لا بد من تدابير تربوية وثقافية وتشريعية لمواجهة الظاهرة تعاطي المخدرات يهدد كيان المجتمع
بقلم : نصيف جاسم الحميداوي
العودة الى صفحة المقالات

بعد سقوط النظام الدكتاتوري افرزت الاوضاع جملة من التعاملات اليومية التي باتت مصدر امتعاض من قبل المواطنين، ولا سيما بعد فتح الاستيراد العشوائي على مصراعيه ودخول مختلف البضائع دون اي مراقبة من قبل  الدولة ومنها المخدرات التي اصبحت منتشرة بشكل واسع وتتعاطاها فئة غير قليلة من العراقيين، وتباع في الاسواق الشعبية بشكل علني ثم بدأت تنتشر على شكل مزارع في بعض المحافظات، وقد عثرت السلطات في محافظة كركوك على 30 نبتة من مادة الداقورة التي تسبب التسمم والصداع وجفاف الفم والجلد وتحوّل من يتعاطاها الى حالة من الهياج والهلوسة يتبعها خمول وكسل وفقدان بصر وغير ذلك.
ومن اجل تسليط الضوء على هذا الموضوع ومدى تأثيره النفسي والاخلاقي في المجتمع، يفيد الاستاذ الجامعي الدكتور سعد مطر عبود قائلاً:
المخدرات هي رغبة جارفة تنشأ من خواء معرفي وتوتر واضطراب نفسي وتحلل اجتماعي رغبة في تجاوز ازمة فقدان الوعي والحاجة الملحة لاعادة التوازن للذات التي قهرتها الظروف الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، والتي ادت الى ظهور حالة اللامبالاة والتمرد عن كل شيء، والهروب من الواقع الى اللاواقع او الواقع المتخيل المرتبك والمهزوز بالاتجاه الى الادمان على المخدرات، والبداية هي لحظة التعاطي والاشكالية هي التعود والخطورة في الانحراف، والتعود هي الحالة التي تنشأ عن تكرار استعمال المواد المخدرة، اما خصائصه فهو الحاجة الى الاستمرار في تعاطي المادة نتيجة للاحساس الذي تمنحه بالغبطة والسعادة بالاتجاه الضعيف الى زيادة الجرعة وتنشأ من التعود، حالة الاعتماد وهو حالات التبعية النفسية والجسدية او المزدوجة التي تتولد في الشخص نتيجة لاستعماله مادة مخدرة بصفة دورية او دائمة، وبطبيعة الحال تختلف حالة الاعتماد بحسب نوع المخدر وقد اصبحت قضية تعاطي المخدرات ازمة تهدد المجتمع. إذن لا بد من تدابير تربوية وثقافية وتشريعية، فعلى المؤسسات التربوية ان تأخذ دورها الحقيقي في تشكيل الوعي والثقافة وان تقوم بتهيئة المناخ الثقافي وتفعيل دور المثقفين بكتابة النصوص الشعرية والقصصية، وان يكون لبرامج الاطفال حصة كبيرة في اي عمل فني او ثقافي، ناهيك عن دور الاعلام في التنشئة الثقافية لتحصين الشباب ضد ظاهرة الادمان وتعاطي المخدرات، وعلى المؤسسات القضائية الدور الحاسم في وضع تشريعات قانونية للحد من هذه الظاهرة ووضع عقوبات وتفعيلها بخصوص من يتعاطى المخدرات. اما بالنسبة لاهل الاختصاص من الباحثين النفسيين والاجتماعيين فلا يقل دورهم عن ادوار تلك المؤسسات الآنفة الذكر، فلا بد ان يكون لهم حضور واقعي في المعالجة والتصحيح للمفاهيم الخاطئة ليساهموا بانقاذ شريحة الشباب من الادمان على تلك الآفة القاتلة، وان انحسار هذه الظاهرة الخطيرة، دليل صحة المجتمع وتماسكه في حالة شيوعها، الدليل الاقوى على انهيار هذه التماسك الاجتماعي. ليس الحل هو التشخيص والتداوي، بل الوقاية عبر استخدام كل القنوات الاعلامية والثقافية والصحية ولابد ان يكون لعلماء الدين والخطباء دورهم ولرجال العشائر والتربويين والمثقفين، فالمسؤولية تقع على عاتق المجتمع، فالمخدرات بكل اشكالها تصنع واقعاً مجازياً، عالماً فنطازياً والانسان فيه يكون نصف حي اذا لم نقل هي جثة هامدة او جسد مشلول، بالنتيجة سيفقد المجتمع طاقته الحيوية "الشباب" ومن ثم يؤدي الى فقدان قوته وتأثيرها ليس محدوداً بل شاملاً لانه سيشكل اكبر مرتكزات القوة في البلد (الاقتصاد) فلا أيد ماهرة ولا لياقة بدنية قادرة ان تحمي البلد، فلا عاصم لنا من هذه المخاطر الا بالقضاء على ظاهرة المخدرات.
وحول العواقب الوخيمة تجاه الذين يتعاطون المخدرات تحدث الاستاذ د.خليل صالح مدير طبابة الشركة العامة للصناعات الجلدية قائلاً:
ان مجاميع هذه المخدرات ( الفاليوم والموكادوم) تظهر اثناء تناولها اعراضاً وعلامات جسدية ونفسية وعضوية على المدمن وهذه الاعراض تحصل جراء تناوله وهي عادة تكون مؤقتة او لفترة زمنية اطول حسب كمية ونوع المادة وتختفي بعد تخلص الجسم منها ، وتشمل عادة على حالة من التشويش واضطراب الوعي والهلوسة والهذيان فضلا عن اعراض اضطراب الجهاز العصبي وهناك بعض العقاقير المخدرة ( الكوكائين ) والتي تستعمل على ملء الاستنشاق عن طريق الانف والتي تؤدي الى الانشراح المفرط وزيادة ضغط الدم واضطراب القلب وقلة النوم وقدان الشهية. وتوسيع العين، وان تناول المخدرات فيه اضرار كبيرة للفرد المدمن والمجتمع، منها:
*ذهاب العقل الى التفكير باشياء اخرى.
*تناول المخدرات سفك للدماء وهتك للاعراض وهدر للاموال.
*ضياع الشباب وهدر لقوتهم ومستقبلهم.
*وكذلك تسبب امراضاً نفسية وعصبية، سوء هضم ، وصداعاً ، القلق، الارتباك، امراض الآيدز.
*انهيار الاسرة بالكامل وانحراف الابناء.
*اضعاف الشباب عن تأدية واجبهم لبناء وطنهم، والدفاع عنه.
*اضعاف البلد من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.
لذلك.. على المؤسسات المعنية ان تعمل على حل مشاكل الشباب المدمن، والتي تدفعهم ظروفهم الى الادمان، ثم اصدار قوانين رادعة للحد من استخدامها.


  كتب بتأريخ :  السبت 07-01-2012     عدد القراء :  1660       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced