صباح هذا اليوم، الثالث عشر من نيسان 2012، فارقنا بهدوء كهدوء طبعه ورقته الفنان الكبير والمفكر والمبدع العراقي محمود صبري. فارقتنا هذه الشخصية الفريدة في طبعها وفي قيمها الفنية والاخلاقية والانسانية والفلسفية والسياسية، ولكنها تركت كنزاً وإرثاً رفيعاً من التراث الفني العميق ومن الآراء والمواقف التي ستبقى ركناً أساسياً في التراث الثقافي والفني والفكري لوادي الرافدين. فالخالد محمود صبري رسم صور حية لطموح الشعب العراقي للتجديد والتنوير والحياة الحرة الكريمة، وسلط الضوء وفضح كل الأساليب الاستبدادية التي تحرم الإنسان العراقي من حريته وتعرقل انطلاقته نحو بناء عراق مزدهر ومصدر إبداع وتنوير، عراق خال من العسف والقهر والقيم المتخلفة، عراق قادر على الإسهام في ركب الحضارة الإنسانية والإبداع الثقافي والفني وكل مجالات الحضارة البشرية. وهذا ما قاده إلى خيار الإلتحاق بالحزب الشيوعي العراقي بإعتباره حاضنة الثقافة والتنوير والتحرر من القيود بمختلف أشكالها.
لقد أرسى فقيدنا الغالي محمود صبري مدرسة جديدة في الفن، فكان جريئاً في الدعوة إلى التجديد في هذا المجال الإنساني الإبداعي. وغدا سباقاً في الربط بين الابداع الفني وبين ميادين البحث العلمي والتي تبلورت في "نظرية الكم". وأغنى التراث العراقي والعالمي بالكثير من اللوحات الفنية الرائعة‘ إضافة إلى المقالات التي تتناول الشأن الفني والسياسي والإجتماعي.
ذكراك ستبقى خالدة في صميم قلوبنا وفي قلوب كل من عشق فنك وتعرف على شخصيتك الرائعة وطبعك الدمث وحبك لهذا البلد العزيز. لك المجد يا أبا ياسمين، والتعازي للوسط الفني والفكري العراق، ولعائلة فناننا الكبير، ياسمين ومحمد، ولعائلته الأكبر من محبية وأصدقائه ومعارفه.
13/4/2012
كتب بتأريخ : الجمعة 13-04-2012
عدد القراء : 1697
عدد التعليقات : 0
وداعاً يا صاحب المانيفستو..الفنان والمفكر محمود صبري
