اختمرَ الحب في شفتينا، فانتشت أناملك سكرى من رائحة الفرح المتألق في العيون، وراحت تعزف لحن أغنية أمواج دجلة المتهادية بسيرها نحو الجنوب، وهي تحمل البشارة إلى أمهاتنا هناك، لكي يكسرنَّ الجرة خلف أقدام آخر جندي أمريكي يغادر حدود وطننا، ويرددن لازمة َطرد شر الاحتلال وكأنهنَّ يطردن شرَ شهر صفر،(أطلع يا صفر..أطلع يا احتلال)، وبعدها ستعلو في الجو هلهولة عراقية لتغطي بصداها سماء الوطن، مادام الكابوس الذي خيم بظلاله على كل شيء في العراق قد رحل، وعانق رموش عينيك ذلك الحلم الذي رافق مخيلة كل الطيبين منذ تسع من السنوات، وأزهرت بكفيك ورود الفجر الذي سيكون رفيقنا من دون ريب، وأمتلأت خطواتك ثقة بعراق باسق كالنخيل.
اختمرَ الحب في شفتينا، فانتشت أناملك سكرى من رائحة الفرح المتألق في العيون، وراحت تعزف لحن أغنية انتظرناها منذ اليوم الأول الذي داست فيه جزم جنود الاحتلال تراب الوطن، حينها التبس الأمر على البعض، وكان هاجس رحليهم يرش رذاذه على جدائلك، فتتصاعد صرخات الخوف من البعض الذي يعتقد الوهم، وهم يتناسون من أن العراق قائم بجبروته منذ آلاف السنوات.
اختمرَ الحب في شفتينا، فانتشت أناملك سكرى من رائحة الفرح المتألق في العيون، وراحت تعزف لحن أغنية حزينة، لهذا خلي حزنك بين أضلاعك، وانتظري الوجه الآخر للاحتلال، والذي اختفى لحين، دثر نفسه بأكثر من غطاء، وأتخذ لشخصيته أكثر من دور سيلعبه في حياة العراق القادمة، وسيتحكم بكل الزوايا التي تجعل العراق يتوازن مع مصالحهم، لاسيما وتسمية الأيام قد عادت تغطي يافطاتها جدران البيوت، مثلما تتقدم النشرات الإخبارية في الفضائيات الرسمية، يوم الوفاء سيلتحق به يوم الانتصار، ويوم البناء، ويوم ..ويوم، مثلما سيكون هناك يوم العودة ...عودة الاحتلال.
وسيكون من دون جنود وعربات، وسيدخل في حياتنا بأذرعه الأخطبوطية، عندها سيكون لحزنك أكثر من معنى، لأن أقسى أنواع الاحتلال وأمره، هو الاحتلال الذي لا اطار محدد له.
كتب بتأريخ : الثلاثاء 20-12-2011
عدد القراء : 1813
عدد التعليقات : 0