عراقيون مازالوا يشربون من مياه الأنهر الراكدة
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 12-09-2011
 
   
ايلاف:
مازال الكثير من أهالي الأرياف في العراق، والمناطق المهمشة في المدن، يشربون الماء من الأنهار وهي مهمة تقوم بها النساء، إذ غالبا ما يتوجهن في جماعات إلى ضفة النهر يملأن الأواني المعدنية وقدور الطبخ، بالماء مباشرة من الأنهر لاستخدامه في الشرب والطبخ والحاجات المنزلية الأخرى.

وسيم باسم من بغداد: في قرية الباشية الصغيرة، وهي قرية تبعد نحو 40 كلم عن مركز محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) التي يعمل غالبية أهلها في الزراعة وتربية الحيوانات لا يجد الناس بدا من الشرب مباشرة من مياه النهر على رغم انحسارها وتحول النهر إلى مستنقعات شبه راكدة تزدهر فيها الطحالب الخضراء.

الماء المغلي للشرب

وعلى رغم ان الأنبوب الرئيسي للمياه المتجه الى المدينة لا يبعد سوى مسافة قليلة عن القرية، الا ان تعاقب السنين لم يسهم في انضاج فكرة مد شبكة انابيب لهذه القرية، التي تشبه في واقعها مئات القرى العراقية التي انتشرت بين أبنائها الأمراض بسبب شرب الماء غير المعقم او حتى المصفى.
ويقول سليم الصالحي ان اغلب أهالي القرى المجاورة يغلون مياه الأنهر قبل شربها، للقضاء على الجراثيم والأحياء المائية، وحتى هذه الخطوة يتجاوزها البعض في حالات نقص الوقود.

نساء يحملن قوارير الماء
وفي قرية العوادل المجاورة لقرية الباشية، يعتمد الناس على الحمير لنقل المياه الى المنازل، الى جانب فتيات يقضين جل وقتهن في نقل المياه بحمل القدور على رؤوسهن تحت أشعة الشمس الحارقة.‏‏

ويقول ابو مهيار ( 60 سنة )، ان الهم اليومي لأغلب اسر القرية منذ الصباح هو تهيئة الحمير والفتيات لتأمين إمدادات المياه.
وعلى رغم ان النهر قريب من المساكن الا ان تلوث اغلب أجزائه يدفع بالفتيات الى أماكن بعيدة بحثا عن المياه الجارية في النهر.

ويشهد العراق نقصا كبيرا في محطات تصفية المياه مقارنة بعدد السكان منذ تسعينيات القرن الماضي.

ويقول المهندس البلدي سعيد الخضري انه إضافة إلى نقص المحطات فان الكثير من سكان الأرياف يتعدون على خطوط شبكة المياه بفتح ثغرات في الأنابيب الناقلة لغرض تأمين مياه مزروعاتهم القريبة من الأنابيب الرئيسية مما يؤدي الى نقص مستمر وانقطاع في المياه.
ويقول الخضري ان اغلب شبكات المياه في مدن العراق متآكلة بسبب التقادم الزمني وغياب الادامة، مما يؤدي الى وصول مياه ملوثة وشحيحة للبيوت.

صنابير المياه.. جافة
ويضيف كريم السعدي ( مدرس ) ان الأمر لا يقتصر على القرى، بل ان اغلب سكان المدن يفتقرون مصادر المياه المستمرة.
ويقول انه منذ أسبوع وصنابير المياه جافة، مما اضطرني إلى استخدام مضخة للحصول على الماء من النهر المجاور.
ويتابع : مياه النهر غير صالحة للاستخدام البشري، وقد حصل أني رأيت في اكثر من مرة بقايا حيوانية وجثث كلاب ميتة فيه. لكن الناس مضطرون بسبب الحاجة الشديدة للماء.

ولا يستخدم السعدي ماء النهر للشرب، بل لإغراض منزلية أخرى مثل غسل أواني الطبخ والملابس وسقي الحديقة.

وتبلغ ذروة الحاجة الى النهر في فصل الصيف حيث الارتفاع الشديد في درجات الحرارة مما يزيد من استهلاك المياه.كما يلجا الكثير من السكان في النهر في فصل الصيف للسباحة وتبريد أجسامهم في ظل أجواء حارة لاهبة.

‏‏ وبحسب الخضري فان ما يزيد من معاناة الناس هو عدم اهتمامهم بالنهر الذي هو مصدر ماء حيوي لهم ولمواشيهم و مزروعاتهم، فاغلب الأنهر التي تمر عبر القرى والمدن، ملوثة من قبل الإنسان نفسه، فتجد بقايا حيوانية وكلاب مبيتة وأكياس نايلون ترمى في النهر.

المخلفات في الأنهر

ويشير الخضري إلى نحو عشرات المجاري البيوت التي تقذف بالفضلات السائلة والصلبة إلى النهر مباشرة.كما تعاني اغلب الأنهر من التلوث من مصادرهما وهما نهري الفرات ودجلة حيث ترمى مخلفات المصانع فيهما من دون معالجة.

ويشير الدكتور حميد كريم الى ان اغلب أهالي القرى والمدن القريبة من الأنهر يعانون من أمراض لها سبب مباشر في تلوث المياه مثل الإسهال وأمراض المعدة و التسمم بسبب الجراثيم و الفيروسات و الطفيليات.
كما يشير الى معاناة الكثير من مرض الحصيات البولية بسبب شرب المياه غير المعقمة وغير المصفاة والتي تحتوي على ذرات دقيقة من الأتربة والمعادن.وبسبب انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، جفت الكثير من الأنهر الفرعية وتحولت الى مستنقعات راكدة تمتلأ بالمخلفات العضوية وغير العضوية تنتج عنها روائح كريهة، كما أصبحت بؤرا للحشرات الضارة والقوارض.

وبحسب الخبير في الري الزراعي محسن لفتة فان اغلب انهار العراق تحتاج الى تأهيل عبر حملات تنظيف الأنهار ( الكري) بواسطة تقنيات حفر حديثة، وإرشاد الناس
الى مخاطر الشرب المباشر من مياه الأنهر.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced