتفاقية تعود إلى عهد حكومة عبد المهدي، ولم تُناقش في اللجنة الاقتصادية.

وبعد تأجيل الجلسة، دعا النائب سعود الساعدي (كتلة حقوق – الجناح السياسي لكتائب حزب الله) وعددًا من النواب إلى سحب قانون التبادل التجاري بين العراق والسعودية.

وقال الساعدي خلال مؤتمر صحفي: "نستغرب إصرار مجلس النواب على إدراج القانون وعدم إعادته إلى الحكومة، خاصة أنه من مشاريع حكومة عبد المهدي".

وأضاف أن "الاتفاقية تنتزع ملايين الدوانم من الأراضي في المناطق الغربية والجنوبية للعراق لصالح السعودية، وهذا يتعارض مع قانون الاستملاك".

وأشار إلى أن "الاتفاقية تسمح بتحويلات مالية للسعودية دون شرط أو قيد، وتوفر حماية استثنائية للشركات، وهو ما يضر بالمصلحة الوطنية العراقية"، واصفًا المشروع بأنه "استعمار سعودي وليس استثمارًا".

وأكد أن أكثر من 100 نائب وقعوا على رفض إدراج الاتفاقية في جدول الأعمال. وكانت كتلة "حقوق" قد عرقلت المشروع سابقًا في آب الماضي.

جدير بالذكر أن العراق والسعودية وقعا في كانون الأول 2023 اتفاقية شراكة في مجال استثمارات القطاع الخاص الصناعي، كما أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح عن دراسة تدشين أول منطقة اقتصادية حرة مع العراق في عرعر.

ووفقًا لتصريحات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في العراق خلال العامين الماضيين نحو 100 مليار دولار.

وكان السوداني قد أكد في مقابلة تلفزيونية في نيسان 2023 أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أبدى استعداده لاستثمار 100 مليار دولار في العراق".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced