من اروقة المؤتمر التاسع
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

الشيوعيون من ألق خاص
                                                                                            تستدرج التاريخ إلى ناصية أحلامك، تبحث فيه عن التفرد، أو قل التفرد والشجاعة، بل للدقة عن التفرد والشجاعة والوضوح، فتراها قليلة إذا ما احتكمت إلى صفاء ونقاء الروح البشرية، وقد علمتنا ابجديات المبادئ التي آمنا بها، من أن الشيوعيين ليس من طينة خاصة، ولكنهم في الحقيقة من الق خاص، ألق يلقي بجوهره على الأشياء المحيطة به، فيرمم ما أتلف، ويعيد النضارة لسنوات العمر، لهذا ترى وجوب التجدد أمر لا يحتمل النقاش على أولوياته، ولا يستجيب للتغاضي والتراجع، مثلما لا يتحدد باشتراطات هي غاية في العقم والتكلس. كل هذا تماثل في ذاكرتك وأنت تستمع لرفيق تعرف إخلاصه ونقاءه وتفانيه، وهو يقدم رسالة اعتذاره عن مواصلة تحمله لمهمة قيادية إذ يقول ( فقد آن الأوان أن أفسح المجال لمن هو أفضل مني وأكفأ مني أداء وأكثر مني شبابا وحيوية)
تستدرج التاريخ إلى ناصية أحلامك، وأنت تعرف أن هذا العامل الشيوعي، والذي تصدى بصدره لمدرعات البعث المقبور يوم أضراب عمال معمل الزيوت، تراه في المؤتمر التاسع للحزب يتصدى لذاته، يعدد أخطاءها، ويعتز بألق انتماءه للحزب، فتراه يقول أمام كل المؤتمرين( لست نادما إلا على جملة من الأخطاء ارتكبتها، وعلى عدد من النواقص التي رافقت عملي، وعلى كوني لم أعرف دائما أن أصغي جيدا لنصائح رفاقي وأصدقائي، ولم ابق باستمرار على تواصل مع قواعد الحزب وجماهيره، ولم أبذل الجهد الكافي للقراءة والاطلاع والعلم والثقافة، والتي بدونها لا مجال لأبداع أي قائد) قد لا تعني  الشجاعة في اقتحام موقع عدوك الحصين شيئا، إزاء شجاعة من يعدد أخطاءه في محطة تاريخية مهمة من تاريخه وتاريخ انتماءه، حيث المقارنة لا تعدو أكثر من امرأة عاقر.
تستدرج التاريخ لناصية أحلامك، وأنت في حضرة هذا العامل الشيوعي، حيث تتراءى لك آيات حب العمال لحزبهم، تتذكر العم ماركس ( أنهم لا يخسرون سوى اغلالهم ويربحون العالم)، لهذا تراهم يلتصقون بحزبهم التصاق الجنين بالمشيمة، يبحرون مع سفينته مهما كانت العواصف، يشدون حبالها على بطونهم، وبهم وحدهم تنهض السفينة من كبوة أمواج العواصف، ولو عادت بهم الدنيا ثانية رغم مراراتها تراهم لا يختارون غير حزبهم، ورفيقك عامل الزيوت يعلنها صراحة ( لو اتيح لي أن اعود 48 عاما إلى الوراء، لتقدمت بطلب انتماء جديد كما فعلتها عام 1964 في بغداد عاصمة العراق) قد يترقق الدمع بعينيك وأنت تستمع لهكذا كلمات، ولكنك تزداد يقينا، من أن حزبا بعمر حزبك لا بد أن يختار الجديد والتجدد ابدا

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 30-05-2012     عدد القراء :  1629       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced