من أوراق معلمة متقاعدة (4)
بقلم : نبيهة أحمد النعيمي
العودة الى صفحة المقالات

لم نتأخر كثيرا في دهوك، فقد كان هناك أكثر من مسافر يرغب بالذهاب إلى سرسنك، كان الطريق جبليا وغير معبد. لأول مرة في حياتي أرى الجبال، وللحقيقة كنت خائفة بعض الشيء، على العكس من حسام الذي كان منشرحا لرؤيتها، فقد أخبرني ونحن في طريقنا إلى الموصل، أنه قضى أكثر من عام في سرسنك لهذا يحبها ويحب طبيعتها خاصة عند نزول الثلوج، مررنا بقصبتي زاويته وسواره توكه، كانتا عبارة عن قريتين، استغرق الطريق إلى سرسنك أكثر من ساعة، ارتحت كثيرا عندما نزل أحد الركاب في مكان ليس به أية دلالة لقرية أو مدينة، فرغم شيخوخته إلا أنه لم يتوقف عن ملء غليونه بالتبغ ونفث سحابات كثيفة من الدخان، وأنا كنت طيلة الوقت أضع المنديل على فمي وأنفي. في سرسنك توقفت السيارة عند فندق (سرسنك الحديث) بناء على طلب حسام، استقبلنا في الباب رجل متوسط العمر، ويبدو أنه سمع صوت السيارة عندما توقفت، وقبل أن يـُنزّل السائق حقيبتينا من على سقف السيارة، عانق الرجل زوجي بحرارة، وقد سمعت حسام يناديه بـ(أبو غايب)، ويبدو أنه على معرفة بقدومنا (إتضح لي بعد ذلك من ان حسام على اتصال تلفوني دائم معه)، كان الفندق من طابق واحد وبه عشر غرف، والغرفة التي سكنا فيها، يبدو انها كانت مخصصة للمتزوجين الجدد، وقد تم الاعتناء بأثاثها. حمل رجل كبير السن الحقيبتين وكنت اعتقد من أنه لا يستطيع حمل واحدة، جاء حسام إلى الغرفة وأغلق الباب، كنت منشغلة بالنظر إلى وجهي في مرآة خزانة الملابس عندما سرق مني قبلة على خدي الأيسر، ثم سألني:
-              حبيبتي تريدين نروح للمطعم نتغدى لو نوصي إيجيبون إلنه غده بالغرفة؟
فأجبته أنـني تعبانة خاصة من الطريق بين دهوك وسرسنك، ومن ليلة السفر في القطار بين بغداد والموصل لهذا لا أستطيع الذهاب إلى أي مكان، وبي رغبة كبيرة للنوم، خرج حسام من الغرفة وعاد بعد خمس دقائق، ويبدو أنه أوصى على غداء لنا، وكان ذلك بالفعل بعد نصف ساعة حيث حمل إلينا الرجل كبير السن، (والذي عرفت اسمه مام مصطفى فيما بعد)، الغداء. لا أدري لماذا لم تكن بي رغبة كبيرة للأكل، على العكس من حسام الذي أتى على جميع الطعام، ولم تمر نصف ساعة حتى غرقت بنوم لم تنفع معه كل مداعبات زوجي.
إلى اللقاء في الورقة الخامسة

  كتب بتأريخ :  الإثنين 19-12-2011     عدد القراء :  1848       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced