الجيش العراقي والعقيدة العسكرية
بقلم : علي نافع حمودي
العودة الى صفحة المقالات

مابين السادس من كانون الثاني عام 1921 ويومنا هذا مرحلة تاريخية طويلة من تاريخ الجيش العراقي الذي تشكل قبل ولادة الدولة العراقية التي تأسست في23 آب من عام 1921، وهذا ما يجعلنا نقول بأن تأسيس الجيش العراقي آنذاك مهد الطريق لولادة الدولة العراقية ما بعد الحرب العالمية الأولى ، وتأسيس الجيش كان أحد مطالب ثوار ثورة العشرين .



وفي تاريخ الجيش العراقي محطات كثيرة ومهمة  لعل أولها كانت مرحلة أن يأخذ الجيش دور المنقذ من خلال عدد كبير من الانقلابات العسكرية التي قادها جنرالات الجيش العراقي في ثلاثينيات القرن الماضي وحتى تموز1968 والتي مهدت الطريق لمرحلة ثانية من مراحل تاريخ هذا الجيش والتي تمثلت بتنحي الجيش عن واجباته الوطنية وتحول إلى تابع لمؤسسة حزبية تتحكم بمقدراته وتنفذ من خلاله ما تسعى إليه حتى وصل الأمر في نهاية المطاف لزجه بحروب غير متكافئة في حرب الخليج  والتي عرفت عالمياً بعاصفة الصحراء1991 والحرب الأخيرة في عام 2003، وعاصفة الصحراء بحد ذاتها أنهكت المؤسسة العسكرية العراقية وجعلتها الأضعف في المحيط الإقليمي للعراق، وهذا ما فتح الباب على مصراعيه عام 2003 لأن تجتاح القوات الأمريكية ومن معها العراق في 21 يوماً، وهذه السرعة كانت لها مبرراتها خاصة ما يتعلق بميزان القوى العسكرية الذي كان حسب الخبراء 1/400 لصالح أمريكا وحلفائها،ونحن هنا لا نريد أن نبرر الهزيمة العسكرية والسياسية بقدر ما نريد أن نشخص مرحلة مر بها الجيش العراقي آنذاك،ونهاية هذه المرحلة قادت لأن يتم حل الجيش العراقي من قبل أمريكا نفسها ، ولعل البعض إستهجن هذا القرار ولكن من الناحية العسكرية البحتة نجد بأن المنطق العسكري يفرض هكذا قرارات خاصة وإن نتائج الحرب كانت كارثية على الجيش العراقي من جهة ومن جهة ثانية وهذا هو الأهم بأن العقيدة العسكرية للجيش العراقي والتي جعلت منه مقاداً لتحقيق رغبات شخصية تحتم على الجميع بناء جيش جديد وفق عقيدة عسكرية جديدة تتجاوز أخطاء الماضي بما في ذلك تجاوز أحداث مؤلمة ارتكبت من قبل بعض صنوف الجيش العراقي بحق مدن عراقية على غرار ما حصل في حلبجة وعمليات الأنفال في كردستان ، وقمع الانتفاضة الشعبانية في جنوب العراق، وهذا ما تمثل بالمرحلة الثالثة من مراحل تاريخ الجيش العراقي التي ابتدأت عمليا في عام 2004/2005 عبر بداية تشكيل وحدات الجيش العراقي الجديد الذي لم يجد من يدعمه أو يسانده أو يرتقي به لدرجة أن يكون مهيأً لأن يؤدي دوره بالشكل المطلوب.
فالجيش العراقي الآن الذي يضم أكثر من مليون منتسب يفتقر للتجهيزات العسكرية خاصة ما يتعلق منها بأسلحة الردع كالمقاتلات والدبابات، ولعل مسألة تسليح الجيش العراقي بحد ذاتها مسألة يختلف عليها القادة السياسيون في البلد، بعضهم مازال يتوجس من تسليح الجيش كي لا يتم استخدامه كما أستخدم في العقود الماضية ولكي لا يتحول لأداة بيد السلطة ، وهذه المخاوف ليست سرية بل معلنة لدرجة بأن عقود تسليح الجيش العراقي عندما تناقش في البرلمان تكون محل ريبة الآخرين وهذا ما حدا بالبرلمان العراقي نهاية العام 2010 لإلغاء صفقة طائرات أمريكية وتحويل مبالغها للحصة التموينية.
ولعل أكثر ما يعانيه لجيش العراقي في عيده الثاني على التوالي عدم وجود وزير للدفاع يهتم به وبأمره وباتت مسألة من يكون وزيراً للدفاع صعبة جداً ولا حلول لها في الأفق ، وهذا أيضا سببه هواجس عدم الثقة بين أطراف العملية السياسية في العراق.
لهذا فإننا نقول،العراق يحتاج لجيش قوي مهني محترف، جيش يمثل كل العراقيين،جيش بعيد عن السياسة ولا يكون طرفاً في الخلافات السياسية ، وعلينا جميعا كشعب وقوى سياسية إن ننظر لهذا الجيش على أنه حامي الديمقراطية وأن تتبلور عقيدة عسكرية وطنية ويتم بناء القوات المسلحة وفق هذه العقيدة التي يجب أن تكون بعيدة عن الفئوية والعرقية والطائفية.

  كتب بتأريخ :  السبت 07-01-2012     عدد القراء :  3018       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced