نظمت طائفة الصابئة المندائيين، الخميس، حفل افتتاح مندي طائفة الصابئة في مدينة الناصرية بعد إعادة ترميمه من قبل مديرية الوقف المسيحي والأديان الأخرى، بكلفة 960 مليون دينار عراقي، وسط حضور رسمي وشعبي، بحسب رئيس مجلس الطائفة.
وقال سامر نعيم لوكالة (أصوات العراق) "تم، اليوم (الخميس)، إعادة افتتاح مندي الصائبة بعد ترميمه من قبل الوقف المسيحي والديانات الاخرى بكلفة 960 مليون دينار عراقي (800 ألف$)، بمدة انجاز سنة كاملة من قبل شركة الفاو الحكومية"، مبينا أن "وزارة الإسكان أشرفت على البناء الذي يتميز بالحداثة الضخامة والقوة، ويتألف من ثلاث طوابق، إذ يظم الطابق الأول القاعة الرئيسية وحوض التعميق، والطابق الثاني هو عبارة عن قاعة للمؤتمرات وغرف إدارية، بالإضافة إلى دار الضيافة في الطابق".
وأوضح نعيم أن الخطوة "من شأنه أن يشجع أبناء الطائفة للاحتفال كباقي الأديان الأخرى، وسيسهم في إعادة أبناءها المهاجرين إلى الوطن، واليوم أبناء الناصرية فرحون مع فرحتنا وهذا دليل على المحبة والتآلف بين الجميع، ونحن جميعا نتبادل الزيارات".
من جانبه قال رئيس مجلس محافظة ذي قار قصي العبادي لـ(أصوات العراق) "ابلغنا ممثلين طائفة الصابئة في ذي قار بترشيح شخص يرتبط مع مجلس محافظة ذي قار، ليكون ممثلا عنهم، لأننا يجب أن لا نضيع تاريخ هذه الطائفة التي ساهمت في بناء المجتمع".
فيما ذكر رئيس مجلس شؤون طائفة المندائيين في العراق توما زكي لـ(أصوات العراق) أن "عدد الصابئة في العراق يتجاوز 15 الف نسمة ويتركزون في المحافظات الجنوبية من العراق، وقد هاجر كثير منهم بعد عام 2003، الا أن بعضهم بدأ العودة الى العراق، ونحن نحتفل اليوم مع إخواننا من جميع المكونات العراقية بإعادة افتتاح مندي الصابئة الذي يعتبر معلم ديني وثقافي من اجل بث روح السلام والتآخي بين أبناء المجتمع الذي لا يبنى بدون هذه القيم"، داعيا "إلى أن تكون المناسبة فاتحة خير لإعادة بناء الوطن الذي دمرته الحروب".
ويعتقد أن كلمة المندائيين اشتقت من الجذر "مندا"، والذي يعني باللغة المندائية المعرفة أو العلم، أما كلمة الصابئة فهي مشتقة من الجذر "صبا" ويعني بالمندائية "اصطبغ" أو "تعمد" أو "غطس في الماء" وهي من أهم شعائرهم الدينية. وبذلك يكون معنى الصابئة المندائيين "المصطبغين أو المتعمدين العارفين لدين الحق".
يعد مندي الطائفة في مدينة الناصرية احد أهم الأماكن المقدسة لدى أبناء الديانة، وكان المندي بالأساس منزل شيخ الطائفة الملقب بالشيخ داخل عيدان داموك (1881ـ 1964) عاش بالناصرية، وحصل على الدرجة الدينية الكبرى (الكنزبرا) سنة 1910. وأول من اعترف به رئيساً للطائفة هم البريطانيون خلال احتلالهم للعراق. و يعد احد أعلام الطائفة، وعرف بنشر الدين الصابئي.
وتم شراء المنزل لجعله معبدا لهم ومكانا يتبركون به لاحتضانه شيخهم الأعلى إضافة إلى قربه من الماء الجاري وهو نهر الفرات، و تعلوا واجهة المندي شعار الطائفة (راية السلام) والتي يطلق عليها باللغة المندائية، أحد فروع اللغة الآرامية "دراشا تاقنا"، والذي يرمز إلى الصفاء والعطاء الزكي و يتكون الشعار من غصن زيتون وقطعة قماش من الحرير الأبيض تعلوها أغصان الياس.
مرات القراءة: 4935 - التعليقات: 0
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ