كل البله منچ يا عيني بقلم : ئاشتي العودة الى صفحة المقالات استنزف فرحي على هامش التعارض بين الجفن والعين، وأمضي  مع نهر الدمع المتدفق من مقلتيَّ على وطن، هو في الحقيقة هامش من وطن، ذلك ما أبقى لنا حكامنا منه، ليس من حيث الطول والعرض، بل من حيث امتداد روح الألفة بين أبنائه، وروح التأخي التي أطرت التعايش بينهم طيلة عقود من الزمن، فقد تهشمت بفضل حكامنا عراقة عراقيتنا تلك التي ورثناها أجيالا، يوم كان رغيف الخبز لا يميز بين انتماء الجيران لبعضهم بعضا، لا من حيث الدين ولا الطائفة ولا القومية، تتقاسمه أفواه الفقراء برضا، وكأنه هبة السماء لهم، ويتألق في عيونهم فرح إلهي، عندما يزهر غصن فرح في روح أحدهم، مثلما ينتصر تعاضدهم من أجل أن لا يتكاثر عوسج الحزن في روح أحدهم، لهذا يا حبيبتي أدرت وجهي هذا المساء إلى الحائط، وبكيت حزن المدن وشوارعها، بكيت تاريخ شعب استنزفه الحكام بشحة حكمتهم، وقلة حيلتهم، فلا نسمع منهم غير تهديد بعضهم بعضا في كل يوم، وكأنهم في مارثون الظهور على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز، ومسافات هذا المارثون، هي مسافات كيل الاتهامات لبعضهم البعض. استنزف فرحي على هامش التعارض بين الجفن والعين، وأمضي مع نهر الدمع المتدفق من مقلتيَّ على وطن، تناساه حكامنا مرميا على قارعة خلافاتهم، ومضوا يشربون خيراته ذهبا سائلا وأرصدة في بنوك أجنبية، ويتبارون في الدفاع عن حياضه زورا، ضد منْ أجلسهم على كرسي الحكم، لهذا يا حبيبتي أدرت وجهي إلى الحائط، وبكيت حزن وطني على وطني، فماد للفرح وطن في وطني، مثلما لم يعد للروح غير أن تعاتب العين في رؤية كل قبح حكامنا،( كل البله منچ يا عيني)، فيتوهج جنون الرفض على أطراف أناملك، كي لا يلونها البنفسج ثانية، وتسقط في فخ الإعلان المدفوع الثمن. استنزف فرحي على هامش التعارض بين الجفن والعين، وأمضي مع نهر الدمع المتدفق من مقلتيَّ على وطن، ظن حكامه من أنه أصبح لعبة بأيديهم، وهم لا يدرون ولا يفقهون سخريته منهم، حين يقف على طوله بتعاضد سواعد الفقراء من أبنائه، وهم يذكرون ما فعلوه بهم. (سنه دمعي جرى بخدي سناسل وسنه مجنون من دهري وسناسل وسنه بحبال چتفني وسناسل وسنه هدني وبقه يلعب عليه)   كتب بتأريخ :  الثلاثاء 24-04-2012     عدد القراء :  1687       عدد التعليقات : 0