الولايات المتحدة: على العراقيين التيقّن بأننا راحلون
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 02-11-2011
 
   
عن: نيويورك تايمز
أثبتت استطلاعات الرأي أن الكثير من الأميركيين يعتبرون اجتياح العراق عام 2003 كان خطأ كبيرا، حيث كانت نسبة الضحايا من كلا الجانبين عالية جدا، كما كان العبء المالي كبيرا على دافعي الضرائب الاميركان،
بالإضافة إلى ان الإضرار بالموقف الأميركي في العالم قد يستغرق سنوات طويلة لمعالجته.
سيحكم التاريخ على الوسائل التي أنهت بها أميركا حربها، من بينها الثمن المراد دفعه من اجل الانسحاب، من حيث عواقب توجيه العراق إلى تسوية سياسية بعد صدام حسين. في أسوأ الحالات، ومع تحذير كبار المسؤولين العراقيين والاميركان فيما يخص مجرى المفاوضات التي سبقت إعلان اوباما، فان عدم إبقاء قوة صغيرة سيفتح الطريق أمام انقسام جديد في العراق الهش وفي المركز السياسي المتسم بالعناد. في ذلك الطريق المظلم، يكمن احتمال العنف. كما أن انتهاء المهمة القتالية في العراق سيفتح الفصل الجديد الخطير في العلاقة العراقية- الأميركية بعد الاجتياح.
هل من المحتمل العودة إلى الاحتقان الطائفي الذي جرى بين 2006 إلى 2007 ؟ وهل من المحتمل حصول انقلاب عسكري في بغداد وظهور رجل قوي جديد؟ الجواب على كلا السؤالين هو نعم، برغم أن الاعتقاد السائد في الأوساط الأميركية هو عدم وجود مثل هذا الاحتمال. يصرّ المتفائلون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية وشاغلو المناصب في حكومة المالكي، بان المؤسسات العراقية الجديدة بضمنها القوات المسلحة والبرلمان قد تجذرت الآن وان مشروع اغلب العراقيين اليوم هو عدم السماح بعودة الفوضى.
على أية حال لم يتمكن رئيس الوزراء نوري المالكي من تحشيد الدعم السياسي الذي يحتاجه، خاصة من التيار الصدري، من اجل إعطاء البنتاغون الضمانات التي يريدها بخصوص حصانة الجنود من المحاكم العراقية وهو شرط يشكل جزءا مهما في كل انتشار للقوات الأميركية في الخارج مثل ألمانيا التي تستقر فيها  القوات الأميركية بشكل مستمر منذ عام 1945. أولئك الذين يعيقون منح الحصانة يعرفون جيدا ما يفعلون من خلال اعتراضهم على  استمرار الوجود العسكري الأميركي. فبعض مكونات التحالف الوطني ترى إعلان اوباما الخاص بسحب القوات نصرا عظيما له وإزالة للعقبات أمام طموحاته السياسية. إلا ان هذه المكونات تعد رمزا لقلق أوسع، فحقيقة العراق الجديد هي أن أميركا ستترك وراءها بلدا فشل في حل أي من التصدعات العميقة الخفية، وعلى مدى عقد منذ أن بدأت أميركا ببناء مجتمع مدني لم ينجز إلا القليل من الوعود الخاصة باستمرار العصر الأميركي: فليس هناك مستوى من الثقة بين الطائفيين المتنافسين والمجموعات السياسية والإقليمية، وليس هناك رغبة حقيقية في المصالحة وفي تقاسم السلطة وفي النزاعات حول الأقاليم وحول تقسيم الثروة النفطية، كما ليس هناك التزام بنسيان الانتقام والثأر لأمراض الماضي سواء الفعلية منها أو الخيالية. هذا فشل عراقي وليس أميركيا. ومن المحتمل أن يتوصل العراقيون عبر السنين إلى توازن أفضل مما هي الحال اليوم مع الاحتلال.
كل من رأى النهاية المخيفة والدموية لمعمر القذافي، سيتذكر إلقاء القبض المنظم والأقل بربرية على صدام حسين من قبل القوات الأميركية عام 2003. فلم يكن هناك إعدام خارج القانون وإنما تحقيق مطول برعاية الأميركان ضمن سلامة صدام ومحاكمته ثم إعدامه وفق الأصول القانونية.
في اعلانه، ترك اوباما مجالا لاتفاق على مفاوضات مستقبلية مع الحكومة العراقية حول ابقاء قوة اميركية معقولة لأداء مهمة التدريب في العراق أو ربما في الكويت المجاورة بعد مغادرة آخر القوات الرئيسية. وحتى مع العدد الذي تمت مناقشته في الأشهر الأخيرة – 3000 إلى 5000 مقاتل، فان مستويات القوة وقدراتها القتالية المحدودة قد لا تكون كافية لردع الفوضى السياسية المتطرفة. ومن اجل تحقيق ذلك، فان الأمر يتطلب قوة أميركية اكبر تصل إلى 50 الف مقاتل وهو ما كان قيد النقاش منذ أن قرر اوباما الحادي والثلاثين من كانون الأول كموعد نهائي للانسحاب. كان ذلك خيارا حصل على التأييد من قبل ساسة العراق بضمنهم بعض  المقربين  للمالكي والذين صاروا في مقدمة المطالبين بانهاء الاحتلال الاميركي. في العام الماضي وبعد الضغوط التي فرضتها مواجهة المستقبل بدون وجود القوات الأميركية، ازداد عدد العراقيين في المؤسسات الجديدة ممن يقولون أن الوقت مبكر لخروج الاميركان، ومن بين أقوى الأصوات في هذا المجال بابكر زيباري، رئيس اركان الجيش العراقي، والذي قال إن الجيش لن يكون مستعدا لضمان أمن البلاد وحده حتى عام 2020.
إن الانسحاب هو بمثابة راحة لأميركا وتأكيد الديمقراطية الأميركية. وعلى العراقيين أن يفهموا بأننا مغادرون، ويبدو أننا وصلنا إلى تلك النقطة إلا إذا تغير رأي السيد المالكي وزملائه في اللحظة الأخيرة. ربما يكون الوقت مبكرا لأجندتهم السياسية، وقد تشكل تلك النقطة خطرا على الأميركان الذين يراقبون من بعيد رمال العراق وهي تدفن تحت كثبانها كل الإرث الذي تركوه وبالأخص حكومة مستقرة ومؤسسات مجتمع مدني، إلا ان أميركا مع كل أخطائها –بضمنها قرار الاجتياح– سترتاح بعد أن تدرك أنها فعلت ما بوسعها،  ضمن الحدود المقبولة للقدرات المالية والبشرية، من اجل فتح الطريق أمام مستقبل عراقي أفضل.

ترجمة: المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced