الوطنية والديمقراطية هما الحل...!
بقلم : محمد الكحط
العودة الى صفحة المقالات

أن شبح الطائفية والعنصرية يلوح في الأفق، ويهدد بأنهيار الدولة العراقية، فما أنتم فاعلون...؟

من يوم لآخر يزداد الوضع سوءا، وتتعمق الأزمة السياسية، بين الفرقاء وممن يمسكون سلطة القرار السياسي في العراق، وللأسف جميعهم لا يجيدون قيادة البلد، بل أنهم يتوجهون به نحو الجحيم، لسبب بسيط، كونهم لا يمثلون إلا مصالحهم الضيقة ولأبعد الحدود لا يفكرون إلا بطائفتهم أو قوميتهم أو حتى قبيلتهم أو عشيرتهم أو عائلتهم، وقد ابتعدت الروح والقيم الوطنية العليا ولم تعد ببال هؤلاء، مما يضيق بفسحة الأمل من تحقيق أماني الشعب الذي عانى الكثير ولم يعد يتحمل أكثر من ظلم وتهميش وإجحاف وقهر وبؤس وفقر ومعاناة وتجهيل، ولا أحد من القادة يحس به ويكترث لمعاناته، وها قد وصلت القوى السياسية إلى مأزق لا تحسد عليه من عدم الثقة والصراع غير المبدئي وغير الأخلاقي حتى، فالتنابز والشتائم والافتراء والتهم الجاهزة وحتى التهديد العلني والمبطن، وافتعال الأزمات، بل حتى القيام أو التشجيع على الأعمال الإرهابية، فهل يمكن لأي مواطن شريف بعد اليوم يثق بأحد من هؤلاء القادة...، فما هو الحل، هل نلجأ إلى تقسيم العراق إلى عشرين قسم وندع كل قسم يتصارع لوحده ونقف متفرجين؟؟؟، أم نترك الوضع كما هو عليه لحين مجئ الفرج من المجهول، لقد وصل الصراع إلى أقصى مداه، فهذا يدعي ان البترول من حقه والآخر هذه المحافظة له وهذه البقعة تابعة له وهذا الغاز أو الفوسفات من نصيبه، فأي تفكير هذا، وأي تخلف وسذاجة تلك، هل أنتم حقا عراقيون وتدعون حصركم على العراق ووحدته ووحدة وسعادة شعبه، كلا وألف كلا، العراق ملك الجميع وخيراته ملك الجميع وهذا ما يقره الدستور، مشكلتكم بدأت مع تشكيل الدولة العراقية بعد انهيار الدكتاتورية، وساهم المعتوه بول بريمر بتأسيسها على أساس الطائفية والعرقية وسياسة المحاصصة سيئة الصيت، وهو بذلك أرسى هذا النهج خدمة لمصالح بلاده الإستراتيجية، ومن المبدأ الاستعماري "فرق تسد"، واليوم تجني هذه القوى ثمرة هذا النهج المدمر، والأنكى من ذلك أن معظمهم يتمسك بهذا النهج، نهج المحاصصة الطائفية والعرقية المقيت.

على الجميع أن يدرك ان العالم يسير إلى الأمام، والقيم الإنسانية تتوطد في بقاع كبيرة، أما التخلف والارتداد إلى الوراء، فعاد محصورا بالدول النامية التي للأسف تصر على البقاء تحت خانة التخلف، فها هي أوربا وبعد قرونٍ من الحروب والاقتتال، تتوحد وتلغي الحدود والعملات الخاصة، وتجد لها برلمانا وحكومة واحدة وتتقارب شعوبها يوما بعد يوم، وذلك بعد أن استوعبوا الدرس من الماضي، وفهموا أننا جميعا بشر نعيش في بقعة واحدة، رغم أنهم من قوميات وأديان وطوائف لا تعد ولا تحصى، وليس هنالك ما يدعو إلى الخلاف والتصارع، وها هم يتقدمون إلى الأمام، فكيف نحن أبناء البلد الواحد والتاريخ الواحد...؟
أليس نحن الأوجب أن نتحد ونتكاتف لنبني بلدنا ونخدم شعبنا المنكوب؟
فمن هو حريص على العراق واستقلاله وسيادته وتقدمه ونهضته، عليه ان يقف من المصلحة الوطنية والنهج الوطني، والنهج الديمقراطي الذي يؤكد الجميع أنهم يؤيدوه، لكنهم للأسف لا ينتهجوه، فهل نعود لعهد الطغيان والجهالة وعدم احترام حقوق الإنسان والحريات العامة، وهل نبعد الوطنيين من المثقفين وذوي الخبرة والعلماء والمختصين والاكاديميين، ونترك لأشباه الأميين بقيادة البلد تحت طائلة المحاصصة لينهبوا ويسرقوا ويبددوا خيرات البلد، ويقودوها إلى المجهول.

انه من النادر ان نجد بلدا في العالم ليس فيه تعدد قومي وعرقي، وهذه ميزة إيجابية لو تم فهمها بشكلها الصحيح، فهل كلها تتصارع على السلطة والنفوذ والغنائم...؟؟؟، طبعا لا، عدا بعض الاستثناءات في دولٍ لا زالت تعاني أيضا من التخلف، ويقودها أناس جهلة أو عنصريون أو طائفيون، فها هي الصين واليابان ومعظم الدول في شرق آسيا، كم عرق وقومية وطائفة في كل منها، فهل نتوه نحن راكضين خلف وهم الطائفة والقومية...أم نتلمس الطريق الصحيح، طريق الوطنية والديمقراطية والوحدة الوطنية والمساواة في الواجبات والحقوق، وتوطيد وحدة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي، والعمل بيدٍ واحدة دون غرور ونرجسية وأنانية، بل بروح الحرص على كل ماهو جميل ويجمع أبناء شعبنا، والابتعاد على كل ما هو ذاتي وأناني والتخلي عن النفاق والدجل وكشف المرابين والذين يخدمون المصالح غير الوطنية، ويضعون يدهم من الأجانب أو مع الإرهابيين.

مدوا الأيادي لكل الوطنيين والغيورين والمخلصين من كل الطوائف والأعراق والانتماءات السياسية المختلفة، أفسحوا المجال للأفكار الوطنية في التعليم والإعلام والثقافة، ربوا الكوادر الحكومية صغيرها وكبيرها من جميع مكونات شعبنا بروح الوطنية والديمقراطية، وأبعدوا العنصريين والطائفيين والمرتشين والسراق ورافعي أفكار نفايات الفكر العدمي والدكتاتوري.
فكلنا عراقيون، وإذا أردنا ان نحمل الهوية العراقية علينا ان ندرك، أن التركمان هم العراق والكرد هم العراق والعرب هم العراق والأيزيدية هم العراق والمندائيون هم العراق والشبك هم العراق والشيعة هم العراق والسنة هم العراق، أما الكلدان والسريان والآشوريين فهم أصل العراق وتاريخه العريق، فهذا هو العراق حضارته وثقافته فسيفساء زاهية متعددة الألوان، فلنجعل من ذلك التاريخ أرضا صلبة لوحدتنا وقوتنا، لنبني حضارة حداثوية موازية لتلك الحضارة القديمة لنكون جديرون بأن نحمل سماتها ونتباهى بها، فهل نحن جديرون بحمل حضارة أبناء وادي الرافدين العتيدة...؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 23-04-2012     عدد القراء :  1614       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced