متى تأخذ المرأة فرصتها في العمل؟
بقلم : نهلة ناصر
العودة الى صفحة المقالات


عند مطالعتي اخبار اليوم قرأت ان رئيسة لجنة المرأة في البرلمان السيدة انتصار الجبوري عزت تعرض الأسر التي تعيلها نساء للحرمان اكثر من الأسر الاخرى، إلى انحسار التخصيصات اللازمة للمرأة وضعف الدعم الحكومي المقدم لها. وصرحت لـ"طريق الشعب" ان لجنتها "اقترحت توسيع شمول الأرامل بمنحة الضمان الاجتماعي الـ 100 ألف، التي تعد قليلة، لكن لم يحصل ذلك، حيث لم تتم الاستجابة لما اقترحناه للموازنة في مجالات المرأة والأسرة والطفولة". مشيرة إلى أن "العمليات الارهابية تزيد من أعداد الأرامل وتزيد من تدهور وضع النساء".
كل ما ذكر ربما صحيح وواقعي ولكنها لم تعزو تعرض الاسر التي ترأسها النساء للحرمان التضييق على المرأة في الحصول على فرص عمل افضل مما هي عليه الان، وبالتالي يكون مدخولها اكبر فتعيش حياة افضل هي وعائلتها.
المرأة العراقية شجاعة وقد اثبتت الايام ذلك، فهي قادرة على الخوض في مجالات العمل المختلفة، ولكن من يسمح لها بذلك؟ فالعادات والتقاليد التي تحاصرها تمنعها من الانخراط في مجالات كثيرة كالشرطة مثلا. وما الاعداد القليلة الموجودة في هذا القطاع الا تحدٍ من قبل النساء للدخول والعمل فيه، وللظروف القاهرة التي اجبرتهن على العمل في مجال الشرطة والداخلية كمفتشات في استعلامات الدوائر. ولو سألنا اية واحدة منهن – وقد فعلنا ذلك - لقالت انها تفضل العمل في مكان آخر اكثر احتراماً لها، لتفادي نظرة الانتقاص التي تواجه بها من قبل الاخرين بسبب طبيعة عملها. وقد اتهمت مرات كثيرة بأنها تعمل لقوات الاحتلال، وهذا امر يعرفه كثيرون.
ولعل الجبوري اصابت الحقيقة عندما قالت: انه "بالرغم من كون الدستور نص على تكافؤ الفرص، لكن من حيث التطبيق نرى أن الكثير من المدراء العامين يفضلون تعيين الرجال، معللين ذلك بأن المرأة تتزوج وتحصل على إجازة حمل وولادة وأمومة، ما يعيق تنفيذ عملها بحسب ادعائهم، ولذا يفضلون عنصر الرجال على العنصر النسوي، بعيداً عن الدستور والقانون"، داعية الى"مكافحة التمييز بين الرجل والمرأة والاعتراف بكفاءة المرأة في الميادين كافة ". وهذا يثبت حقيقة ان هناك تمييزاً قائماً يعيق عمل المرأة بحريتها لتختار المجال الذي ترغب العمل فيه. حتى الاميات، او اللاتي لم يكملن تعليمهن، بامكانهن الحصول على فرص افضل، خاصة اذا تم تأهيلهن في دورات للخياطة او الحلاقة او الحاسوب او السياقة، فيصبح باستطاعة المرأة ان تتخذ لها مكاناً وسط سوق العمل فتعمل وتنتج ليتحسن مستوى معيشتها الذي يكون مردوده ايجابيا على نفسها واسرتها، وبالتأكيد على المجتمع ككل. ولكن نسأل: متى يشعر المسؤولون ان للمرأة حقا في الحياة، وعليهم ان يقفوا الى جانبها بوجه التقاليد البالية التي لم ولن تكون عاملا للتقدم والتطور والعيش بسلام؟!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 24-04-2012     عدد القراء :  1652       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced