قبل يومين...عند تسع من السنوات
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

تكاد أن تتهالك بقايا الفرح على رموش عينيك، مادام  أوار الحزن لا يخفت في روحك الطرية، وما دامت سنوات العمر تمر سراعا، وبئر اليأس تكبر بين أصابعك، فلا تـُلوح بتحية الصباح لوطن أبتلى بحكام يذبحونه كل يوم ألف مرة، دون وازع من ضمير، أو استحياء من تاريخ، أو بقايا وفاء لهواء امتلأت به خلاياهم، ولكن من أين لهم بكل هذا؟؟ وهم لا يتوانون من شحذ سكاكينهم في جسد هذا الوطن، كي يرتوي ظمأهم من سرقة خيراته، وهل يرتوي ظمأهم حقا؟؟ سيما وكل شيء مباح لهم في السر والعلن، يتناسون سنوات الضيم التي مرت على عيني َّ هذا الوطن، لهذا تراهم  يمعنون في تراكم ضيمه، مثلما يتناسون بكاءهم على جراح الوطن، لهذا تراهم يزيدون جراحه عمقا وطولا، وهم يعرفون أن الزمن يعبر على مساحة الوطن دون أن يؤشر على دالة تطور واحدة، فقبل يومين وعند تسع من السنوات، كان هاجس الجميع أن تبتسم عيون هذا الوطن، قبل أن تبتسم شفاه أطفاله.
تكاد أن تتهالك بقايا الفرح على رموش عينيك، مادام  أوار الحزن لا يخفت في روحك الطرية، وما دامت سنوات العمر تمر سرعا، وبئر اليأس تكبر بين أصابعك، فلا تـُلوح بتحية الصباح لوطن جزع من حكامه، وتبرأ منهم أما نجوم السماء، لأنهم ساهموا في ضياعه، وزادوا على ذلك سنوات ضيمه، فقبل يومين وعند تسع من السنوات، كادت أن تبتسم عيونه ولكنهم ذبحوها، نعم ذبحوها بطائفيتهم، بسرقاتهم، بتواطؤهم مع الذين ينهبون خيراته، بخلافتهم من أجل مصالحهم، قبل يومين وعند تسع من السنوات راهن الزمن على مصداقية حكام العراق، وقد كسب الزمن الرهان وخسر الوطن، لأنهم لم يفوا بما تعهدوا به قبل تسع من السنوات، ربما لا يعني الزمن لحكام العراق، بقدر ما يعني لهم استمرار بقاءهم على كرسي الحكم، ولكن الزمن يا حكامنا يعني الكثير للوطن، فها هي تسع من السنوات قد مرت قبل يومين، وما زال أطفال العراق ونساءه وشيوخه وشبابه يستحمون ببحر من الحرمان كل يوم، وينزفون سنوات عمرهم في ضياع أنتم ومن أخلفتم مسؤولون عنه.
تكاد أن تتهالك بقايا الفرح على رموش عينيك، مادام  أوار الحزن لا يخفت في روحك الطرية، فرغم سنوات العمر التي تمر سراعا، إلا أنك ستظلين تلك المهرة التي تغري الجميع بالرهان عليها، لأن الحزن مهما تصاعد أواره في روحك، ستبقى عيناك تنظر إلى المدى البعيد ... البعيد ..كي تغرق رموشك بالفرح.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 11-04-2012     عدد القراء :  1636       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced