في يوم الطفل العالمي دور الأم في حياة طفلها
بقلم : صابرين فالح
العودة الى صفحة المقالات

إن أسمى العلاقات الانسانية وأعظمها قدراً وأكثرها عمقاً هي العلاقة التي تربط الأم بطفلها، حيث تظهر عظمة الأم وسخاء رحمتها بتنازلها عن كثير من حقوقها ومنحها لابنها الذي هو قطعة من لحمها ودمها، منذ بدء الصلة الحقيقية بين الأم وابنها وهو جنين.
وتبدأ الأم بالاهتمام بوليدها منذ اللحظة الأولى لولادته حيث يكون ضعيفاً عاجزاً عن تأمين حاجاته بنفسه. وفي عمر السنتين وهذه الفترة هامة جداً في حياة الطفل فترة نمو دماغه لاتصاله بالعالم الخارجي. ويتطور الكلام عند الطفل حيث تكون اللغة مظهراً من مظاهر نموه العقلي، كل هذا بفضل الرعاية الخاصة له من قبل الأم التي تبذل جهداً ملحوظاً في هذه الفترة من عمر الطفل.
والأم هي التي ترسخ أسس وقواعد الأخلاق في ذهن صغيرها، فتجعله يتعرف على الجيد والرديء، القبيح والجميل، الخير والشر، فهي من تستطيع بتربيتها بناء الرجل وتعليمه العفة والحق والمحبة والخير والتقوى، فأخلاق المجتمع مرتبطة إلى حد كبير بأخلاق الأمهات.
وفي يوم الطفل العالمي لا يمكن ان ننسى الام العراقية، وقد لعبت دور الاب والام معا لغياب الرجل وفقده نتيجة الحروب والصراعات التي خاضها بلدنا، فتحملت المرأة في سبيل تنشئة أطفالها الكثير من المعاناة والآلام النفسية والجسدية لتصل بهم الى بر الأمان. ومع هذا لا يخفى على الكثيرين سوء اوضاع الأطفال والعنف الذي يمارس ضدهم من قبل الأهل او المجتمع الذي يتركهم عرضة للجهل والتخلف، مما يضطرهم الى ترك مدارسهم والنزول الى ميادين العمل الصعبة التي لا تلائم اعمارهم وتقضي على براءتهم، كالتسول الذي بات ظاهرة يعاني منها مجتمعنا وضحيتها الأساس الأم والطفل.
من هنا لا بد للمرأة العراقية ان تدافع عن حقوقها لتضمن مستقبل اطفالها، وتطالب بتوفير كل مستلزمات الحياة السعيدة لهم، بعيدا عن حياة الضياع والتشرد، بعيدا عن استغلالهم باشكال مختلفة.
لكل هذا نقول، إن الأم الحقيقية، هي قائدة في هذا المجتمع، وإنها احد اسباب سعادة أو تعاسة الرجل. فمستقبل بلدها يكاد يكون بيدها، لانها هي التي تربي مجتمعاً طاهراً كريماً، وهي التي تعلم دروس البناء والنضال والمثابرة، وبالتالي تعلمنا أصول الحياة، وتربي رجالاً يتصفون بالصفات الإنسانية الحميدة. وبنورها الساطع تضيء العالم، وتزرع الأمل في قلوب أولادها.
في يوم الطفل العالمي لتتضامن النساء والرجال معاً لتشكيل قوة ضاغطة على مراكز صنع القرار لتفعيل قوانين الدستور الخاصة بمنع استغلال الاطفال، وتوفير الرعاية الصحية والنفسية للطفل العراقي الذي عاني ويعاني من شظف العيش. والعمل على توفير وتطوير كل مستلزمات بناء الطفل جسديا وفكريا وثقافيا ونفسيا.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 29-05-2012     عدد القراء :  1685       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced