منْ المسؤول عن ظاهرة انتحار النساء!!
بقلم : صابرين فالح
العودة الى صفحة المقالات

تفشت في مجتمعنا، ظواهر سلبية كثيرة، كان احد اسبابها ما أفرزته الحروب ومخلفاتها، ومنها ما حصل نتيجة الانفتاح المحدود على العالم بعد عقود من الانغلاق والعزلة. ومن هذه الظواهر حالات الانتحار التي ازدادت مؤخراً، وبحسب الإحصاءات الرسمية والصحية فإن النساء يشكلن النسبة الاكبر من المنتحرين، لما يتعرضن له من الضغوط الاجتماعية والبيئية التي يلعب الرجال الدور الكبير فيها، كما العادة، نتيجة ظلمهم واضطهادهم المستمر للمرأة، ونزعة التسلط التي يمارسونها للتحكم في حياتها، التي هي في الغالب انعكاس لتقاليد المجتمع الذكوري، الميالة للعنف والظلم والاضطهاد.
بعض الإحصائيات الصادرة في إقليم كردستان العراق تشير إلى ارتفاع معدلات انتحار النساء هناك، اذ تصل الى 20 حالة شهريا او اكثر، اغلبها تسجل بسبب الحرق والبقية على انها حالات انتحار. وتشير هذه الاحصائيات الى وجود إحباط كبير لدى النساء. لكن ما يجري في العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب لا يقل عما يحدث في كردستان، غير انه يبقى طي الكتمان لأسباب اجتماعية ونفسية معروفة، وغالبا ما تثبت في تقارير الشرطة تحت عنوان (قضاء وقدر) كما لا تمنح وسائل الإعلام فرصة للكشف عن مثل هذه الحالات وكشف أبعادها بسبب حساسية سمعة الأسرة التي انتحرت إحدى بناتها.
والانتحار، كما هو معروف، يحصل نتيجة اضطرابات عقلية وذهنية للشخص المقدم عليه، بسبب ظروفه الحياتية أوالمعيشية الصعبة، يصاب نتيجتها بالأكتئاب واليأس وانهيار المعنويات، الذي يدفعه بالتالي الى إنهاء حياته. والنساء بسبب طبيعتهن العاطفية وتركيبتهن النفسية يقعن بسهولة ونتيجة الضغوط الاجتماعية للعادات والتقاليد التي يرزحن تحت ثقلها، فريسة سهلة للإكتئاب واليأس، خصوصا النساء المتزوجات في المناطق الريفية، حيث تزيد هيمنة الرجل وتكون سطوته على المرأة اشد منها في المناطق الحضرية. فيمارس جميع أنواع الضغوط (العنف الأسري والنفسي)، التي تقيد حرية المرأة وتهين كرامتها وتقلل من قيمتها وإنسانيتها. ذلك أن اكثرية النساء في البيئة الريفية غير متعلمات او انهن قد تعلمن تعليماُ بسيطاً لا يتجاوز سنوات الدراسة الأولية او اكتفين بتعلم القراءة والكتابة فقط. وبالتالي يكون اعتمادهن الكلي على الرجل من حيث المعيشة وامور الحياة الأساسية الاخرى، مما يترك للرجل حرية التصرف بحياة المرأة وممارسة ظلمه وإضطهاده لها. وحفاظاً على عادات وتقاليد مجتمعها فان المرأة تلجأ الى الخضوع والسكوت عن اي ظلم يلحق بها، وتكبت كل مشاعرها السلبية ويتحول الأمر الى الشعور بالظلم والاضطهاد الذي يولد عندها اليأس.
ولا بد لنا كمجتمع من معالجة هذه الظاهرة الخطيرة والغريبة بالوسائل المتاحة، كتوعية النساء بحقوقهن، حيث إن النساء في مجتمعنا لا يعرفن القوانين التي تضمن حقوقهن. وتوضيح خطورة العنف ضد المرأة وآثاره السلبية على الأجيال القادمة في المجتمع، وتوفير الإمكانيات المادية اللازمة لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية المدافعة عن حقوق المرأة للعمل على ذلك.
ان مناهضة العنف ضد المرأة والتقليل من هيمنة وسطوة المجتمع الذكوري على حياتها، سيؤدي الى الحد من هذه الظاهرة التي تعد مؤشرا خطيرا على تدني وانهيار مستوى الوعي بأهمية حقوق الإنسان بغض النظر عن النوع.
انها دعوة لنشر ثقافة حقوق الانسان، والمرأة خاصة، لانها ركيزة اساسية من ركائز المجتمع، التي بدونها يتخلف المجتمع وينهار.
طريق الشعب

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-01-2012     عدد القراء :  1955       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced