ضرورة تفعيل القوانين لدعم المرأة
بقلم : نهلة ناصر
العودة الى صفحة المقالات

لم استغرب عندما قرأت مرة ان مجموعة من الرجال قاموا بضرب اختهم داخل المحكمة لاجبارها على التنازل عن حصتها في البيت الذي ورثوه عن ابيهم. لم تكن الاخت متزوجة، فهي تعيش تحت رحمة اخوتها، الذين يريدون سلبها السند الوحيد امام غدر الزمن، حصتها من الإرث.
حاولت تلك المرأة الاستنجاد بحرس المحكمة لانقاذها من تجاوز اخوتها عليها. ولكن ماذا يفعل الحرس الذي لا يستند على الى قانون يمنع حالة كهذه؟ وان كان هناك قانون فهل يستطيع ان يتصدى للاخوة الذين سيمنعونه من التدخل بحجة ان الشأن عائلي؟
ما زالت المرأة في العراق خاصة، والدول العربية عامة، تعاني من ظلم الاسرة وتجاهل القوانين لها، فكثيرة هي الحالات التي تلتزم فيها المرأة الصمت لانها تعرف ان لا قانون يسندها وينصرها على من يعتدي عليها. وإن وجدت تقف العادات والتقاليد والموروث الثقافي المتخلف في طريق نيل حقوقها. فكم من فتاة اغتصبت وقتلت من قبل ذويها، بدل المطالبة بالاقتصاص من الجاني عليها؟ كم من امرأة تعرضت للعنف ولكنها اما تلوذ بالصمت او تنهي حياتها تخلصاً من واقعها الذي لم تعد تستطيع الاستمرار؟
تزداد يوما بعد اخر حالات الاختطاف وبيع فتيات صغيرات وأطفال الى دول الجوار، فالاتجار بالبشر مهنة اصبح لها رواجاً في الاسواق العربية. كل ذلك بسبب افتقار هؤلاء الفتيات والاطفال الى اسر يعيشون في كنفها ا والى دور رعاية تحميهم من العاصبات التي اصبحت تستغلهم في مجاميع التسول المنتشرة في شوارع بغداد ومحافظات العراق الاخرى.
سؤالنا: لماذا تزداد حالات العنف والاغتصاب والاتجار بالنساء والاطفال واستغلالهم، بينما يقف منفذو القانون متفرجين على الضحايا لتزداد معاناتهم؟
وبعد تغيير النظام السابق تراجعت النظرة الى المرأة سنوات عن ذي قبل، مما حدّ من حريتها وأعاق تطورها ووقف في تقدمها، الا في حالات تناضل فيها الناشطات والبعض القليل من البرلمانيات اللاتي يحاولن الابتعاد عن قبضة الاحزاب التي ينتمين اليها، التي رفعت شعارات حرية المرأة وكرامتها، بينما الحقيقة كانت تجهض اية محاولة للارتقاء بنفسها ودخول معترك الحياة من جميع ابوابه، فوضعت العراقيل في طريقها كي لا يكون لها شأن ولتبقى تابعة لتلك الاحزاب.
لا اعتقد ان كل ما يفعله هؤلاء، وإن كانوا كثرة، سيقلل من عزيمة المرأة ويحد من رغبتها في التخلص من واقعها المرير هذا. بل سيزيدها عزماً على مواصلة النضال لنيل حقوقها مهما طالت الايام، لتعيش الحياة الكريمة التي ترغب بها لنفسها ولعائلتها، ستطالب بتفعيل القوانين التي تضمن حقوقها، وبسن او تعديل قوانين اخرى تضمن حريتها وكرامتها، خاصة اذا وقف الى جانبها اناس متنورون يؤمنون بقضاياها ومستعدون لمساعدتها ودعمها بما يتوفر لديهم من امكانيات.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 04-06-2012     عدد القراء :  1653       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced