المرأة في ظل قرارات الأمم المتحدة
بقلم : سمر الزين
العودة الى صفحة المقالات

منذ إنشاء الأمم المتحدة بدأت قضية المرأة تحظى باهتمام متزايد من قبل الدول والمنظمات الدولية المهتمة بالعمل الاجتماعي و الحضاري .
فعقدت عدة مؤتمرات دولية تطالب بحقوق المرأة وتمكينها من نيل هذه الحقوق وعلى جميع المستويات.
نبذة تاريخية عن الأمم المتحدة :
أُنشئت الأمم المتحدة في 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945 (1365هـ) ، وقد أنشأها 51بلداً ملتزماً بحفظ السلام عن طريق التعاون الدولي والأمن الجماعي. وتنتمي إلىالأمم المتحدة اليوم كل دول العالم تقريباً - إذ يبلغ عدد أعضاء الأمم المتحدة 191بلداً في المجموعوعندما تصبح الدول أعضاءً في الأمم المتحدة، فإنها توافق على القبول بالالتزامات المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وهو معاهدة دولية تحدد المبادئالأساسية للعلاقات الدولية. وللأمم المتحدة، وفقاً للميثاق، أربعة مقاصد هي: صونالسلم والأمن الدوليين؛ وتنمية العلاقات الودية بين الأمم؛ وتحقيق التعاون على حلالمشاكل الدولية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان؛ وجعل هذه الهيئة مركزاً لتنسيقأعمال الأمم .
والأمم المتحدة ليست حكومة عالمية وهي لا تضع قوانين. ولكنها توفرسبل المساعدة على حل النزاعات الدولية وصياغة السياسات المتعلقة بالمسائل التيتمسنا جميعاً. وكل الدول الأعضاء - كبيرها وصغيرها، غنيها وفقيرها، بما لها من آراء سياسية ونظم اجتماعية متباينة - لها في الأمم المتحدة أن تعرب عن آرائها وتدليبأصواتها في هذه العملية .
وللأمم المتحدة ستة أجهزة رئيسية، تقع مقر خمسة منها في المقرالرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك، وهي الجمعية العامة،ومجلس الأمن،والمجلس الاقتصادي،والاجتماعي،ومجلس الوصاية،والأمانة العامة. أما مقر الجهاز السادس وهو محكمة العدلالدولية، فيقع في لاهاي بهولندا.

ميثاق الأمم المتحدة :
يعتبر ميثاق الأمم المتحدة الذي اعتمد في سان فرانسيسكو عام 1945 أول معاهدة دولية تشير في عبارات محددة وبوضوح إلى تساوي النساء والرجال في الحقوق .
ومن بين أهداف ميثاق الأمم المتحدة : حماية حقوق الإنسان من دون تمييز قائم على العنصر وغيره من مكونات الهوية الشخصية .
وتنص المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة على أن أحد أغراض الأمم المتحدة هو: « … تعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع من دون أي تمييز قائم على العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين ».
حيث اعتبر الميثاق المساواة هدفاً أساسياً . وانطلق من إيمان المنظمة الدولية بحقوق الإنسان للمرأة الذي أكده الميثاق
فأنشأت لجنة المرأة عام 1946 باعتبارها لجنة فنية تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي ، وبدأت اللجنة نشاطها لمراقبة أوضاع المرأة ونشر حقوقها 0 وفي عام 1948 لعبت لجنة المرأة دوراً أساسياً في ضمان مساواة المرأة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
واقترح أعضاؤها جعل عام 1975 عام المرأة العالمي ، وساعدت على إطلاق المؤتمر الدولي الأول حول المرأة في مكسيكو سيتي ، ومنذ ذلك الوقت تنشط في كل مؤتمرات الأمم المتحدة حول المرأة .
وتوالت المواثيق الدولية التي تؤكد على الحقوق الإنسانية للمرأة . حيث ورد المبدأ العام بعدم التمييز على أساس الجنس في جميع اتفاقيات حقوق الإنسان ، وشددت الشرعة الدولية لحقوق الإنسان على المساواة في الحقوق بين النساء والرجال ، وعلى ضرورة ضمان تمتع المرأة بالحماية القانونية المنصوص عليها في ( الشرعة الدولية لحقوق الإنسان ) ويطلق هذا المصطلح للدلالة جماعياً على ثلاثة صكوك وهي ( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبروتوكولان الاختياريان الملحقان بهما ) . حيث تشكل هذه الصكوك معاً الأساس الأخلاقي والقانوني لعمل الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان وتوفر الأساس الذي أقيم عليه النظام الدولي لحماية حقوق الإنسان وتعزيزها0
من أهم إنجازات المنظمة الدولية في ميدان حقوق الإنسان هو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان :
في نيسان عام 1948 وبعد نهاية الحربالعالمية الثانية أعلنت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. الذي أسسلمفاهيم عامة لحقوق البشر بما فيهم النساء , وكان تمهيداً لتأكيد الحقوق الأساسية للنساء في العالم.
ومنذ 1948 كان الإعلان وما يزال أهم إعلانات الأمم المتحدة وأبعدها أثراً وشكلّ مصدراً هاماً لجميع الجهود من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان . ويتألف الإعلان من ديباجة و30 مادة تحدد حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي تحق لجميع الرجال والنساء في أي مكان في العالم دون أي تمييز وتقول المادة الأولى ( يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق 00 ) أما المادة 2 التي تنص على المبدأ الأساسي للمساواة وعدم التمييز فيما يتعلق بالتمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية فتحظر التمييز من أي نوع :( لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان دون أي تمييز كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر ) .
وتسهب المادة 7 في تعريف مبدأ عدم التمييز ، حيث تنص على أن : ( كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة منه دون أي تفرقة ).

العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية :
ويحدد العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام (1966 ) الحقوق الإنسانية لوجود الإنسان ، وتتضمن الحقوق التي يحميها هذا العهد الحقوق المتعلقة بالعمل وأوضاعه العادلة والآمنة ، وحق تكوين النقابات ، والحق في الضمان الاجتماعي ، وفي مستوى معيشة واف ، بما في ذلك الحصول بشكل واف على الغذاء والمساء والمأوى ، والحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة الجسمية والعقلية يمكن بلوغه ، وحق التعليم . وتنص المادة 2 منه على عدم التمييز بين البشر بحيث تلزم الدول بضمان ممارسة الحقوق المدونة فيه دون تمييز لأي سبب.
وتنص المادة 3 ( مساواة الذكور والإناث في حق التمتع بجميع الحقوق الواردة في هذا العهد ).
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية :
يتضمن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 مجموعة واسعة من الحقوق التي تتمتع بالحماية ، من بينها حق المرء في الحياة والحرية والأمان على شخصه ، والحق في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة السيئة ، والحق في عدم استرقاقه .
هذا وإن واقع الحقوق السياسية للمرأة يرتبط إلى حد كبير ، بواقع حقوقها المدنية المنتهكة ، التي تحول دون قدرتها على تحقيق وجودها الاجتماعي ومشاركتها الفاعلة هذا وقد جاء العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ليؤكد على ضرورة احترام وتأمين الحقوق المقررة فيه لكافة الأفراد دون تمييز ( المادة 2) "
وجاءت المادة 3 لتنص على : (تتعهد الدول الأطراف في العهد الحالي بضمان مساواة الرجال والنساء بجميع الحقوق المدنية والسياسية المدونة في هذه الاتفاقية )
والذي أكد أيضا في ( المادة23 ) منه على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في إطار الأسرة والزواج من حيث الحقوق والواجبات 0
كما أكدت ( المادة 26 ) منه على المساواة أمام القانون والتمتع بحماية القانون 0
الهيئة المعنية بأوضاع المرأة :
هي أقدم هيئة تابعة للأمم المتحدة تعمل على تمكين المرأة .
رعت هذه الهيئة ثلاثة موضوعات رئيسية في المؤتمر العالمي الأول حول المرأة(1975) هي المساواة والتنمية ، إضافة إلى إدراك أهمية دور النساء في تحقيق السلام ونزع الأسلحة.
اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو ) :
في عام 1973 بدأت مفوضية حركة المرأة في الأممالمتحدة بإعداد معاهدة ( القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ) وانتهت منإعدادها عام 1979 بعد أخذ ورد بين الدول المتقدمة والمتخلفة , حتى تم إقرارها فييوم 18 كانون الأول / ديسمبر عام 1979 على أنها إحدى الاتفاقات المستمدة من إعلان حقوق الإنسان، ولم تصبح هذه الإتفاقية نافذة المفعول إلا في يوم 3 أيلول / ديسمبر من عام 1981 , حيث صادقتعليها 50 دولة , وقد انضم لهذه الإتفاقية بعض الدول العربية والإسلامية وتخلف البعضالآخر.
وتقر ديباجة الاتفاقية بذلك حيث جاء فيها : على أنه بالرغم من الجهود المبذولة من أجل تقدم حقوق الإنسان ومساواة المرأة فإنه لا يزال هناك تمييز واسع النطاق ضدها ونعلن مجدداً إن هذا التمييز يشكل انتهاكا لمبادئ المساواة في الحقوق واحترام كرامة الإنسان وعقبة أمام مشاركة النساء والرجال على قدم المساواة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لدولهن ويعيق نمو ورخاء المجتمع والأسرة 0 وهنا لابد من الإشارة إلا أن هذه الاتفاقية تتقدم على سائر الاتفاقيات التي ضمنت المساواة أمام القانون من حيث أنها تتخذ التدابير الهادفة إلى تحقيق المساواة الفعلية بين الرجال والنساء في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتلزم الدول بالعمل على تعديل الأنماط الاجتماعية والثقافية للسلوك فيما يتعلق بالجنسين 0كما أنها تطالب بالمساواة على صعيد الحياة الخاصة والعامة وقد شملت كافة المجالات المتعلقة بقضايا المرأة و أهم ما في الاتفاقية أنها تناولت التمييز موضوعاً محدداً وعالجته بعمق وشمولية بهدف إحداث تغيير جذري وفعلي في أوضاع المرأة 0
لمحة عامة عن المؤتمرات الخاصة بالمرأة:
انعقدت عدة مؤتمرات خاصة بالمرأة تحت رعاية الهيئة المعنية بأوضاع المرأة ،وهي من حيث الترتيب الزمني كالتالي:
1- مؤتمر مكسيكو ستي لعقد الأمم المتحدة للمرأة: المساواة، والتنمية، والسلم. عقد عام 1395 هـ / 1975م. واعتبر ذلك العام: العام العالمي للمرأة. واعتمد فيه أول خطة عالمية متعلقة بوضع المرأة.
2- في عام 1400هـ / 1980م عقدت الأمم المتحدة (المؤتمر العالمي لعقد الأمم المتحدة للمرأة : المساواة والتنمية والسلم) في كوبنهاجن . وهو المؤتمر الثاني الخاص بالمرأة؛ وذلك لاستعراض وتقويم التقدم المحرز في تنفيذ توصيات المؤتمر العالمي الأول للسنة الدولية للمرأة والذي عقد عام 1395هـ / 1975م في المكسيك، ولتعديل البرامج المتعلقة بالنصف الثاني من العقد الأممي للمرأة، مع التركيز على الموضوع الفرعي للمؤتمر: العمالة والصحة والتعليم.
3- في عام 1405هـ / 1985م عقد (المؤتمر العالمي لاستعراض وتقييم منجزات عقد الأمم المتحدة للمرأة : المساواة والتنمية والسلم) في (نيروبي) بكينيا – المؤتمر الثالث الخاص بالمرأة – الذي عرف باسم (إستراتيجيات نيروبي المرتقبة للنهوض بالمرأة) .
4- في عام 1416هـ /1995م عقدت الأمم المتحدة (المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة) في (بكين) بالصين. وقد دعت فيه إلى مضاعفة الجهود والإجراءات الرامية إلى تحقيق أهداف استراتيجيات نيروبي التطلعية للنهوض بالمرأة بنهاية القرن الحالي.
وأكد الإعلان الصادر عن المؤتمر على تساوي النساء والرجال في الحقوق والكرامة الإنسانية، وعلى جميع المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين واتفاقية سيداو . وعلى اعتبار حقوق المرأة حقوق إنسان وعلى ضمان تمتع المرأة تمتعاً كاملاً بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية واتخاذ تدابير فعالة ضد انتهاك هذه الحقوق والحريات .
فلننظر إلى واقع المرأة حالياً ، هل نرى فيه مايحقق هذه القرارات والتوصيات ؟! أم أنها حبر على ورق ؟!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 30-01-2012     عدد القراء :  2103       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced