قرار الحق والعدل والقانون ....
بقلم : جمعة عبد الله
العودة الى صفحة المقالات

دخل الحزب الشيوعي العراقي في الحياة السياسية بقوة وعنفوان منطلقاً من المبادئ الانسانية في الدفاع عن حقوق المظلومين وعن الشرائح المسحوقة بالظلم والطغيان والحرمان . وصار بحق لسان حالها والمعبر الحقيقي عن مطامحها وتطلعاتها في الحياة الرغيدة وفي الحياة الديموقراطية يسودها العدل والحق والقانون.

وقد خاض نضالاً شرساً وعنيداً عبر تأريخه المجيد . لم يثني عزيمته سلطة القمع والارهاب والملاحقات الامنية , ورغم الحرمان والتشرد واسقاط المواطنة , بل واصل دفاعه المستميت ضد كل عهود الطغيان . وقدم على معبد الحرية الاف الشهداء الابرار .. ولم تثبط عزيمته النضالية جملة من القوانين الفاشية التي تمنع او تحرم نشاطه وحتى في التصفية الجسدية والتلويح بالارهاب الوحشي . ولم يساوم على مصالح الشعب وحقوقه المشروعة , وبهذا سمي بحزب الشهداء في مقارعته الباسلة التي ارعبت اعدائه واثارت الخوف والقلق من هذه الصلابة الفولاذية .

ولم يتهاون في الدفاع عن مصالح الوطن والشعب العادلة . ولم يساوم او يتبادل الصفقات السياسية من اجل المال او الشهرة او السلطة او الجاه او النفوذ . في نضاله العنيد رغم الزخم الاعلامي الهائل الذي تملكه السلطات المستبدة . ورغم الحملات الاعلامية المعادية والتي تهدف الى ابعاد الحزب من المشهد السياسي , او من الحياة السياسية وحصره في زاوية ضيقة حتى يسهل الانقضاض عليه كالغربان المسعورة والمتعطشة الى الدماء ..

لقد حاولت كل العهود ومنها عهد المقبور ( صدام ) تصفية الحزب وابادته من خلال حملات الارهاب وكذلك بالاعلام المسموم بتصوير وخلق تصور مخزي بان العلمانية والالحاد والماركيسية هي امراض خبيثة يجب القضاء عليها وانقاذ شعبنا من شرورها , او ان هذه الافكار غريبة ودخيلة على مجتمعنا المسلم وتتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا العربية الاصيلة ويجب تحصين شبابنا من التلوث بها .

لقد فشلت هذه التخرصات الرخيصة والمضللة والمسعورة بروح الحقد والعداء . وكان الحزب يخرج بعد كل ازمة او عاصفة شعواء اصلب عودا واقوى همة في النضال واكثر مناعة ويمزق حسابات اعداءه بتصفيته وابادته . رغم استشهاد الكثير من مناضليه الابطال .

ان الحزب الشيوعي يحمل اكسير الحياة والخلود . لانه ملح هذه الارض الطيبة.. انه دجلة والفرات وبساتين النخيل , ولا يمكن لاية قوة مهما بلغ حجمها وجبروتها ان تبعد الحزب عن رئة الشعب وعن لسان الشعب الصادق والنزيه عن مطالبته بوطن حر وشعب سعيد .

هذا الشموخ العالي مدعاة فخر واعتزاز لكل وطني حريص على مصالح الشعب وتطلعاته المشروعة في اقامة الديموقراطية ودولة الحق والقانون وانصاف المظلومين ومحاربة سرطان الفساد والسير بالشعب نحو مستقبل افضل ..

اذا كان الحزب قد ظلم في الانتخابات الاخيرة , فان هذا يعود لعدة اسباب خارجة عن ارادته ومن جملتها , انه لا يملك الاموال الطائلة ولا يملك امبراطوريات من الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية . وبسبب القانون الانتخابي الذي لا يمت باية صلة بالديموقراطية وفيه من العيوب الكثيرة . , انه مفصل على قياسات الاطراف التي هي نتاج الطائفية . وهذا الواقع المرير يوضح ذلك باحسن صورة من مطاحنات سياسية الى تناحر الى استخدام لغة التهديد والوعيد الى الصراع على السلطة والجاه والمال والنفوذ , وهذه بعيدة كل البعد عن مشاكل الشعب والازمات التي تصيبه من كل جانب حتى اوصلوا العملية السياسية الى نفق مظلم او الى مخاطر حقيقة تهدد العراق بمستقبل مجهول . بعد كل هذه المعاناة الصعبة من يصدقهم في اطلاق وعود جديدة . من يصدق نيتهم في بناء العراق الجديد الخالي من الظلم والمعاناة . من يصدقهم بانهم حريصون على اموال العراق وقد نهبوا الاموال الى جهات مجهولة وصاروا من اصحاب الارصدة الضخمة في البنوك وحولوا العراق الغني والذي يملك اكبر ميزانية مالية في الشرق الاوسط وباستطاعتها ان تحل الكثير من المشاكل التي يعاني منها المواطن , لكن بغياب اليد النزيهة الحريصة .، يد الاخلاص والكفاءة ، اليد التي تشعر بالمسؤولية تجاه هذا الشعب . أن مسؤولية الشعب تقع على عاتق ابناءه البررة وهم كثيرون في هذا الشعب الطيب صاحب اعرق حضارة في التأريخ وهي حضارة وادي الرافدين . وقد ضرب لنا مثالا رائعا في قول الحق والعدل ذلك القاضي الشجاع الذي مثل القانون العراقي باروع صوره الزاهية وهو الاستاذ القاضي (سالم رضوان الموسوي) قاضي محكمة الكرادة في قراره العادل والشجاع برد الحق الى المظلوم . برد الحق الى كل مظلوم من النظام المقبور . وهو رد اعتبار لكل شيوعي لكل وطني غيور على الشعب .انه تكريم لكل شهيد شيوعي ولكل وطني جسور ولكل شهيد سقط في سوح النضال .

ان هذا القرار اعتراف حقيقي بنضال الشيوعيين وشهادة اعتراف بنزاهة الشيوعيين وبصدق نضالهم الخالي من المطامح الذاتية ,وهو يؤكد بان نضال الحزب الشيوعي هو صمام الامان لخدمة اهداف الشعب . هو صمام الامان للديموقراطية والعدل والحق ومحاربة الفساد ..هو صمام الامان من اجل حرية التعبير والتظاهر السلمي .. صمام الامان لانقاذ شعبنا من السقوط مجددا في براثن البعث الفاشي .

نعم ان نضال الحزب قاسي ومحفوف بالمخاطر والصعاب لكن كما قال الامام علي (ع ) لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه .

  كتب بتأريخ :  الخميس 19-04-2012     عدد القراء :  1793       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced