"نزهان وسبع" اسقطا شعارات امراء الطوائف
بقلم : علي حسين
العودة الى صفحة المقالات

فارقٌ كبير بين خطاب طائفي مقيت يبثه ساستنا الأشاوس كل ساعة، وبين فعل  وطني ينتمي إلى العراقيين بكل مكوناتهم، هكذا كنت أتفرج على المشهد يوم  أمس، قناة السومرية تعرض لقاءً مع المالكي، فيما صالح المطلك يغرد على إحدى  الفضائيات، خطابٌ هنا وتصريحٌ هناك أبطالها مجموعة من صانعي الأزمات أمثال  سامي العسكري واحمد العلواني وعباس البياتي وحسين الأسدي وحيدر الملا وعزت  الشابندر والقائمة تطول بأسماء سياسيين يرفعون شعارات طائفية



مقيتة يريدون من خلالها أن يوهموا الناس بأنهم حريصون على مصالحهم ومستقبلهم، في مقابل أخبار كهذه، كان الإعلام ومعه جوقة السياسيين قد أصابهم الصمم إزاء الحدث الابرز في تفجيرات الناصرية الإرهابية، خبر بأربعة اسطر كان بمثابة الرد الحقيقي على كل مقولات الساسة المحنطة عن الدستور ومكونات المجتمع العراقي، تلك المقولات التي دائما ما تذهب بنا الى أتون الطائفية والتحزب الأعمى.. الخبر الذي وضعه الصديق نبراس الكاظمي على صفحته في الفيسبوك يقول: "أبطال فرقة المشاة العاشرة من الجيش العراقي اللذان احتضنا الانتحاري الذي استهدف الزوار في الناصرية وحاولا منعه من إيذاء الناس هم الملازم نزهان صالح حسين الجبوري من محافظة كركوك، ونائب عريف علي احمد سبع من محافظة ديالى"، ويضيف نبراس بوطنيته العالية هذا السطر المغرق بالنبل والصدق: "لقنوا أبناءكم وبناتكم هذه الأسماء قبل ان يناموا الليلة، وقولوا لهم ستصبحون على خير وسلام".
لعل أول درس من فاجعة الناصرية هو ان يتوقف ساستنا الأفاضل عن التعامل معنا باعتبارنا طوائف وهم أمراء لنا، وان نتوقف جميعا عن ترديد مقولات المالكي والمطلك والنجيفي والسنيد والهاشمي المغرقة بالطائفية عن مكونات الشعب من السنة والشيعة لان الاستسلام لها يأخذنا حتما إلى نفق مظلم يواصل هؤلاء الساسة حفره منذ سنوات، اليوم يجب أن نرفع شعار لا فضل لعراقي على عراقي إلا بصدق الانتماء للوطن وصدق الرغبة في للنهوض به، ومن باب التكرار الممل ان اذكر العراقيين جميعا ان مفخخات الإرهابيين وأحزمتهم الناسفة لم تسأل عن الفرق بين قطرة دم مواطن في الناصرية وتلك التي تخص مواطنا في الأنبار.
لم يعرف العراقيون طوال تاريخهم أنهم مكونات طائفية بقدر ما كانوا يعتبرون هذا النسيج الاجتماعي جزءاً من صلابة هذا الوطن وتماسكه، حتى ظهر الساسة بوجوههم الكالحة حيث مارسوا ويمارسون غسيلا قذرا لأدمغة البسطاء، ساعين إلى بث الفرقة والتطرف بدلا من نشر التسامح والمحبة.
ان الدرس الذي قدمه الشهيدان الجبوري وسبع، إنهما لم يبحثا عن ثروة أو سلطة، ولم ينتميا إلى دولة القانون او العراقية، وإنما انتميا لهذا الوطن ببساطته وعبقريته بعيدا عن منصات الساسة وميكرفوناتهم التي تسعى الى حشو أدمغة الناس بخطب مرقعة.
وانا أتطلع بالأمس إلى وجوه ساستنا، كانت صورة هذين الشهيدين تطل لتضيء المشهد العراقي رغم كل العتامة التي فرضها علينا جوقة المتزلفين والانتهازيين وسارقي أحلام العراقيين.
اليوم علينا أن نساند نبراس الكاظمي في دعوته، وان نعلم أبناءنا المعاني والدلالات البليغة التي قدمها هذان الشابان وان نؤمن جميعا بأن عروق هذه البلاد لا تزال تنبض بصدق الانتماء للوطن لا للطائفة، وان العراق الذي يحاول فيه تجار السياسة منذ سنوات تقديمه للعالم باعتباره نموذجا للصراع الطائفي هو نفسه العراق الذي أنجب هذين الشهيدين اللذين ارتقيا سلم الانتماء الحقيقي لهذا الوطن، وأزعم أن الشهيدان كانا راسخين القناعة، وإنهما استمتعا بحب العراق أكثر منا جميعا، لأنهما مضيا في مهمتهما شامخين لم يهرولا خلف خطب المالكي والهاشمي ولم يستمعا إلى دروس المطلك والساعدي، بل قررا في لحظة صدق أن يوجها رسالة لكل الضمير الإنساني بان العراقيين شعب لم تدنسه بعد طائفية السياسيين.

  كتب بتأريخ :  السبت 07-01-2012     عدد القراء :  1860       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced