عمّ الغضب والتظاهرات عدداً من الدول حول العالم إثر قرصنة إسرائيل أسطول الصمود العالمي، الذي كان متجهاً إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه. وتضمن ذلك مطالبات بإطلاق سراح الناشطين المحتجزين ومحاسبة إسرائيل على جرائمها وانتهاك القانون الدولي. من جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى احترام القوانين السارية في المياه الدولية على خلفية الهجوم الإسرائيلي ضد أسطول الصمود العالمي، معربة عن أملها في ألا يتعرض المشاركون في الأسطول لأي أذى.
وهاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، آخر سفينة من أسطول الصمود العالمي، واستولى عليها أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه قطاع غزة. وأظهر بث مباشر من على متن سفينة "مارينيت"، لحظات اقتراب إحدى قوارب البحرية الإسرائيلية منها، وصعود الجنود إلى متن السفينة. وقال الأسطول في منشور على صفحته بمنصة انستغرام: "مارينيت، آخر سفينة متبقية من أسطول الصمود العالمي، اعترضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في تمام الساعة 10:29 صباحاً بالتوقيت المحلي (غرينتش+3)، على بعد نحو 42.5 ميلاً بحرياً من غزة (نحو 68 كيلومتراً)". وأوضح الأسطول أنه "على مدار 38 ساعة، اعترضت القوات البحرية للاحتلال الإسرائيلي جميع سفننا الـ42، التي كانت تحمل مساعدات إنسانية ومتطوعين، وعزم على كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة".
من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، اليوم الجمعة، إنّ القوات البحرية اعتقلت 470 مشاركاً في الأسطول. وأوضحت أن المعتقلين "خضعوا لفحص دقيق، ثم نُقلوا إلى هيئة السكان والهجرة ومصلحة السجون لإجراءات إضافية". وفي السياق، ذكرت مصلحة السجون الإسرائيلية، في بيان فجر الجمعة، أنه جرى التحقيق مع نحو 200 ناشط من المشاركين في الأسطول، قبل تحويلهم إلى الاحتجاز في سجن "كتسيعوت".
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الجمعة، إن ناشطي أسطول الصمود العالمي نقلوا إلى سجن "كتسيعوت" في منطقة النقب الجنوبية ويتلقون معاملة "المخربين". وأوضح في مقطع فيديو نشرته القناة 14 الإسرائيلية: "نحن في سجن كتسيعوت، وكما وعدت فإن الأشخاص الذين جاؤوا بالأسطول المؤيدين للإرهاب يتواجدون في سجن أمني". وأضاف بن غفير إن المعتقلين "يتلقون معاملة المخربين"، وفق تعبيره. ويعد "كتسيعوت" أو سجن النقب الصحراوي من أسوأ السجون الإسرائيلية.