أحداث بأسلوب عراقي بقلم : سليمة قاسم العودة الى صفحة المقالات أحداث كثيرة تقع في دول العالم المتقدمة وحتى في دول عربية تتقاسم معنا الكثير من المشتركات لا أدري كيف التقطتها مخيلتي لتربطها مع وضعنا في العراق وماذا سيحصل حينها لو حدثت عندنا. تقول الأنباء إن رئيس وزراء أردنياً سابقاً لم يجد بداً في أحد الأيام حين كان يقود سيارته في احد الشوارع المزدحمة إلا أن يترجل منها لينظم حركة السير بدلا من رجل المرور الذي كان غائبا عن الشارع، موقف رئيس الوزراء ذاك يستحيل أن ينفذه احد نوابنا أو وزرائنا السابقين الذين ما زالوا مصرين على الاحتفاظ بمجدهم السابق الذي نالوه بضربة حظ عاثرة فما بالك بالوزراء والنواب الحاليين. فلو كان احد المسوؤلين السابقين  يمر بشارع مزدحم فهو لا يترجل من سيارته أبدا،  بل يأمر حمايته الأشاوس بالنزول إلى الشارع لا لتنظيم حركة السير بل لإثارة الرعب في نفوس المارة ليفسحوا الطريق لمسؤولنا الكريم خوفا على حياته،  وهذا لايعني أنني أوجه اتهامي فقط  للمسوؤلين السابقين بسوء استغلالهم السلطة،  فيقال والعهدة على القائل إن احد الوزراء في الحكومة الحالية يخرج في موكب مؤلف من ألفي فرد من الحماية فتخيلوا كيف  تصبح حال الشوارع حينها! وفي إيطاليا خرجت النساء بتظاهرات حاشدة وهن يرفعن يافطات حملت شعار( نريد بلدا يحترم النساء) ،أما إذا حدث هذا الأمر عندنا وخرجت النسوة للتظاهر في ساحة التحرير مثلا حينها ستغلق كل الشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير وسيعلن احد ساستنا الجدد عن وجود مؤامرة ضد الرجل  وستنبري نائباتنا الكريمات للدفاع عن حقوق الرجل التي استهانت بها النسوة المتظاهرات،  فمن حقه أن يفعل ما يحلو له ما دام  هو الذي منحها ذلك الكرسي الثمين في مجلس النواب، وليس بعيدا أن يتم استدعاء أقرباء النسوة المتظاهرات على عجل لاصطحاب قريباتهم وان كسرن عصا الطاعة فستكون هراوات رجال الشرطة بانتظارهن ،ونتيجة للضغوط التي ستبدأ الكتل المتنفذة بممارستها ضد المتظاهرات قد ينتهي المشهد بتغيير الشعار الذي تحمله النسوة المتظاهرات إلى شعار آخر يقول( نريد بلدا يحترم الرجال! أما الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك فقد أدين  بعد اتهامه بقضايا فساد حين كان حاكما لولاية باريس وتصوروا الحال معي فيما لو حدث ذلك عندنا ووجهت اتهامات بالفساد لمسوؤل معين، فسوف تنبري كتلته التي ينتمي إليها بالدفاع عنه  دفاعا مستميتا وسوف يعتبر الاتهام مسيسا وسوف تهدد كتلته بكشف ملفات بالفساد تحتفظ بها لمسؤولين ينتمون لكتل أخرى، وبعد مدة بسيطة سيطوي النسيان  ملف هذه القضية خوفا من "نشر الغسيل القذر" لأعضاء الكتل،  أما إذا ثبتت الاتهامات ضد ذلك المسؤول فستكون طائرة خاصة جاهزة للإقلاع به إلى الدولة التي يريد ما دامت أرصدته السمينة قد سبقته إلى البنوك الأجنبية وسيتحمل القضية موظف بسيط في تلك الوزارة ممن لا ناقة له وجمل في ما يحدث. وفي الصين  تمكن خبراء وعمال وفنيون من بناء فندق مؤلف من خمسة عشر طابقا خلال تسعين ساعة. أما المدة التي نحتاج إليها في العراق لبناء فندق بنفس المواصفات فسوف تتعدى التسعين شهرا (إن لم نقل  تسعين سنة) يمضي ربعها الأول  في الحصول على الموافقات الأصولية من  دوائر الدولة،  وربعها الثاني للحصول على قطعة ارض مناسبة بعد دفع المقسوم، ثم يبدأ مسلسل البحث عن المقاول الذي فر بـ(هبرة) كبيرة من المال في الربع الثالث  وإيجاد خلف مناسب له في الربع الأخير، وقد ينهار الفندق بعد بنائه بأيام عدة وتبقى أطلاله تذكرنا بفساد من بنوه كما هو الحال مع الهياكل الحديدية للمدارس التي تقف شامخة في أنحاء متفرقة من بغداد  دون أن يرف شارب احد المسؤولين الكرام لمحاسبة المفسدين باستغلال المال العام وهدره. وتقوم بعض الدول العربية بصرف مبالغ طائلة لتحلية مياه بحارها المالحة لتكون صالحة للشرب مثل الأردن والسعودية التي توجد فيها أكثر من عشرين محطة لتحلية المياه ، ورغم أننا في العراق لسنا بحاجة إلى محطات تحلية لوجود نهري دجلة والفرات، إلا أن الكثير من تقارير الخبراء الأجانب  أكدت أن مياههما غير صالحة للاستحمام وليس للشرب فقط ، بسبب التلوث البيئي، فيما أشارت وزارة البيئة في تقريرها الأخير  إلى أن تفجيرات أنابيب النفط وتسربها إلى مياه النهر أدى إلى تفاعل مكوناتها مع المياه تسبب أمراضاً سرطانية خطيرة، وعليه ستقوم وزارة الصحة ببث إعلان مدفوع الثمن وعبر شاشات القنوات الفضائية تقول فيه" عزيزي المواطن اغسل الماء جيدا قبل شربه" والآن عزيزي القارئ اترك لك فرصة تخيل أحداث مشابهة أخرى وقعت  في مكان آخر من سطح الكرة الأرضية ومقارنتها  بما يجري عندنا، الذي فاق  حدود التصور.   كتب بتأريخ :  الإثنين 09-04-2012     عدد القراء :  1546       عدد التعليقات : 0