التوجه الاستراتيجي في فعاليات المؤتمر الثاني للتعليم المهني
بقلم : • المهندس لطيف عبد سالم العكيلي
العودة الى صفحة المقالات

تحت شعار التعليم المهني ( بناء ، جودة ، إبداع ) ، وبرعاية معالي وزير التربية الأستاذ الدكتور محمد علي تميم ، أقامت المديرية العامة للتعليم المهني على قاعة إعدادية الخوارزمي ببغداد مؤتمرها الثاني الذي تواصلت فعالياته ليومين متتاليين وشاركت فيه قيادات إدارة التعليم المهني ، إضافة إلى اغلب مديرو الأقسام المهنية في محافظات العراق .وقد افتتح المؤتمر بتلاوة أي من الذكر الحكيم ، أعقبها وقوف الحاضرين لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق ، ثم أنشدت عدد من طالبات إعدادية السيدية المهنية النشيد الوطني بمصاحبة عرض تقديمي في خلفية المسرح يظهر معالم البهجة والفرح . وبعد الترحيب بضيوف المؤتمر ، قدم الاختصاصي التربوي الأستاذ حسين علاوي فالح رئيس اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر موجز عن المؤتمرات التي حققتها المديرية العامة للتأهيل المهني بمصاحبة تسجيل فيلمي يوثق ابرز انجازات المديرية العامة للتعليم المهني التي تحققت في الفترة التي أعقبت انعقاد المؤتمر الأول . وأشار السيد علاوي إلى محاور المؤتمر الرئيسة الثلاث التي تمحور أولها حول المراجعة الشاملة للتوصيات التي خرج بها المؤتمر الأول الذي يشار أليه باسم ( مؤتمر النهوض والتطوير ) من خلال دراسة ما تم تنفيذه من انجازات ، إضافة إلى تلمس ما واجه المديرية من إخفاقات على صعيد التطبيق العملي ، في حين اهتم المحور الثاني بدراسة التجارب الحديثة التي اهتدت إليها المديرية العامة للتأهيل المهني في المدة المحصورة بين المؤتمرين الأول والثاني ؛ من اجل تقويمها والتعرف على ايجابية نتائجها ، فضلا عما اعتراها من سلبيات وصعوبات . وقد ركز المحور الأخير على موضوع التطوير والبحث عن البرامج والآليات التي بوسعها تطوير واقع التعليم المهني عبر مجموعة من ورقات العمل . وبعد أن فرغ الأستاذ حسين علاوي من عرضه المكثف لما حققته المديرية من انجازات ، اعتلى المنصة الأستاذ سعد إبراهيم عبد الرحيم المدير العام للتعليم المهني لإلقاء كلمته التي بين فيها أن الغاية من عقد هذا المؤتمر هو وضع خارطة طريق لمستقبل التعليم المهني من خلال العمل على توثيق الارتباط بين التعليم المهني ومجالات العمل والإنتاج والبحث عن الظروف المؤاتية للإبداع ، وما يستلزمه من سعي لتبني نمط تعليمي يتميز بالكفاءة والمهنية العالية والجودة . وفي كلمته بافتتاحية المؤتمر ، أشار الدكتور عماد حازم الجنابي ممثل معهد إعداد المدربين التقنيين إلى أن بداياتنا في مجال التعليم المهني كانت قد سبقت تجارب اغلب من حولنا ، ومايزال بلدنا يمتلك من القدرات والتجارب ما يسهم بتنمية التعليم المهني وتطوير مفاصله . وتضمنت آخر الفعاليات التي سبقت جلسة العمل الاولى عرض  موجز لدراسات وبحوث ومحاور المؤتمر قدمه الدكتور عبد الرحيم مكطوف عضو اللجنة المشرفة على أعمال المؤتمر . وبعد استراحة قصيرة أعقبت ختام حفل الافتتاح ، بدأت  فعاليات اولى جلسات المؤتمر البحثية التي بلغت ست جلسات عمل عرضت فيها على مدى يومين متتاليين ( 18 ) بحث . وقد عبرت البحوث المشاركة في المؤتمر عن الملامح العامة لإستراتيجية تطوير التعليم المهني في العراق على وفق المعايير الدولية المعتمدة ؛ بالنظر لفاعلية ما عرض من رؤى وسياسات واليات مقترحة في تنمية واقع التعليم المهني وتطوير آفاقه بما ينسجم مع التطورات الكبيرة التي شهدها هذا النوع من التعليم في البلدان المتقدمة . وتتضح أهمية فعاليات المؤتمر من خلال المواضيع التي تمحورت حولها البحوث المشاركة بجلسات المؤتمر ، ومن جملتها إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها في التعليم المهني ، مفهوم إدارة الصف وتطبيقه في التعليم المهني ، التوجه الاستراتيجي للتعليم المهني ، مفهوم المهارات الحياتية وتطبيقه في التعليم المهني ، آفاق التطوير المقترح في مفاصل التعليم المهني ، آفاق تطوير التعليم الزراعي في التعليم المهني ، ثقافة العمل وأساليب التوجيه المهني ، والتوافق بين مخرجات التعليم والتدريب التقني والمهني ومتطلبات سوق العمل . وفي نهاية المؤتمر أقرت التوصيات التي افرزها المؤتمر بالاستناد على ما عرض من محاور رئيسة لمهمة تطوير العمل بمجال التعليم المهني في الورقات البحثية والمناقشات المعمقة التي حظيت بها . وعلى هامش المؤتمر استطلعنا آراء بعض السادة من إدارة التعليم المهني ، حيث أشار الأستاذ سعد إبراهيم عبد الرحيم مدير التعليم المهني إلى أن أهمية هذا المؤتمر تأتي من ضرورة اعتماد النخطيط المنظم  لمستقبل التعليم المهني في العراق من خلال المراجعة الشاملة لما تم انجازه من توصيات المؤتمر الأول الذي عقد العام الماضي ، ولاسيما النتائج التي أفرزتها عملية تطبيق التجارب الحديثة التي تم العمل بها خلال المدة الماضية والسلبيات التي رافقتها ؛ لغرض الخروج بسياسات جديدة بمقدورها النهوض بواقع التعليم المهني . وبخصوص أوراق عمل المؤتمر ، بين الأستاذ حسين علاوي فالح رئيس اللجنة التحضيرية أن مواضيعها تمحورت حول الفروع والاختصاصات التي استحدثت وطبقت في المدارس المهنية خلال المرحلة المنصرمة ،التي من جملتها :  برنامج التلمذة المهنية الذي طبق في بعض المدارس المهنية خلال المرحلة المنصرمة ، خلفية وأهداف برنامج تعرف إلى عالم الأعمال ( الكاب ) المطبق في بعض المدارس المهنية ، واستخدام بطاقة التمارين كطريقة للتدريب العملي في الورش العملية بالمدارس الصناعية . وأردف قائلا ان قطاع التعليم المهني بحاجة إلى زيادة تخصيصاته ؛ لاعتماد الدراسة فيه على الورش ومجموعة الأجهزة والمعدات الفنية التي تعد من مستلزمات إعداد الكوادر الوسطية التي تضخها مدارس التعليم المهني الى مختلف الوزارات والمؤسسات . وحول مجالات تعاون  المديرية العامة للتعليم المهني مع إدارات القطاعات الاخرى ، اوضح الاختصاصي التربوي الاستاذ يحيى عبد حبيب عضو لجنة المؤتمر التحضيرية ان هناك تعاون مثمر وتنسيق فعال مع بعض الوزارات ، ومن جملة ذلك مساهمة وزارت التعليم العالي والبحث العلمي ، الصناعة ، الزراعة ، وهيئة المعاهد الفنية في اعداد المناهج الجديدة لمدارسنا من اجل موائمة متطلبات العمل . وأضاف إن الآمل يحدونا بزيادة عدد التجارب الحديثة في برامج عملنا ؛ لخلق حالة إضافية تمكننا من عبور ما أقمناه من بنى تحتية ، وفي مقدمة ذلك بناء وإدخال الجودة الشاملة عبر دراسات تتضمن طرائق تدريس حديثة تتناسب مع ما يجري في الدول المتقدمة . وحول ضرورات تطوير التعليم المهني أكد المهندس حامد العبودي مدير التدريب والاستثمار في المديرية العامة للتعليم لمهني ادخال برامج تطويرية تهتم بربط التعليم المهني مع احتياجات سوق العمل ، من جملتها التدريب المبني على الكفاءة الذي جرى تطبيقه في السنة الماضية ، إضافة إلى التعليم المزدوج الذي يستهدف تدريب الطلبة في المنشات والمصانع . وعن أهمية هذه الفعالية اشار الاختصاصي التربوي الأستاذ عدنان كاظم الساعدي مدير إعلام المؤتمر إلى أن هذا المؤتمر ا يشكل نقلة نوعية بمسيرة التعليم المهني في العراق ؛ لتركيز محاوره حول برامج ورؤى تسهم بتوثيق الارتباط بين التعليم المهني ومجالات العمل والإنتاج ، إضافة إلى إيجاد الظروف المؤاتية للإبداع عن طريق تبني نمط تعليمي يتميز بالكفاءة والمهنية العالية والجودة . وأشار الساعدي إلى الجهود الكبيرة التي بُذلت من إدارة التعليم المهني في مجال تعزيز الإمكانيات التدريبية وتحسين المناهج ورفد الاختصاصات الجديدة لإكساب الطلبة مهارات متميزة ، إضافة إلى سعيها الحثيث صوب مهمة تذليل التحديات التي تواجه هذا المفصل الحيوي . وبصورة عامة يمكن القول ان التعليم المهني في العراق يعد في واقعه الموضوعي أحد مسارات التعليم الرئيسة ، ورافدا مهما من روافد التطور التقني ؛ لمعاونته في اعداد الكوادر المهنية والتقنية ، مما يستوجب تاهيل بناه التحتية وتطويرها لضمان تجاوزه الفهم التقليدي للتعليم المهني وتحوله الى تعليم تقني متقدم

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 24-04-2012     عدد القراء :  1838       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced