أعلنت عن إجراءات لتسليمها مع قطع أثرية أخرى إلى المتحف الوطني
كشفت مفتشية آثار وتراث ذي قار عن عثور فرق مشتركة من المفتشية وشرطة حماية الآثار على 37 قطعة أثرية في مواقع متفرقة من المحافظة، مشيرة إلى أنها بصدد استكمال إجراءات تسليم القطع التي تعود لعهود سومرية وبابلية وإسلامية إلى المتحف الوطني في بغداد.
وقال مفتش آثار وتراث ذي قار شامل الرميض للمدى إن “ضمن الجولات التفتيشية المشتركة على المواقع الأثرية عثرت فرق المفتشية وشرطة حماية الآثار على 37 قطعة أثرية”، مبينًا أن “القطع الأثرية تم العثور عليها في مواقع متفرقة في الشطرة والرفاعي والفجر، من بينها موقع أم العقارب وتل الحدب وجوخا”.
وكشف الرميض أن “القطع الأثرية تعود لعهود سومرية وبابلية وإسلامية”، مشيرًا إلى أنه “سيتم تسليمها مع قطع أثرية أخرى إلى المتحف الوطني في بغداد لغرض خزنها أو صيانة المتضرر منها أو للعرض في المتحف في حال عدم توفر مثيل لها بين معروضات المتحف الوطني”.
وعن الكيفية التي تم العثور فيها على القطع الأثرية قال الرميض إن “البعض من ضعاف النفوس يقومون بالنبش في بعض المواقع الأثرية ودفن القطع الأثرية في أماكن مخفية”، مبينًا أن “الكشف عن تلك القطع جرى من خلال الإبلاغ عنها من قبل مصادر خاصة”.
وتحدث مفتش آثار وتراث ذي قار عن تولي 140 حارسًا ودوريات شرطة حماية الآثار مهمة حراسة المواقع الأثرية التي تُقدَّر بنحو 1200 موقع في محافظة ذي قار، مؤكدًا الحاجة إلى أعداد أكبر من الحراس لغرض تأمين الحماية التامة للمواقع الأثرية.
ومن جهتها أفادت قيادة شرطة ذي قار بأن “قائد الشرطة اللواء نجاح ياسر كاظم العابدي أشرف على تسليم 37 قطعة أثرية ثمينة إلى متحف الناصرية الحضاري، بحضور ممثلين عن مفتشية آثار ذي قار”.
وقال العابدي في بيان تابعته المدى إن “هذه المبادرة تأتي ضمن إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها شرطة ذي قار لحماية المواقع الأثرية ومكافحة عمليات التهريب والعبث بالإرث الوطني”، مشيرًا إلى أن “جميع الإجراءات تمت وفق الأطر القانونية المعتمدة وبالتنسيق مع الجهات المختصة”.
وشدد قائد الشرطة على أهمية التعاون بين المؤسسات الأمنية والجهات الثقافية في مجال استعادة القطع الأثرية والمحافظة عليها، كونها جزءًا لا يتجزأ من هوية العراق التاريخية والحضارية. وكانت مفتشية آثار ذي قار قد أعلنت في (أواسط أيار 2022) عن استلامها 73 قطعة أثرية سومرية من أحد المواطنين، وأنها ستقوم بنقلها إلى المتحف العراقي في بغداد، فيما أكد مدير آثار مدينة أور في حينها تراجع التجاوزات على المواقع الأثرية في ذي قار بنسبة تتجاوز 95%، كاشفًا عن إمكانية توفير الحماية للمواقع الأثرية النائية عبر منظومة مراقبة حديثة.
وتضم محافظة ذي قار نحو 1200 موقع أثري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المدن العراقية بالمواقع الآثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلًا عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي، ومعبد (دب لال ماخ) الذي يُعدّ أقدم محكمة في التاريخ.
وكانت مفتشية آثار ذي قار قد أعلنت في (18 كانون الثاني 2021) عن تسليم أكثر من 1000 قطعة أثرية إلى متحف الناصرية والهيئة العامة للآثار خلال عام 2020، وفيما بيّنت أن القطع الأثرية هي حصيلة عمل 11 بعثة تنقيبية أجنبية وما عثر عليه المواطنون وشرطة حماية الآثار خلال جولاتهم التفتيشية، أكدت تراجع أعمال النبش والتجاوزات على المواقع الأثرية بعد استحداث أربع مراقبيات للآثار.
وفي مطلع أيلول الجاري أعلنت مفتشية آثار وتراث ذي قار عن قرب انطلاق الموسم التنقيبي القادم مع وصول 3 بعثات تنقيبية دولية من أصل 11 بعثة تترقب وصولها خلال الأسابيع القليلة القادمة، مشيرة إلى تحقيق اكتشافات مهمة والعثور على آلاف القطع الأثرية خلال المواسم التنقيبية السابقة.
ويرى باحثون في مجال الآثار أن أعمال التنقيب الجارية حاليًا في محافظة ذي قار تكتسب أهمية كبرى في توثيق الطبقات الحضارية وتحافظ على الكنوز واللقى الآثارية من النهب والسرقة، ولاسيما أن البلاد تعرّضت لأشرس هجمة نهب وسرقة للمتاحف والمواقع الأثرية إبان الفترة التي أعقبت التاسع من نيسان 2003.
وتُنقّب في المواقع الأثرية في ذي قار سنويًا أكثر من 10 بعثات تنقيبية دولية، إذ تعمل بعثة بريطانية في أريدو، وفرنسية في لارسا بمنطقة الكطيعة القريبة من قضاء البطحاء، وبريطانية في كرسو، وبعثتان إيطاليتان تعملان في تل زرغل وتل أبو طبيرة، وبعثة روسية في موقع الدحيلة الأثري في قضاء البطحاء، وأميركية في لكش، وسلوفاكية في جوخا، وبعثة بريطانية أخرى في موقع الدبيبة، وبعثة تنقيبية فرنسية في تل مزيد القريب من مدينة أور الأثرية، وبعثة فرنسية ثالثة تنقب في تل جبرة ضمن منطقة صليبيات، وبعثة سويسرية تعمل في موقع المْدينة في قضاء الرفاعي.