صدئ الحب على شفتيك، حين رآك تجرين أذيال ثوبك اللازوردي، على طرف مستنقعات لغو الحكومة عن الشفافية، وعن نزاهة مديرية نزاهتها، وكأنك غادرتي موطن الحزن العالق في رموش فتيات الفقراء، وهنَّ يطحنَّ نوى التمر كي تسكت أفواه الأطفال، فالجوع مثلما تعرفين كافرٌ، ولا أكفر منه غير كفر الحكومة بأرزاق الناس، وتجاهلها لرداءة أحوالهم، سكناهم، معيشتهم، مدارس أطفالهم، مستشفيات مدنهم، ولا نريد لهم أن ينعموا مثل خلق الله بمسابحهم ومتنزهاتهم وسفراتهم السنوية إلى بلاد العالم، مثلما لا يطمحون إلى إيرادات في البنوك من عائدات النفط، أو إلى الأسهم في البورصات العالمية مثل شعوب بلدان النفط الأخرى، وربما لا يطمحون حتى إلى ثمن الكفن يوم يودعون هذه الحياة، فكل طموحاتهم تتلخص في شئ واحد، هو أن لا يقف أطفالهم في منعطفات الإشارات الضوئية فاتحين أكفهم للصدقات.
صدئ الحب على شفتيك، والجميل فيك يا سيدتي، أنك لا ترغبين بوضع أحمر الشفاه ولا مرهم ترطيبها، لكي تكون القبلة مرة، وحتى لا يستسيغ عمال الحكومة طعمها، وأنت العارفة بطعم الشفاه، حين يرتفع منسوب شبق بعض المسؤولين للنهب والسرقة، عندها تتفتح كل مسامات بحثهم عن أبواب السرقات الرسمية، فالحكومة لا ترغب بما هو غير رسمي، فلديها سجلاتها ولديها مديرية للنزاهة، وهي تخشى الأكثر منهم، وهو الرقابة الشعبية، فأبناء الشعب مراقبون على أموالهم التي أودعوها بذمة الحكومة، وعلى الحكومة أن تكون بمستوى عال من الشفافية، هكذا هي اللوائح هكذا هي التعليمات، لهذا فأن الميزانية التي سيتم إقرارها من قبل البرلمان الذي انتخبه الشعب، ما على حكومتنا إلا تطبيقها بإبداع قل نظيره في العالم، ومن ضمن ما يتم تطبيقه، صرف 14 تريليون دينار عراقي للشاي الذي يقدم في دواوين الرئاسات الثلاث، لأن الشاي الذي يقدم هناك ليس مثل شاي الحصة الذي يشربه العراقيون، بل هو بترول محلى بالشوكلات وحليب العصافير!!
صدئ الحب على شفتيك، اعرف أن شفتيك صدئت حزنا، مثلما أعرف أنك ناوية على هجر هذا العراق، فما عاد فيه للحب من مرتع، وما عاد فيه للنزاهة من موقع، فهل ستكشف لنا النزاهة، ما هو أسم الشاي الذي تم تخصيص 14 تريليون له من ميزانية عام 2012، وما لون هذا الشاي وطعمه، أم ترانا نلجأ إلى موكب العباسيين في كربلاء، لكي يخبرونا عن النزاهة:
( يا نزاهتنه الرشيدة..... ليش تخفين الحقائق
أنتي عين الشعب ندري .... هذا منج غير لائق
الشعب عنده دليله
للحرامي اتستريله
يبو اليمه..... هاي وحده من الحقائق)
كتب بتأريخ : الثلاثاء 31-01-2012
عدد القراء : 1712
عدد التعليقات : 0
على حافة السياسة حين يصبح الشاي بترولا
