عقوبات ضد النساء
بقلم : سليمة قاسم
العودة الى صفحة المقالات


لفت انتباهي وانا اخرج من مجمع الأطباء الواقع في مركز المدينة بيت صغير تداعت أجزاؤه الأمامية، وقد وضعت حول بابه الخارجية سلسلة كبيرة أحكم ربطها بواسطة قفل. وفيما كان حارس المجمع يدلني على أحد المختبرات قاطعته لأسأله عن هذا البيت، وهل هو معروض للبيع أو للإيجار.
كانت إجابة الحارس جاهزة، وقد يكون شَرَحَها للكثيرين غيري ممن دفعهم الفضول للسؤال عن ذلك البيت الصغير. فهمت من الحارس إن البيت تسكنه عائلة مؤلفة من رجل وزوجته وأطفاله الثلاثة، وهو نفسه الذي يقوم بإغلاق الباب بهذه الطريقة بالقفل يوميا قبل توجهه للعمل. كان يصطحب الأطفال إلى المدرسة ثم يعيدهم الى البيت بعد انتهاء الدوام ليحبسهم مع والدتهم ويعود إلى عمله مرة أخرى!
لم أفكر في سؤال الحارس عن السبب الذي يدفع الزوج إلى حبس عائلته، بعد ان تحدث عن أمور كثيرة استشفيت منها انه يضع اللوم على الزوجة.
حكاية اخرى: أحد زملائي في العمل جلب لي وثيقة كتبها شيخ عشيرة، دوّن فيها إن العشيرة قررت بالإجماع طرد أحد أفرادها هو وعائلته حين قرر الزواج من فتاة ذات بشرة شديدة السمرة! وقد أخبرني إن جميع الحاضرين من أفراد العشيرة لم يعترضوا على قرار الشيخ الذي اعترف ان قراره هذا يخالف حتى الشريعة الاسلامية، لكنه مضطر لذلك كي ينقذ العشيرة من اختلاط الأنساب وحتى لا يصبح عبيدهم في الماضي أندادا لهم اليوم، على حد تعبيره.
هاتان الحادثتان تقدمان دلالات واضحة على مدى الظلم الذي ما زالت تتعرض له المرأة. فالمرأة الأولى ظلمها زوجها، وقد يقول قائل إن ذلك هو طبع هذا الرجل بالذات. ولكن أي طبع هذا الذي يدفع الرجل إلى حبس عائلته بالكامل؟ وإذا كان ذلك عقابا لزوجته على تقصير ما، فما ذنب أطفاله الصغار؟
أما المرأة الثانية فقد ظلمها شيخ العشيرة حين رفض زواجها من قريبه. كان من المفترض بذلك الشيخ أن يكون قدوة حسنة لأفراد عشيرته، وأن يبارك هذا الزواج ويرعاه بنفسه كونه يزيد اللحمة بين أبناء المجتمع، بغض النظر عن عرقهم ودينهم وطائفتهم، وهو أمر نحن أشد ما  نكون بحاجة إليه الآن.
واخيرا أقول انه بالرغم من الانفتاح النسبي على العالم الخارجي، والنهج الديمقراطي الذي تبنته الدولة بعد التغيير، إلا إن ظلم المرأة ما زال مستمرا بأنواع وأشكال متعددة، قد يكون فرديا أو بموافقة المجتمع. وما زالت المرأة تقتل بدافع الشرف أو تزوج بالإكراه، وغيرها الكثير من الحالات التي تستدعي تدخلا مباشرا من الجهات الحكومية. ولا ننسى دور منظمات المجتمع المدني والإعلام في فضح تلك الحالات للوقوف على اسبابها ومحاولة ايجاد الحلول لها.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 21-05-2012     عدد القراء :  1649       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced