هل حقاً انتم تمثلون شعب العراق؟
بقلم : زهير كاظم عبود
العودة الى صفحة المقالات

كما أكد الدستور على شروط يتوجب أن تتوفر في المرشح، وبعد كل هذا يؤدي  العضو يمينا بالله العلي العظيم أن يؤدي مهمته ومسؤوليته القانونية بتفان  وإخلاص وأن يحافظ على استقلال العراق وسيادته، وان يرعى مصالح شعبه ، وأن  يسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي ،



وان يعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة، واستقلال القضاء، ويلتزم  بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد، وأن الله شهيد على كل ما ورد في نص القسم. مهمة ليست بالسهلة، وتكليف وطني كبير يقع على عاتق أعضاء مجلس النواب ، وكل هؤلاء يمثلون العراق، وبصرف النظر عما يمثلون من قوائم واتجاهات، وبصرف النظر عما إذا كان ولاؤهم للقائمة أو للقائد أو للمذهب أو للقومية ، وبصرف النظر عما إذا كانوا متفاعلين مع وضع العراق والعراقيين أم أنهم يتخشبون من اجل مغانم العضوية ومكاسب مادية باتوا يحلمون بها في زمن تردت فيه القيم في العراق.
ومع اليمين القانونية التي أداها كل عضو، هناك الالتزام الضميري ، وشئنا أم أبينا فهؤلاء من تم انتخابهم لتمثيلنا، وهؤلاء من يقرر سياستنا ومصالحنا  وقوانيننا ، فهل هم ممثلون حقيقيون للعراق بعد هذا التقسيم؟ وهل هم مؤهلون لأن يكونوا ممثلين لهذا العراق وفي هذا الظرف العصيب بالذات؟ هل هم يستطيعون أن يتغلبوا على مذهبيتهم وعنصريتهم وحزبيتهم ويصونوا العراق باعتبارهم من يمثل شعب العراق؟ هل يقدر هؤلاء فعلاً على أداء مسؤولياتهم البرلمانية وأن يترجموا وعودهم الانتخابية التي طرحوها للناس في أن يسهروا على مصلحة العراقيين ويجنبونهم الحرب الأهلية ومخاطر التشرذم الطائفي المقيت؟ هل يمكن لهؤلاء أن يعبروا عن كل مناطق العراق باعتبار أن عضو المجلس هو ممثل عن كل منطقة من مناطق العراق بغض النظر عن منطقته الانتخابية.
وأمام تظاهرة ديمقراطية تخللتها بعض الخروقات والسلبيات مارس شعب العراق خياره في انتخاب من يعتقد انه المؤهل لتمثيله برلمانيا في العراق، في زمن ما بعد الدكتاتوريات والأنظمة الرجعية، هل راجع أحدهم ضميره في خلوته؟ هل كان حقاً يستحق أن يكون ممثلاً للعراق؟ هل يستوعب النواب ما يمر به العراق ،  ومتى يتم إدراك  حجم الخراب الذي حل بالعراق؟
ويسألهم المواطن، متى تترجمون كلمات القسم الذي حلفتمونه أمام الله على أنكم جميعا ودون استثناء ترعون مصالح شعب العراق وترعون الحريات العامة وتتزاحمون من اجل الحفاظ على ثرواته ونظامه الاتحادي الديمقراطي؟
هل يعقل أن يكون بينكم من يريد تهديم صرح اللبنات الأولى لبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي؟ وهل يعقل أن يكون بينكم من يحنث باليمين فيصير طرفاً في تخريب مصالح العراق وأن يعتمد القتل والذبح والتحريض والاصطفاف من اجل خراب العراق؟ في أي زمان انتم تقفون وعلى ماذا ستستقر سفائنكم؟
من منكم يعرف إن النيابة تكليف وليس تشريفا، وأنكم حينما اختارتكم الجماهير العراقية على أساس أن تكونوا خدما للشعب لا أسياده والطبقة التي تترهل على حساب جراحاته ودماء أبنائه .
أين اختفت عراقيتكم؟ وكيف تقلصت مفاهيم الوطنية في نفوسكم فطغت عليها العشائرية والمذهبية والحزبية حتى باتت هي اللغة التي بها تتعاملون، وصارت الاتهامات القاموس الذي به تتقاذفون ، فأين صار الإنسان في العراق من مسؤوليتكم ومن حرصكم على تمثيله وشرفكم الذي أقسمتم به أمام الله والشعب.
أين صارت أعداد الشهداء الذين نحرهم الدكتاتور في زمن البغي والظلم من مجلسكم؟ وكيف لم تتذكروا فقراء العراق ومعدميه ممن يبيت دون طعام أو مأوى؟ وأين صار الكرد الفيلية الذين أوغل الطاغية في عذاباتهم؟ هل فكرتم بإعادة بيت مسلوب أو مال محجوز لعراقي مظلوم؟ وأين صارت أعداد المفصولين السياسيين والمدد التي عبرت ربع قرن على فصلهم وعذابات عوائلهم وانتظارهم لحظة سقوط الصنم؟ أين صارت إيرادات العراق الخيالية من النفط والثروات المعدنية من شوارعنا المخربة وقرانا التي لم تزل من مجاهل القصبات ، وأين صار الماء والكهرباء والمجاري والقطارات والمطارات ؟ وأين صار الإنسان والأمان منكم ؟ ماذا حققتم خلال الفترة التي مرت علينا ؟ كيف لكم أن تراجعوا القرارات التي أصدرتم والتشريعات التي قررتم ؟ وكيف لكم أن تستذكروا التنابز والاتهامات والعبارات التي لا تليق بالعراق التي تداولتمونها في مجلسكم أو عبر الفضائيات المتربصة بكم وبالعراق؟ فهل انتم من تمثلون العراق؟
هل تفقدتم مواطنيكم الذين انتخبوكم وفوضوكم تمثيلهم في مجلس النواب؟ هل عرفتم كيف تعيش أعداد المتسولين في العراق؟ وماذا قدمتم للقضاء ليس فقط على الإرهاب والإرهابيين، وإنما على المخدرات وتجار السموم الدخيلة التي تدخل العراق بيسر وسهولة؟ هل عرفتم من يقود العصابات الإجرامية ومن يحرضها؟ ولماذا لم تكشفوا الأسماء وأنتم ممثلونا في المجلس؟ وكيف قبلتم التستر على الأسماء والمساهمة في أن تستمر تلك العصابات في قتل إخوتنا وأحبتنا ؟ هل بقيتم دون مخصصات أو رواتب شهراً واحداً؟ هل حاسبتم الوزراء عن أخطائهم وعن سلبيات عملهم؟ بل هل حاسبتم من يستخف بمجلسكم من الأعضاء فلا يحضر الاجتماعات ودون أن يبدي عذراً مشروعاً؟ هل فكرتم في قطع مخصصاته وراتبه عن مدة الغياب؟ هل تكاتفتم من اجل مصلحة عراقية دون أن تصطفوا مع أحزابكم أو طوائفكم أو قوائمكم أو مصالحكم؟ هل كان حقاً العراق أمام ضمائركم وعملكم في المجلس؟ هل وضعتم المصالح الشخصية والمكاسب الآنية والفردية وتغليب الأقرباء والأصدقاء على مصلحة العلماء والمختصين في العراق؟ هل فكرتم بطريقة تعيد العلماء والاختصاصيين للعراق؟ بل هل فكرتم لماذا يتم استهداف العلماء والفنيين في العراق ومن هي الجهة التي تستهدفهم؟ ولماذا يتم إفراغ العراق من فلذات أكباده؟
هل أنتم من يمثل شعب العراق وأنتم بهذه الفرقة وهذا التمزق؟ هل انتم تمثلون العراق وقنوات فضائية صفراء تقاذفكم وتشتمكم وتنعتكم بشتى الاتهامات وتتراكضون للجلوس أمام شاشتها؟ أين صارت وعودكم وبرامج قوائمكم ومقابلاتكم في التلفزيون وحرصكم على العمل وصون حريات الناس الذين يخافون السير في الشوارع ، ويخشون أن يتعدى عليهم أحد باسم الدين تارة وباسم الوطنية تارة أخرى؟ هل سمعتم أيها السادة بموت عمال المساطر الفقراء الذين يتجمعون في أماكن العمل فجرا قبل أن يطل عليكم الصباح الجميل بتفجير حزام ناسف أو بانفجار مفخخة؟ هل عرفتم الذبح الشرعي بالسكين أو بالحراب أو بالموت غدرا أو بالرصاص؟ هل عرفتم أن لا حماية تحمي المواطن العراقي حيث فوض أمره الى الله؟
هل عرفتم وانتم تمثلون العراق أن سلاح الجيش العراقي كله وبكل أصنافه موجود في بيوت العراقيين، وربما ستجدون يوما ما طائرات حربية أو دبابات أو صواريخ طويلة المدى بانتظار الإشارة؟! هل انتم تمثلون العراق وعجزتم عن أن تجدوا غير علم صدام تجلسون تحته، وتستمتعون بنشيده الوطني؟
نصرخ فيكم وانتم تمثلوننا عربا أو كردا أو تركمانا أو كلداناً أو آشوريين ، مسلمين أو مسيحيين أو ايزيديين أو مندائيين وهم طينة العراق الحرة، مهما كانت طائفتكم أو مذهبكم أو حزبكم، ومهما كان مشروعكم ورغباتكم الدفينة، نصرخ فيكم إن كنتم حقا من طينة اهل العراق ونهيب بكم أن تكونوا مرة واحدة للعراق ، للقسم الذي أديتمونه جميعا ، وان تجربوا مرة واحدة أن تتفقوا لمصلحة العراقيين في قضية واحدة ومشروع واحد يهدف الى حقن دماء الناس وحفظ أرواحهم وشرفهم ، وألا مكان للقتلة بينكم ،  وان تجسدوا مرة واحدة الشروط التي توجبت أن تكونوا عليها، وأن تكونوا بحق من يصن حياة العراقيين ويصون حرياتهم العامة.
وتذكروا أن كل واحد منكم يمثل مائة ألف إنسان ، مائة ألف ضمير ينتظر منه أن يصون حياته وعياله، وان يسهر على كرامته وحريته، وان يرعى مصلحة العراق، كل واحد منكم مسؤول أمام الله والتاريخ والعراق على أن يكون ابناً باراً للعراق ، فهل انتم حقا أبناؤه البررة؟

  كتب بتأريخ :  الأحد 12-02-2012     عدد القراء :  1762       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced