من أوراق معلمة متقاعدة (5)
بقلم : نبيهة أحمد النعيمي
العودة الى صفحة المقالات

عدنا إلى بغداد بعد أن قضينا أسبوعا في سرسنك، كانت سرسنك مدينة صغيرة، أو تبدو مثل قرية كبيرة، وللحقيقة لو لا طيبة أهلها لما أحببتها. ويبدو أن لزوجي حسام علاقات طيبة فيها مع بعض أهالي المدينة، حيث أنهم نادرا ما يأخذون ثمن الطعام الذي نأكله في المطعم، أو المواد التي نشتريها من السوق، وسمعت حسام يتكلم معهم باللغة الكردية بكلمات بسيطة، كما توجهت لنا أكثر من دعوة للزيارة. وكان حسام حريصا على أن لا يجعلهم يتكلفون شيئا، بعضهم كان يدعونا إلى بيته لشرب الشاي. بساطة الناس وطيبتهم جعلتني أكون قريبة منهم، وبالطبع كانت نصيحة زوجي لي، هي أن أحبهم بصدق لكي أرى مدى صدقهم وسماحتهم. تعلمت بعض الكلمات الكردية، وطبعا بمساعدة حسام تعلمت لفظها، ويبدو أنها سهلة بعض الشيء. ذهبنا إلى مناطق قريبة من سرسنك، وكان بها مسيحيون يتكلمون العربية بشكل جيد، مثل قرية (اينشكي). كما تحققت رغبتي بزيارة مدينة العمادية، وسولاف، وقد حققها لنا صديق حسام أبو غايب الذي يملك الفندق، عندما طلب منه حسام أن يستأجر لنا سيارة تنقلنا إلى هناك، فقال بطيبة خاطر :
-                    ليش أتأجر سيارة وسيارتي موجودة، وما دام العروس عاجبهه تشوف العمادية باجر من الصبح نطلع لهناك.
وبالفعل بعد تناولنا للفطور الذي هو قشطة اللبن الخاثر والعسل وأرغفة الخبز الساخنة، وبالطبع هذا الفطور يرغب به حسام كثيرا، حتى أنني قلت مرة وأنا أمزح:
بعد يومين من وين اجيبلك هيج ريوگ... ضحك وقال:
من أتصبح بوجهك الجميل يكون الخبز وحده أطيب ريوگ.
وبالفعل فقد تحققت لي رؤية المدينة التي حزنت على فراقها زوجة نبوخذ نصر عندما جاءت إلى بابل وبقيت حزينة، حتى بنى لها الجنائن المعلقة، وقد بدت لنا قبل أن تصعد السيارة إليها، وكأنها قلعة حصينة لا يمكن ان تقتحمها جيوش العالم كله. من هناك نظرت بالمنظار العسكري الذي يحمله حسام إلى المناطق التي أسفل العمادية بدت وكأنها بساط أخضر مفروش تحت أقدام هذه القلعة الجميلة.
عندما قررنا العودة إلى بغداد كان أيضا أبو غايب متطوعا لنقلنا إلى الموصل بسيارته، مثلما رفض أخذ أجرة الفندق، وعندما نقلنا حقائبنا إلى السيارة، رأينا حقيبة أخرى بانتظارنا، وعندما سأله حسام عنها، قال أبو غايب:
-                    هاي هم الكم، بيه شويه عسل وجوز وزبيب.
وبعد رحلة العودة إلى بغداد في القطار، وجدنا الكثير من الأهل والأقارب والأصدقاء بانتظارنا في المحطة.
إلى اللقاء في الورقة السادسة

  كتب بتأريخ :  الإثنين 26-12-2011     عدد القراء :  1779       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced