حرب المياه أقسى من حرب السلاح
بقلم : ماجد فيادي
العودة الى صفحة المقالات




في خبر نشرته السومرية نيوز بتاريخ 16 أبرل 2012، يشير الى لقاء السيد همام حمودي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي مع السفير التركي لدى بغداد، قد اوضح الثاني للأول، بأن طبيعة سد اليسو لن يؤثر على المياه الجارية في نهر دجلة، وفي المقابل دعت اللجنة السفير التركي لزيارتها وتقديم توضيحات أوفى عن المشروع.

هذا الخبر ليس بالعادي، فقد جاء في وقت الخلافات والتجاذبات بين الحكومة التركية والعراقية حول مشكلة السيد طارق الهاشمي، الذي استقر كما يبدو في تركيا، ورغبة التحالف الوطني باستعادته، في نفس السياق فالخلافات بين دولة القانون وإقليم كردستان لا تبتعد عن إمكانية لعب تركيا دوراً هاما فيها، كذلك الدور التركي في اللعبة الطائفية بالعراق، التي تسعى من خلالها لإفشال الممثل الشيعي في إدارة دفة الحكم بالعراق، في حين تسعى الأحزاب ذات الطابع الشيعي الى فرض وجودها وتقديم الدليل الملموس لمؤيديها في قدرتها على كسر الغريم السني والقومي الكردي، ولان زمام الامور في العراق بيد التحالف الوطني، نجده يسعى بكل ما يمكنه الى تنفيذ مخططاته، لإقاف مخططات غرمائه.

من مبادئ العمل السياسي أن تبحث بنفسك عن مصادر المعلومات حول أي قضية تضر بمصالح البلد، ولا تأخذها ممن يحاول سرقة ثرواتك، لهذا كان على السيد همام حمودي ولجنته، أن تلجئ الى معرفة طبيعة بناء سد اليسو ممن له المصلحة في عدم قيام السد، وهم متواجدين بكثرة في العالم، ولو سلمنا أن لجنة العلاقات الخارجية تحاول اللعب مع الجانب التركي لحين تحقيق هدفها، فإن هذا الإجراء خاطئ تماما، لان تركيا تحتاج الى الزمن لتنفيذ سد اليسو ومن ثم ليفعل العراق ما يريد. في جوهر القضية مجرد طرح الموضوع على تركيا بهذا الشكل يعد تخلف سياسي، لأنها تريد هكذا طرح غير علمي يقدمه سياسيين بمعلومات ناقصة، وهذا ما تفعله تركيا منذ زمن بعيد، فهي في كل لقاء تأتي بسياسيين يكذبون كل ما يطرحه العراق من مخاوف تجاه سياسة تركيا المائية، ولنا في لقاءات الدكتور حسن الجنابي سفير العراق لدى منظمة الفاو، مع وفود كل من تركيا وايران الدليل على ذلك. كيف يمكن للسيد همام حمودي أن يتسائل عن طبيعة سد اليسو، وإن كان سيؤثر على مياه دجلة، ألا يرى ماذا فعلت سدود اتاتورك في نهر الفرات، لماذا يتوقع من سد اليسو أن يكون مختلف؟ ألا يعلم أن تركيا تسعى لبناء ستمائة سد في أراضيها، ماذا يمكن لهذه السدود أن تفعل؟

في أحد فعاليات مهرجان الزهاوي لحماية مياه دجلة والفرات في المانيا، تقدمت بسؤال للدكتور بدر الجبوري المنسق العام للمهرجان، هل يمكن لتركيا أن تكتفي من المياه بعد إكمال سياستها المائية مع آخر سد تبنيه، وبعدها يعود تدفق المياه الى العراق بشكل طبيعي؟ يقول ”أننا لا نعلم متى سيكون آخر سد، ومع هذا السد سوف لا يصل الى العراق غير مياه الصناعة الملوثة والمياه التي تطلق لتوليد الطاقة الكهربائية“ ثم سألت بروفسور يونكر أستاذ القانون الدولي والمتبني للمهرجان، هل على أوربا أن تتهيأ لاستقبال ملايين العراقيين المهاجرين بسبب شحت المياه؟ يقول ”إن أوربا منشغلة بمشاكلها وهي غير متفرغة لحل مشاكل العراق، لذلك عليكم أن يحلوا مشاكلم بأنفسكم“.

إذا كان السيد همام حمودي بحاجة الى معلومات حول طبيعة سد اليسو، لماذا لم يتصل بالمقيمين على مهرجان الزهاوي في المانيا، لماذا لم يدعم هذا المهرجان لفضح سياسة تركيا وايران المائية، لماذا عندما قامت قناة العراقية الفضائية بتغطية أحد فعاليات المهرجان لم تشير الى اسم الديوان الشرقي الغربي الذي ينظم الفعالية، لماذا عندما اتصل المكتب الاستشاري الزراعي لمجلس الوزراء طلب المحاضرات التي القيت دون أن يطلب التنسيق مع الديوان، بالرغم من العرض الذي قدمه لتطوير هذا المهرجان عالميا، الى أي حال وصل العراق؟؟؟

يحصل مهرجان الزهاوي لحماية نهري دجلة والفرات يوميا دعما متزايدا من قبل عراقيين همهم الدفاع عن مصالح الشعب العراقي، باذلين أموالهم ووقتهم من اجل إعادة حق العراقيين بمياههم، وينظم إليهم يومياً منظمات وأفراد من كل دول العالم دفاعاً عن البيئة وعن مهد الحضارات وعن الشعب العراقي.

يتحمل المسئولية كل الأطراف فلجنة العلاقات الخارجية فيها من كل الوان البرلمان، والحكومة فيها كل مكونات الشعب العراقي (كما يحبون أن يسموها) الرئيس مناضل كردي، رئيس الوزراء مناضل شيعي، رئيس البرلمان مناضل سني، يعني الكل متضررة من شحت المياه في العراق، فماذا ينتظرون؟؟؟

غداً قنينة ماء ستعادل برميل نفط

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 18-04-2012     عدد القراء :  1728       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced