وصايا الله العشرة والاسلام السياسي
بقلم : مالوم ابو رغيف
العودة الى صفحة المقالات

وصول احزاب الاسلام السياسي في العراق و تونس ومصر وليبيا الى السلطة، قد اثبت بشكل واضح، بان الدين لم يعد وسيلة العبد للتقرب إلى الله، إنما وسيلته للتقرب إلى مقرات الحكم، ولم يعد وسيلة تملأ القلوب بالإيمان، إنما وسيلة لملأ الجيوب بالأموال.
أحزاب الإسلام ألسياسي، وهي انعكاس لمذاهب وطوائف الدين ولاتخلوا من تأثير مرجعيات وشخصيات إسلامية كبيرة، ترمي بعمائمها في الحضيض وتدوس على وقارها المصطنع بالإقدام و تتصارع وتتعارك بكل ابتذال وإسفاف فتسقط الرموز الإسلامية والشخصيات والمرجعيات الكبيرة وتفقد احترامها وهيبتها وتتحول إلى أهداف للشتيمة والمسبة والانتقاص ولا تتورع عن استخدام أحط الكلمات بوصف احدها للآخر، فقد إلف احدهم كتابا عنونه بــ
إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي
والقرضاوي هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم كافة المذاهب الإسلامية، فان كان رئيسهم كلب عاوي فما عساهم إن يكونوا!!
ان احزاب الاسلام السياسية، ما ان وصلت الى السلطة وامسكت صولجان الحكم، حتى تنكرت لكل وصايا الله العشرة التي أوصى بها عبده موسى
ففسدت وافسدت وقتلت وسرقت وزنت وعذبت وكذبت وفجرت وتامرت وهربت واعتدت وانتهكت ودنست. افلا يوجب اقامة الحد عليها والقصاص منها؟
السياسة الاسلامية دنست المقدسات وأطفأت كل هالات التبجيل والاحترام للرموز والشخصيات التاريخية مهما على شانها وبلغ شأوها.حتى الله لم تعد الناس تخافه ولا تخشاه، رغم انه في تصور المسلمين تجسيد للرعب والفزع وليس رمزا للرحمة والحب.
السياسة أنزلت الله من عرشه المفترض ولصقته على الحيطان، اسما مكتوبا بشتى الألوان النافرة، يتجاهله الناس ويصرفون النظر عنه، فالله في سوق السياسة يحكمه قانون العرض والطلب، كلما زاد عرضه قل الطلب عليه وانخفضت قيمته.
ورغم كل صناعة التبجيل والاحترام الإعلامي للدين، ورغم ازدياد البرامج المخصصة لإخافة الناس من عواقب العصيان، وعن عذاب القبر وعذاب البرزخ وأهوال يوم القيامة وعذاب أهل النار، ورغم خطب يوم الجمعة ومواسم الحج والاعياد الدينية، لم تعد الناس تحترم رجال الدين وتنظر لهم كدجالين مشعوذين وكمنافقين او شياطين ساكتين عن الحق
تحول الدين الى فرص يستغلها الأذكياء للحصول على الثروات الهائلة بالضحك على ذقون الناس، فيتاجرون ببيع القصور في جنات الوهم وتزويج المغفلين حور العين وامتاع اللوطيين بالغلمان المخلدين.
لقد فقد الدين إسراره الكهنوتية وقدسيته الإلهية وتحول إلى شأن سياسي يتناوله العامة في الأسواق وفي المقاهي وفي صالات لعب القمار وحتى في المواخير حين يبتغون زنا حلالا.
اما رجال الدين، حتى أولئك الذين ينأون بأنفسهم عن السياسة، فقدوا هيبتهم ووقارهم واحترام السابق لهم، والسبب لهذا الاضمحلال ألقيمي والتدني التقديري هم رجال الإسلام السياسي، فهؤلاء يؤكدون بانهم يستندون على مراجع وآيات قرآنية واحاديث نبوية بان الإسلام ليس طقوس عبادة، بل هو حياة وسياسة، مع إن الله قال بوضوح لا يقبل الجدل ولا التأويل
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
فإذا كانت غاية الله من خلق عباده المؤمنين هي إن يعبدونه، فما بال رجال الإسلام السياسي ينشغلون عن عبادة الله بحبائل ونفاق السياسة؟
لماذا يأمرون الناس بطاعته ويعصون هم أمره؟
أليس في عراكهم الدائم على المراكز والحصص والغنائم لهوعن ذكر الله؟
أليس في فضائح فسادهم المالي والإداري وفي علاقاتهم المشبوهة المرتبطة بالدول الأجنبية، وفي مؤامراتهم على بعضهم وفي ثرائهم الفاحش، إشغال للناس عن عبادة الله؟
لكن السؤال الذي يجب طرحه هو سبب سكوت المرجعيات والشخصيات الكبيرة التي ترى في ربط الإسلام بالسياسية خطل لا يعود بالنفع على الدين، عن أحزاب الإسلام السياسي التي تتاجر باسمها وترفع صورها وتستشهد بأقوالها، إلا يجب على هذه المرجعيات ورجال الدين الكبار الذين يمثلون المذاهب والطوائف إصدار فتاوى تحرم خلط الدين بالسياسية، خلط أمر الله مع أمر الناس؟
ألا يثير الاستغراب إن يتصدى الناس العاديون للسياسيين الذين يلوثون اسم الله بالسياسية ويسكت رجال الإسلام الكبار وكان أمر الله لا يعنيهم؟
أم سكوتهم هو علامات فسادهم؟

  كتب بتأريخ :  السبت 19-05-2012     عدد القراء :  1725       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced