بغداد – إبتهال بليبل
الكتابة والتدوين على جذوع الأشجار في المتنزهات والأماكن العامة ظاهرة ليست بالجديدة، يقبل عليها الشباب وهم يحفرون بعض العبارات والأسماء والتواريخ على جذوع الأشجار من أجل أن يميزوا بعض اللحظات والمواقف التي يعيشونها دون غيرها لتبقى ذكرياتهم خالدة على مر الأزمنة.وائل علي، أحد هؤلاء الشباب الذين التقيناهم في متنزه الزوراء ومن الذين دونوا كتاباتهم الخاصة على جذوع الأشجار، أكد بأنه للذكرى فقط ليس أكثر.
أما ثامر ناصر فلا يرى من أسلوب تدوين الأسماء والتواريخ على جذوع الأشجار في الأماكن والمتنزهات العامة سوى تعبير عن رغبات الشباب بتذكر اللحظات التي مروا بها لذات التاريخ المدون.
وتعتقد إيمان عدنان أنه من الممكن أن نعتبر بعض هذه التدوينات ثقافة خاصة بالعشاق والمحبين، فظاهرة التدوين على الأشجار تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، وشبابنا يوم كنا نعيش الحياة دون هموم ومصاعب، وتقول: لكن في السابق كانت جذوع هذه الأشجار تحمل أسماء وتواريخ وأشعارا وعبارات جميلة ولطيفة، بينما اليوم نجد بعضا منها قد أخذت منحى آخر، فأكثر ما يدون عليها كلمات وعبارات مسيئة للذوق العام ومخلة بالأخلاق.
أما أبو حازم ويعمل (فلاحا) فيرى أن هذا الأسلوب في جوهره هو محصلة طبيعية لتراث من الإهمال والعشوائية في التعامل مع هذه الممتلكات العامة كالأشجار المنتشرة في المتنزهات العامة. في حين يعتبرها الحاج علي مرزوق نوعا من الميثيولوجيا الشعبية أو التاريخ الشعبي، فالشعوب القديمة كانت تستخدم أسلوب الكتابة على جدران الكهوف وجذوع الأشجار الكبيرة لتدوين بعض من المواقف والتواريخ، مشيراً على الرغم من أنها كانت وسيلة اتصال حضارية لكن غير مرغوب فيها حاليا ومرفوضة اجتماعيا وجمالياً مع وجود وسائل الاتصال الحديثة.
من جهتها تعتبر الباحثة الاجتماعية والنفسية سميرة الحيدري بأن أسلوب التدوين بهذا الشكل يعد نوعا من الانفعال النفسي غير النظامي ومحاولة لفت انتباه الآخرين، مؤكدة ضرورة إلقاء الضوء عليها من قبل الجهات المعنية والوقوف على أسباب هذا السلوك.
مرات القراءة: 5431 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ