75 % من أعضاء البرلمان يرفضون التقاعد السياسي
قرّر أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء البرلمان الحالي، وثلث النواب السابقين، الترشّح للانتخابات القادمة.
وتُظهر القوائم النهائية الصادرة عن المفوضية ترشّح جميع أعضاء «هيئة الرئاسة» الحالية في البرلمان، إلى جانب رؤساء سابقين.
وفشل البرلمان في الأسبوعين الأخيرين في عقد جلسات، بسبب انشغال الأعضاء بالدعاية الانتخابية.
ونُشر يوم الجمعة الماضي أكثر من مليون صورة للمرشّحين، مع اليوم الأول لانطلاق الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية التي ستُجرى يوم 11 تشرين الثاني المقبل، بحسب مراكز حقوقية.
وتكشف وثائق المفوضية عن ترشّح نحو 250 نائبًا في الدورة الحالية، من أصل 329، في الانتخابات التي يُفترض أن تُجرى بعد شهر.
رجوع الرئاسة
وعلى رأس أعضاء الدورة التشريعية الأخيرة الذين عادوا للترشّح، هيئة رئاسة البرلمان.
وقرّر رئيس البرلمان محمود المشهداني، الذي تنقّل سياسيًا في العامين الأخيرين بين عدة جهات، الترشّح مع خميس الخنجر.
ويحتلّ المشهداني الرقم (1) في تسلسل القائمة في بغداد التي تحمل اسم «تحالف السيادة الوطني» التي قدّمت في بغداد فقط 139 مرشّحًا، من أصل نحو 8 آلاف مرشّح في عموم البلاد.
بالمقابل، يترشّح نائبه محسن المندلاوي، وهو زعيم «ائتلاف الأساس»، على نفس القائمة بالرقم (1) في العاصمة.التي تشارك للمرة الثانية على التوالي في الانتخابات، وقدّمت في بغداد 139 مرشّحًا أيضًا.
أما النائب الثاني شاخوان عبد الله، فيترشّح في كركوك عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتسلسل رقم (1). التي تشارك في كركوك بـ24 مرشّحًا.
ويغُطّ البرلمان في «سبات»، بحسب وصف مراقبين، منذ نحو سنة، إذ لم يستطع خلال تلك الفترة التي رأسها المشهداني عقد أكثر من 12 جلسة فقط.
رغم أن تكلفة رواتب وحماية النواب في الدورة الحالية تجاوزه الـ400 مليار دينار، بحسب بعض التقديرات.
موسم الانتقالات
وتُظهر قوائم النواب المرشّحين انتقالات بين التحالفات، بعضها متناقض في التوجّهات السياسية، وبينها خصومات.
فالنائب علي مشكور عن البصرة ترشّح في هذه الدورة مع «تحالف خدمات» التابع لزعيم «كتائب الإمام علي» شبل الزيدي.
وكان مشكور قد فاز في انتخابات 2021 عن حركة «تصميم» التي يرأسها النائب عامر الفايز ومحافظ البصرة أسعد العيداني، وهي قائمة بعيدة عن «الفصائل».
وفي البصرة أيضًا، انتقل النائب ضرغام المالكي من قائمة نوري المالكي «دولة القانون» إلى قائمة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني «الإعمار والتنمية».
وكان انضمام النائب إلى قائمة المالكي في 2021 قد مثّل مفارقة لسكان البصرة، إذ كان الأول يدعم التظاهرات في المحافظة التي انتقدت أحزاب السلطة في 2018.
ومثل النائب المالكي، تحوّل النائب ناظم الشبلاوي، الذي فاز في الانتخابات الأخيرة بوصفه مستقلًا، إلى قائمة السوداني في الديوانية.
وكذلك فعلت النائبة نور نافع عن «حركة امتداد» التي تشكّلت عقب تظاهرات تشرين 2019، وتفكّكت في العامين الأخيرين، بالترشّح أيضاً مع السوداني في الديوانية.
ولحق بها النائب محمد نوري، وهو زميلها في نفس الكتلة، وانضمّ إلى قائمة رئيس الحكومة في ذات المحافظة.
وفي الديوانية أيضًا، قرّر عزيز المياحي، وهو نائب عن كتلة الفتح التي يترأسها هادي العامري، الترشّح مع قائمة شبل الزيدي.
أما باسم خشان، وهو نائب مستقل في 2021، ونائب «صدري» في 2018، فيترشّح هذه المرة مع السوداني في محافظة المثنّى.
وفي المثنّى أيضًا، تحوّلت النائبة عن «تحالف المالكي» خديجة وادي إلى قائمة الحكومة.
وكذلك قرّر المستقل النائب سعد التوبي الترشّح ضمن قائمة رئيس الحكومة في محافظة المثنّى.
أما في النجف، فقد انتقل النائب جواد الغزالي من «قائمة المالكي» إلى السوداني.
وفي بابل، تحوّلت النائبة حنان الفتلاوي، أحد صقور «دولة القانون»، إلى تحالف رئيس الحكومة الحالي.
ولحق بها النائب أحمد فواز، زميل الفتلاوي في ذات الكتلة والمحافظة، بقائمة السوداني أيضًا.
وبالسيناريو نفسه، تحوّل النائب محمد الصهيود، ابن عم رئيس الوزراء، من تحالف المالكي إلى كتلة الحكومة، وكذلك تحوّلت عالية نصيف من «دولة القانون» إلى قائمة «الإعمار والتنمية» في بغداد.
وفي ميسان، انتقلت النائبة عن «امتداد» نيسان زاير، إحدى أبرز المشاركات في تظاهرات تشرين، للترشّح في قائمة نوري المالكي.
وشرقًا، ترأس برهان المعموري، وهو نائب صدري، تحالفًا جديدًا في ديالى.
وعلى الرغم من مقاطعة التيار للانتخابات، فإن المعموري يترشّح عن قائمة جديدة تحت اسم «ثابتون».
والمعموري كان النائب الوحيد الذي استثناه مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، من الاستقالات الجماعية لنوابه في 2022.
وفي ذي قار، انتقل النائبان داود عيدان وفلاح الهلالي عن «امتداد» إلى تحالف السوداني، وكان الأخير أحد أكثر النواب المشاغبين في أزمة تشكيل الحكومة عام 2022، ومنع «الإطار» من تسلّم السلطة.
والأغرب كان انتقال النائبين رحيمة الجبوري وهيثم الزهوان عن تحالف الجماهير بزعامة «أبو مازن» أحمد الجبوري، إلى السوداني في صلاح الدين.
وكذلك انتقل النائب بهاء النوري في ميسان من «دولة القانون» إلى تحالف السوداني.
والنوري كان قد «طرده» ائتلاف المالكي، بحسب وصف مستشار المالكي عباس الموسوي، بسبب شجار مع شرطي مرور في بغداد صيف 2023.
النوري عاد بعد «بيان الفصل» ليعلن بعد عام واحد، في مقابلة تلفزيونية في تموز 2024، أنه رجع إلى الكتلة بطلب منها.
لكن في مطلع تموز الماضي، قال الموسوي، مستشار المالكي، في لقاء تلفزيوني، إن «بهاء النوري مطرود من دولة القانون».
وانتقلت النائبة دينا الشمري عن بابل من كونها «مستقلة» في انتخابات 2021 إلى مرشّحة عن تحالف الحكومة.
وكذلك انتقل فهد الدليمي، النائب عن تحالف «تقدّم» بزعامة الحلبوسي، إلى خميس الخنجر في الأنبار.
الحرس القديم
وعلى مستوى النواب السابقين، فقد أظهرت قوائم المرشّحين أسماء نحو 100 نائب سابق.
وعلى رأس العائدين رئيس البرلمان السابق، زعيم «تقدّم» محمد الحلبوسي، وهو صاحب الرقم «واحد» في بغداد.
وكذلك سليم الجبوري، وهو رئيس البرلمان الأسبق، حيث يترأس قائمة مشعان الجبوري «صقورنا» في ديالى.
وأبرز النواب العائدين محمد الكربولي، شقيق جمال الكربولي، زعيم حزب «الحل»، الذي سُجن في وقت سابق على خلفية قضايا فساد.
ويترشّح الكربولي هذه المرة مع تحالف «العزم» في بغداد، الذي يترأسه النائب مثنى السامرائي.
كذلك عاد النائب البصري السابق مزاحم التميمي، وانتقل هذه المرة من تحالفه السابق مع حيدر العبادي، رئيس الوزراء الأسبق، إلى كتلة السوداني.
وقرّرت بالمقابل ثورة الحلفي، وهي نائبة سابقة عن التيار الصدري، الترشّح مع السوداني في البصرة.
كما تُظهر القوائم عودة النائب الصدري السابق ونائب رئيس الوزراء الأسبق بهاء الأعرجي في صفوف السوداني.
وعاد إلى الساحة أيضًا النائب السابق ظافر العاني عن «تقدّم»، وعتاب الدوري عن «السيادة».