الجفاف وشح هطول الأمطار ونقص الغطاء النباتي أسباب رئيسة في العواصف الترابية
نشر بواسطة:
Adminstrator
الجمعة 19-08-2011
مالك حسون
أوضح الخبير البيئي الدكتور علي حسين حنوش عميد كلية الزراعة في جامعة المثنى :ان العواصف الترابية التي تجتاح مدن وأرياف العراق كافة لفترات متواصلة، متجاوزة الفترات الزمنية المحددة لها، وتزداد شدتها وكميات الغبار والأتربة التي تحملها. وأشار الى ان " نوعية الرياح وشدتها أحدى عوامل التغيرات المناخية ذات التأثير الكبير على البيئة، فسرعة حركة الرياح ذات ارتباط مباشر بعملية التعرية ومستويات التعرية ذات الصلة بالجفاف والتصحر.
ويضيف " كثيرا ما كانت الرياح الرملية والترابية تعصف على خطي العرض 34- 32، اقل منها على المنطقة الشمالية(خط العرض 36)، مبينا ان التطورات المناخية الحديثة تبين اشتداد موجات الرياح على جميع الأراضي العراقية. و أنها تشتد خلال اشهر الصيف وغالبية الرياح من نوع العواصف القوية، التي تؤثر سلبا على استقرار البيئة وتساعد على تنشيط التعرية. وافاد ان " التعرية الهوائية تحت تأثير العواصف الترابية (وكذلك التعرية المطرية او المائية) تتسبب بفقد تربة الأراضي الزراعية جزءا من طبقتها العليا، فضلا عن المناطق الشمالية والأراضي ذات المنحدرات، منوها الى ان "التعرية تتسبب بإحداث تلوث وتدهور لنوعية الترب الزراعية وبالأخص عندما تكون الرياح العاصفة شديدة الوضوح بنتائجها.
مؤكدا" ان العراق وجيرانه يعانون من نقص في الغطاء النباتي، وهو معرض للرياح القوية والرياح الموسمية تحمل معها كميات ضخمة من الغبار والرمل، وتبرز كرياح جنوبية-شرقية، وشمالية-غربية، وتصل ارتفاعاتها ما بين 20 الى 100م، وهي مصدر متجدد لتلوث الهواء. وأضاف "ان المسطحات المائية تلعب دور المصفاة البيولوجية للرياح والتي تخفف من عبء أضرارها على الحياة الطبيعية وتقلل من مستويات التلوث. ويشير الى ان "التقلبات التي تحدث في الجو وبروز ظواهر بيئية جديده قد امتد الى المناطق المعتدلة(نسبيا)، حيث تسجل السليمانية وقوع عواصف غبارية شديدة، نتيجة للجفاف وشحة المياه التي لم تشهدها المنطقة منذ سبعين عاما. وأفاد ان انتشار الغبار الصحراوي وانحسار المسطح النباتي والمائي للمنطقة احدثا أضرارا كبيرة بالصحة البشرية وإدخال الكثير من المصابين بأمراض الربو والحساسية والقلب الى المستشفيات.
مضيفا ان " العواصف الغبارية تتصف في السنوات الأخيرة بالشدة وطول فترتها، مسببة أياما كئيبة وخانقة، تتعكر فيها المياه والرؤيا، مبينا ان انتشار الغبار الصحراوي وانحسار المسطح النباتي والمائي للمنطقة احدثا أضرارا كبيرة بالصحة البشرية.
منوها ان" أراضي العراق تتعرض الى تدهور لغطائها النباتي الطبيعي وتتقلص مساحات ونوعية المراعي بسبب الرعي الجائر، وعمليات قطع الأشجار والشجيرات للوقود، وزراعة الأراضي الهامشية غير مضمونة الأمطار، جميعها أسباب تؤدي الى تدهور غطاء التربة، مبينا ان الغطاء النباتي له بالغ الأهمية في الحفاظ على التربة من الانجراف وان جذور النباتات تجعل التربة متماسكة وتساعد على زيادة نسبة المادة العضوية فيها، فضلا عن ان تلك الأشجار والشجيرات تقلل من شدة الرياح وتأثيراتها على انجراف التربة وفقدانها غطاءها بحيث تصبح جرداء. ويؤكد على ان ضرورة ان تكون هناك خطوات جادة للتوسع بالأحزمة الخضراء وإنشاء المحميات في البوادي والعمق الصحراوي بعد الفحص والتدقيق بجدوى تلك المشاريع على المستوى الاستراتيجي، فضلا عن دراسة مواقع حركة الكثبان الرملية والعمل على تثبيت تربتها، للحد من دورها في التعرية والتلوث الهوائي، بالاخص فصل الصيف حيث تكون الرياح حارة وقوية.
مرات القراءة: 3013 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ