لمطلقي الأحقاد بالمجان..
بقلم : بلقيس حميد حسن
العودة الى صفحة المقالات

لمطلقي الأحقاد بالمجان..

ما ان انتهى المؤتمر الاول للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية الذي عقد في أربيل الجميلة والنظيفة, واذا ببعض الاقلام التي لا ندري لماذا تكره المحبة بين الناس، انبرت لتخوين الحاضرين , ولتكيل كومة من الاتهامات الغريبة العجيبة, حتى ارسلوا لنا رسائل تخوين مع بعض كلمات أحقاد اطلقوها علينا كمبدعين ومحاولة جعل انفسهم من يقرر إن كان احدنا شاعرا او فنانا, وكأنهم هم من يملك الحقائق والمعارف والعلوم بالمطلق, لنكون برأيهم خونة وعملاء ولا أعرف لمن نحن عملاء؟ وهل لدى أحد أية حجة منطقية , أم انه مجرد رغبة في تفجير الأحقاد والأمراض النفسية التي أبتلي العراق بها..
إن المؤتمر الاول للتجمع الذي عقد في أربيل بين الرابع والخامس من آيار , لم يكن هدفه الاول والاخير سوى نشر المحبة, والمحبة دون سواها، بين المكونين الاكبر من مكونات الشعب العراقي، وهم الكرد والعرب، وجاء باستضافة من الحزب الديمقراطي الكردستاني. فهل عمل هذا الحزب جريمة، ما زالت الجراح والذاكرة الدامية طازجة من مجازر حلبجة والانفال, والاقتتال والصراعات التي اشعلتها الحكومات الدكتاتورية على مدى عقود طويلة من الزمن؟ ولكون التجمع كله من المثقفين المبدعين والاكاديميين الذين يقع على عاتقهم ازالة آثار العداوة والبغضاء بين ابناء الوطن الواحد، تنادى هؤلاء لتأسيس هذا التجمع وعقد المؤتمر الذي من ابرز ماطرحه هو نشر المحبة بين القوميتين. وقد جرى في هذا المؤتمر النقاش الصريح في كل شيء بما فيه الرغبة في تغيير اسم التجمع كي يعطي صورة واضحة للتضامن القائم على أساس جناحي المعادلة وليس التضامن مع الكرد فقط انما تضامن الكرد مع العرب ايضا..
استغرب ان هناك اقلاما انبرت لتخوين من حضر المؤتمر الذي استطيع أن أسميه مؤتمرا ثقافيا اكثر من اي شيء، حيث قدمت فيه محاضرات ثقافية سلط بعضها الضوء على كتاب جديد او شعب ما او معضلة معينة ، ولا ادري ما هي دوافع من يقف ضد مؤتمر كهذا ؟ ولا اعرف سببا مقنعا للوقوف ضد ثقافة نشر المحبة بين الشعوب ؟
للأسف هناك من تبرع بالمجان لاتهام المشاركين بالحصول على المال, وهذا اسهل ما عندهم مع انه اصعب ما يكون على صاحب المبدأ, وهناك من سخر من بعض المحاضرات وهو بعيد تمام البعد عن معرفة ما طرح وما حصل. هكذا البعض يضع تفسيرا مضادا قبل معرفة تفاصيل ما يجري، وبهذه الطريقة لا نعرف الحقيقة، ويصبح عندنا الوطني والخائن في سلة واحدة، ولن ينجو من الاتهام والنقد سوى من يجلس بعيدا يتفرج على أوجاع وهموم الناس ويكيل الاتهامات ويعمل على مشروعه الشخصي وليست له أية علاقة بما يجري بشعبه ووطنه الذي يقتل ويتعذب.
هناك من سخر من المؤتمر لا لشيء سوى ان الحضور جاء من بقية البلدان العربية كالمغرب ومصر ولبنان وفلسطين , ولان هناك كاتبة وصحفية من القومية الامازيغية اعدت محاضرة تعريف بقوميتها وتاريخها ومعاناتها , صار يعتقد اننا نريد ان نحل القضية الامازيغية , اما كوننا من المثقفين الذين نقرأ ونستمع لكل معاناة انسان في الأرض كوننا من المهتمين بحقوق الانسان، فلم يخطر على بالهم. واستغرب لماذا يستنكرون علينا معرفة ما يجري عن اناس نعيش معهم على أرض واحدة ونتقاسم معهم الكثير من التاريخ والتقاليد والانساب, والمشاعر البشرية وهي الأهم...
كنت اتمنى أن يكون الهجوم على قادة الفساد, وعلى عدم انجاز الكهرباء, وعلى الأزبال التي تتكاثر بشوارع بغداد وان تكون الشراسة التي واجهت ناشري المحبة من المبدعين تتسلط على مخربي البلد, وسارقي أمواله, وبائعي حقوقه وكنت أتمناها على ناشري التخلف والجهل والشعوذة وسارقي المال العام من السياسيين الذين يعرقلون بناء مستشفى أو مدرسة... وأحب هنا بهذه الوقفة ان اتحدى من يتهمني شخصيا بالخيانة ان اقول له: لو انك اطلعت على كتاباتي لعرفت انني أول من وقف ضد احتلال العراق وضد الحصار ولي في ذلك عشرات المقالات والأشعار , ولي الشرف انني منذ فتحت عيني للكتابة اكتب ضد السياسة الأمريكية والاسرائيلية في منطقتنا, وأول من وقف ضد التدخلات والتأثير الايراني ولي بذلك عشرات المقالات, وضد الارهاب وضد البعث الفاشي وضد كل مسيء للعراق وشعبه. ولي في ذلك الكثير الكثير الذي يتجاوز الثلاثمائة مقال. اذن , لا ادري لمن اكون خائنة ولمن اكون انا عميلة , وانا التي دفعت العمر غربة وتشردا وفقرا وزهدا بالمال والسلطة. ومن هنا اتحدى أي مخلوق يواجهني بغفلة في هذا الجانب واتحدى من يريد ان يترك غبارا على صفحتي الناصعة. والمضحك بالأمر انهم لايعرفون كيف يسيئون لي. لأنهم لن يجدوا اكثر من قول انك لست شاعرة، وكأن احدهم الذي يكتب باسم مستعار خوفا من الحقيقة هو الذي يقرر ان اكون شاعرة او لا، وانا واثقة من انني كنت احصد جوائز الشعر في محافظة الناصرية وثانوية سوق الشيوخ قبل ان يتعلم ذلك المسيء الكتابة والقراءة ...
اخيرا اقول للذين تهجموا علينا بأن المؤتمر لم يقرر حربا ولا قرارا سياسيا واحدا، وليس له أية علاقة بأية سلطة بالعالم. هو فقط مؤتمر محبة يقول لا للعنف بين الشعوب ولا للحقد بين مكونات الشعب الواحد، ويطالب اعضاءه بالعمل على هذا الهدف فقط, لنعترف بحقوق بعضنا كبشر..
"مقتطفات"

  كتب بتأريخ :  السبت 19-05-2012     عدد القراء :  1643       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced