على هامش كونفرنس يوم البيشمه ركَه الذي عقد في أربيل يوم 27 أيار، بدعوة من وزارة البيشمه ركَة ، والذي حضرة السيد رئيس الإقليم مسعود البارزاني، وقد ألقى فيه كلمة أشادت ببطولات وتضحيات البيشمه ركَه، من كل الاحزاب ومنها الحزب الشيوعي العراقي، كما أشار إلى دور النصيرة الفعلي وكذلك المرأة في عوائل البيشمه ركَة، وتساوقا مع تثمين دور المرأة المقاتلة، ألتقينا بالرفيقة النصيرة أم بهار، لتلقي الضوء على هذه التجربة الرائدة في حركتنا الأنصارية وقد سألناها في البدء عن تاريخ هذه الحركة فقالت:
- حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين بدأت فعليا منذ عام 1963، يوم سبح العراق في حمامات الدم بفعل ردة شباط الأسود وقطعان الحرس القومي، ومعارك هندرين وحسن بك وزوك شاهد على بطولة وشجاعة الأنصار الشيوعيين وأقدامهم في هذه المعارك، وفي نهاية سبعينات القرن المنصرم، عندما قرر الحزب الشيوعي خوض الكفاح المسلح، عادت من جديد بنادق الشيوعيين تدك صرح ديكتاتورية النظام المقبور، وتعطي للحركة التحررية الكردية بعدا عراقيا، وما ميز هذه الحركة هو مشاركة المرأة في حمل الساح والقتال إلى جانب رفيقها النصير كتفا إلى كتف، وهذه التجربة الرائدة، لم تكن موجودة من قبل في بدء حركة 1963
• أذن لنتحدث عن هذا الدور الريادي للنصيرة الشيوعية ورؤياك له
- المرأة الشيوعية ساهمت كنصيرة فعلية، وهذا الدور أشار له السيد رئيس الإقليم في كلمته، عندما قال (ساهمت المرأة مساهمة فعلية في حركة البيشمه ركَه)، وبالفعل فقد ساهمت النصيرة الشيوعية بكل المهمات، من المهام القتالية إلى الطبابة والأعلام والتوعية السياسية، والمخابرة وغيرها من المهام النضالية التي تتطلبها حركتنا الأنصارية، من أعمال تؤدى داخل المقرات، وبمختصر الكلام كانت النصيرة الشيوعية على أهبة الاستعداد لتأدية كل ما يتطلب الوضع النضالي.
• وما هو دورك أنت كنصيرة واكبت الحركة منذ البدء
- أنا شخصيا لم أشارك بمفرزة قتالية، ولكنني تعرضت مثلما تعرضنَّ الكثير من النصيرات إلى كمائن واصطدامات عسكرية، كما تعرضنا إلى قصف طائرات النظام المقبور ومدفعيته لمرات عديدة، ولكن عملي الرئيسي هو في الإعلام والتنظيم الحزبي والعمل السياسي، إلى جانب رفيقاتي ورفاقي الأنصار.
• ألم تواجه النصيرة موقفا سلبيا من سكان القرى؟؟
- نعم في البدء كان هناك موقفا سلبيا منها، وكانت النصيرة موضع استغراب من قبل الفلاحين، لا بل حتى بعض رفاقنا الأنصار كانت لهم مواقف سلبية من وجود النصيرة الشيوعية، ولكن بمرور الزمن وبعدما اثبتت النصيرة قدرتها على خوض هذا الشكل النضالي، تغيرت الكثير من الأفكار ، وأضحت النصيرة الشيوعية في موضع احترام وتقدير واعتزاز من قبل الجميع، كما صارت تحظى النصيرة بثقة رفيقها النصير وبيشمه ركة الأحزاب الأخرى، وكانت التوعية الاجتماعية التي تقوم بها النصيرات لا تقتصر على نساء القرى بل حتى الرجال منهم، وكان حديث النصيرة موضع استقبال وارتياح من الجميع.
• هل تم أنصاف النصيرات وبشكل خاص في كوردستان؟؟
- اعتقد لا النصيرة ولا المرأة المناضلة أيام العمل السري قد حظيت بالإنصاف المطلوب لا هنا في كوردستان ولا في مناطق العراق الأخرى، لهذا اتمنى على حكومة الإقليم أن تنتبه إلى هذه القضية، وتنصف المرأة كنصيرة وكمناضلة ، واصدقك القول من أن المرأة المناضلة ومن قبل جميع الأحزاب لا أستثني حزبا، لم تنل الثقة المطلوبة والتقدير العالي لدورها، ولم ينظر إلى قدراتها القيادية والتي لا تقل عن الرجل، لهذا اوجه دعوتي إلى جميع الأحزاب التي خاضت النضال ضد النظام البائد، أن تنظر إلى دور المرأة المناضلة بمنظار التقييم الحقيقي.
• رغم التضحيات الجسام نرى دور المرأة المناضلة مغيبا؟؟
- نعم اتفق معك، هناك الكثير من اللواتي ناضلن ولهن دورا مشهودا، ولكن للحركات السياسية اجنداتها التي تتعارض مع تقييم هذا التاريخ النضالي، ولهذا أود أن اشير إلى أن الحركات السياسية التي تغيب دور المرأة النضالي، تغيب في الحقيقة نصف هذا الدور النضالي لها كحركات سياسية، لهذه الأسباب نرى بعضهن في بلدان الشتات، والبعض الأخر أكل النضال سنوات اعمارهن، وهنَّ في الحقيقة يمثلنَّ تجربة نضالية تستحق التقدير والاحترام. واخيرا أتمنى على الإعلام أن يكون منصفا لدور النصيرات قبل غيره، وخاصة جريدتنا( طريق الشعب)،والإعلام حتى هنا في كوردستان بشكل عام لم ألاحظ اهتمامه بالمرأة البيشمه ركَه،
كتب بتأريخ : الإثنين 28-05-2012
عدد القراء : 1618
عدد التعليقات : 0
لقاء مع الرفيقة النصيرة بخشان زنكَنه
