التحرش الجنسي ظاهرة مقلقة في تونس
بقلم : صالح سويسي
العودة الى صفحة المقالات

التحرش الجنسي معضلة تعاني منها نساء كثيرات في تونس حيث تتنوع أشكال «الهرسلة» الجنسية (Harcèlement sexuel)، وإن كان النصيب الأوفر من المتضررات هنّ عاملات المصانع، إذ إن غالبيتهن لم يتمكنّ من تحصيل نصيب وافر من الدراسة، وخرجن الى سوق العمل في سنّ مبكرة، ما يجعلهنّ عرضة لشتّى أشكال التحرش والعنف أيضاً والاستغلال.

وتتعرّض مئات من الفتيات والسيدات إلى عمليات تحرش وابتزاز جنسي، باستغلال فقرهنّ وبعدهنّ عن أسرهنّ وقلّة خبرتهنّ بالحياة، وفق مصادر متعددة، ما يساهم في دخول كثيرات في حالات نفسية مرضية تستوجب تدخل المختصين في علم النفس، ولكنّ هذا لا يحدث في غالب الأحيان، لأنّ المرأة التي تتعرض لمحاولات التحرش الجنسي عادة ما تصمت خشية الفضيحة في المجتمع.

وتروي زينب (25 عاماً) تعرضها لصنوف من المضايقات اللفظية والجسدية حين نزحت من قريتها الصغيرة في أقصى الوسط التونسي إلى إحدى مدن الساحل، وتقول: «منذ أول لحظة وطئت فيها قدماي هذه المدينة التي أعيش فيها منذ عشر سنوات، انطلقت المضايقات بكلمات تتغزّل بوجهي وجسدي، إلى كلمات خادشة للحياء وفيها دعوة لممارسات جنسية وبشكل صريح أحياناً». وتضيف في سياق حديثها عمّا كانت تتعرض له من زملائها في العمل، وكذلك بعض المديرين: «فكرت أكثر من مرة في ترك كل شيء والعودة إلى قريتي، ولكن أمام ما تعانيه أسرتي من فقر مدقع أفكّر ألف مرة ثمّ أتراجع وأواصل أيامي بما تحمله من تقلبات، حتى تمت دعوتي في أحد الأيام إلى مكتب مدير الشركة التي أعمل فيها، لتخبرني السكرتيرة بأنّ المدير يريدني أن اعمل في منزله وأترك مكاني في المصنع».

وتواصل زينب: «لم تكن أمامي فرصة الاختيار، فإما أن أقبل أو أن أطرد من عملي، وما يمكن أن ينتج عنه من متاعب لأسرتي. انتقلت للعمل في منزل مديري، ومن أول ليلة بدأت الصورة تتوضح أمامي، فقد قال لي صراحة ومن دون أي مقدمات: ستكونين عشيقتي لأنك تعجبينني جداً ولن أتركك لغيري». وتواصل زينب، التي تزوجت من عامين ولديها توأمان، بنت وصبي: «رفضت بشدة ما قاله، ولكنه أصرّ وهددني بين الاستجابة لرغباته وما فيها من نعيم، وبين الرفض وما يليه من طرد وتشريد، وطبعاً اخترت الطرد، ولكني لم أتشرد، فقد وجدت لدى بعض الفتيات ملجأ وأقمت عندهن حتى وجدت عملاً آخر وتزوجت وأنجبت».

ولا يقتصر التحرش الجنسي على نوع معين من النساء والفتيات، وقد يطاول النساء المحجبات، وهو ما يؤكد أن حجاب المرأة أو نقابها لا يحميها من محاولات «الهَرسلة» الجنسية والمشاكسات اللفظية.

ومن المفارقات أنّ التحرش الجنسي ليس حكراً على الرجال تجاه النساء، بل هو أيضاً في أحد صوره تحرش جنسي أنثويّ تجاه الرجل، وتمّ تسجيل العديد من الحالات التي تؤكد تحرش نساءٍ برجالٍ، وخاصة الأصغر سنّاً منهنّ.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 10-02-2012     عدد القراء :  1699       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced