الانسحاب.. الموقف الاقليمي على المحك
بقلم : عبدالمنعم الاعسم
العودة الى صفحة المقالات

الاشارات الايجابية التي تلقتها الدبلوماسية العراقية من حكومات دول المنطقة، والتسريبات الكثيرة عن احترازات “وقائية” اقليمية تتخذ حيال تداعيات الانسحاب الامريكي من المدن لا تطمئن كفاية المخاوف من تدخل سلبي عابر الحدود من شأنه ان يخلق تعقيدات امنية للوضع العراقي، وسياسية طبعا.
ولسبب بسيط يتمثل في ان اشكال (وآليات)التدخل الاقليمي في العراق لا تتم بالضرورة من خلال الحكومات واجهزتها (واعوانها) فقد اكدت تجربة السنوات الست الماضية ان اعمال التسلل عبر الحدود ونقل الاسلحة والمتطوعين والانتحاريين جرت، وتجري، في اقنية لا تتحكم فيها، تماما. تلك الحكومات، وقد تحمل بعض هذه الانشطة عناصر مناهضة لدول انطلقت منها، اوعبرها.
لكن يجب الاستدراك هنا لتأكيد ما لم يعد سرا، بان عديد من وقائع التسلل الارهابية الحدودية تحظى بتواطؤ او تشجيع او تجاهل دول اقليمية او مراكز نفوذ في تلك الدول، والبعض الآخر من الوقائع يشير(في وقت) الى اجراءات تضييق حدودية صارمة عندما يكون لهذا التضييق مبررات امنية تخص هذه الدول، فيما ترفع تلك الاجراءات (في وقت آخر) حين تتجه المبررات الى ليّ اليد العراقية واشاعة الفوضى في العراق والى تصفية الحساب مع جهة من جهات المعادلة الامنية والسياسية العراقية.
وإذ يزخر ملف العلاقات بين العراق ودول المنطقة بالكثير من الرد والبدل طوال سنوات التغيير، فان هذا الملف سيكون، هذه المرة بعد انسحاب القوات الاجنبية، حساسا، وخطيرا في ذات الوقت، لصلة الامر بمستقبل الوضع الامني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي في العراق. وبحسب المحللين الاستراتيجيين، فان الحال العراقي مقبل على اختبار النيات الاقليمية، ما اذا تنتصر الحكمة في وضع القرارات التي اتخذت في اطار الجامعة العربية او اللقاءات الاقليمية ومجموعة الدول المجاورة موضع التطبيق في حماية السيادة العراقية ومساعدة العراقيين على استعادة الاستقرار واستئناف عملية الاعمار والمشاركة البناءة في بناء اقليم آمن.
على انه لا يكفي القول (الذي تعرفه جيدا هذه الدول) بان الشراكة الامنية تفرض على الشركاء ان يتعاونوا لكبح مصادر العنف والارهاب والجريمة المنظمة عابرة الحدود، فان بعض هذه الدول (وهنا الخطورة) تنظر الى موضوع وحدة المصالح الامنية الاقليمية من زاوية مفرطة بالانانية والانتهازية وقصر النظر، وقد تتورط (او تغامر) احدى هذه الدول في التمدد العسكري (او أي شكل مباشر او غير مباشر للتدخل) لفرض معادلات قهرية لعراق المستقبل، الامر الذي يزج بالمنطقة، والدول المتدخلة، في اتون صراع مدمر لا احد يقدر مداه ونتائجه الكارثية.
على هذه الخلفية يحسن تنشيط حركة الجسور مع هذه الدول، لا لتكرار “القوانة” المملة عن حسن الظن التي اتخمنا بها، بل لتذكير تلك الدول بمخاطر النيات الشريرة الملفوفة بسليفون حسن الظن.
ــــــــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
“الاعمى لا يرى نفسه”.
حكمة روسية

  كتب بتأريخ :  الإثنين 29-06-2009     عدد القراء :  2470       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced