ما زلت متفائلة!
بقلم : كوريا الشيباني
العودة الى صفحة المقالات


هربنا من بطش النظام المقبور وتحكم الحزب الواحد، وعشنا في بلدان يتمتع فيها الانسان بكرامته وانسانيته، حتى حط بنا الرحال في السويد. عملنا وحصلنا على حقوق لم نكن نحلم بها ونحن في وطننا العراق الحبيب، كحق المواطنة والعيش الكريم رغم الاختلاف القومي والديني واختلاف لون البشرة، وعوملنا باحترام كوننا بشراً.
ومنذ دخولنا هذا البلد في عام 1989 ونحن نحلم بسقوط الطاغية والعودة للوطن، للمساهمة ببنائه وتغييره نحو الديمقراطية والتعايش السلمي بين ابنائه، الذين اراد الله لهم ان يكونوا متعددي الديانة والقومية.
سقط الصنم في 2003 كنا مستعجلين، فحزمنا امتعتنا وعدنا في الشهر الخامس من السنة ذاتها. وصلنا عراق الغد المشرق، كما اعتقدنا. عراق الحرية وليس عراق الطائفية والقتل على الهوية. عدنا للعراق الحر ونحن محملين بآمال الحقوق والواجبات. ولكن يا حسرتي. لم نجد في العراق سوى التجييش الطائفي، ناهيك عن قرارات "الحشمة" والزي "الرسمي"، وفصل البنين عن البنات، وكأن مشاكلنا انتهت، وعدنا الى مربع حملة خير الله طلفاح في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونسينا ان الله هو الرقيب.
ومنذ ان وطأت قدماي ارض الوطن الحبيب وانا احلم بأن اثبت هوية ابني العراقية، وهو ابن الشهيد الذي سال دمه من اجل الوطن، ناهيك عن معاملة الشهيد التي مر عليها اكثر من ثلاث سنوات وهي في اروقة محافظة بغداد.
عراقية انا. فراتية المنشأ والمصب. رايتي حمراء وفكري ابيض. انتمي الى كادحي العراق بكل اطيافه المزركشة بألوان قوس قزح. وانا المحتشمة بعقلي وانتمائي الوطني. ولكن كل ذلك لم يشفع لي في الحصول على حقوق المواطنة كاملة في بلدي العراق العظيم!
رغم كل ذلك لم ولن يصيبني اليأس. وا نا متفائلة بالغد المشرق الجميل.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 06-02-2012     عدد القراء :  1643       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced