وصلنا الى مرحلة المهزلة
بقلم : جمعة عبد الله
العودة الى صفحة المقالات

ضاعت هموم المواطن ومعاناته في خضم الجو المشحون بالمشاحنات السياسية والتراشق الاعلامي والتصريحات الحربية التي تتابع اخر تطورات عملية سحب الثقة من السيد المالكي واخر تفاصيل جمع التواقيع من نوابنا الكرام , الذين
دخلوا فجأة في زوبعة معركة القرن وانشطروا الى جبهات حربية متصارعة . فيعلن احدهم بنشوة النصر المرتقب بانه جمع ( 200) توقيع عضو برلماني . بينما يكذبه الاخر في تهكم وازدراء وسخرية المنتصر . بان التواقيع لا تتعد ى (80 ) عضو
برلماني . بينما الاخر يحسم المعركة بلهجة واثقة من النصر بان التواقيع وصلت الى ( 164 ) توقيع عضو برلماني . بهذا الجدل العقيم تعمل الماكنة السياسية لقادة اليوم , التي شطبت من قاموسها ووجدانها هموم المواطن الذي يعاني من جملة
ازمات خانقة بفضل بركاتهم . وفي ظل النهب والسلب والفساد المالي المسكون في كل مؤسسة حكومية من صغيرها حتى كبيرها .ونشاط وعمل الوزارات معطل بسبب دوامة التناحر بين الكتل السياسية .. والبرلمان الكريم يتمتع بعطلته
الصيفية بعدما انجز كل القرارات في ذمته التي تهم المواطن الذي يرفل بالخيرات والانجازات العظيمة .. من توفر الكهرباء على مدى ( 24 ) ساعة في اليوم .. الى حالة المستشفيات الحكومية المتطورة التي توفر كل الخدمات بطاقمها
الطبي المرموق وباجهزتها الحديثة ذات التقنية العالية وفرة الدواء ذو المفعول العالي وليس المغشوش ..الى الشوارع النظيفة التي خلت من اكوام القمامة والنفايات واختفى الحشرات والذباب والبعوض بفضل الخدمات المتواصلة والمثابرة
من الجهات المعنية .. الى مجاري الصرف الصحي التي تعمل دون انقطاع .. الى البطالة التي اختفت بعصا الساحر من الوجود وتعكف الحكومة على دراسة استيراد العمالة من الخارج لسد النقص الحاصل في سوق العمل .. الى حرية
التعبير المقترنة بقواعد العمل الديموقراطي , حيث يسمح بالتظاهر السلمي في ساحة التحرير وساحة الفردوس بحماية ورعاية واحترام من قبل الاجهزة الامنية .. الى وزراة البيئة المثابرة في عملها الدؤوب بتشيد الاحزمة الخضراء حول
بغداد والمدن العراقية الاخرى لمنع العواصف الترابية من الاقتراب من المواطن .. الى المعاملة الطيبة والانسانية من جهاز سلك الشرطة .. الى نوابنا الكرام يتجولون في الشوارع دون حاجة الى حمايات او سيارات مصفحة او دون
قطع السير لساعات طويلة .. الى البطاقة التموينية تسلم كاملة دون نقصان وبالمواد التي تتمتع بالجودة العالية .. الى توفر الامن والحمد لله , ولهذا يسهر المواطن الى منتصف الليل دون ان تنتابه شياطين القلق وهواجس الخوف من ان
يقع ضحية رصاصات طائشة .. الى المواطن يتمتع بنوم مريح وسبات عميق دون ان تهاجمه الكوابيس والاحلام المرعبة او دون ان يفز مرعوبا بسبب انقطاع الكهرباء او ارتفاع درجة الحرارة او بسبب البعوض اللعين .. الى ان الفساد
الذي يصارع انفاسه الاخيرة نتيجة المحاسبة والمراقبة الصارمة , والتهديد باقصى العقوبات الجنائية , والدليل السجون العراقية تعج بالمفسدين الذين ارتكبوا جرائم النهب والاختلاس اموال الدولة والمواطنين .. لكن المشكلة الوحيدة التي
ظلت دون حل والتي تعبر عن رغبة المواطن العارمة وهي يريد المواطن ان يجرب حياة النار او جهنم بعدما ضجر من الجنة وخيراتها الوفيرة , والان يجرب حياة جهنم ولهذا السبب يجمع نوابنا الكرام التواقيع لسحب الثقة من السيد
المالكي الذي اعطى للعراق المكاسب والانجازات المرسومة في كل زاوية ودار وكل مؤسسة حكومية وصار المواطن يرفل بالخيرات التي انهمرت عليه كالمطر الشديد .. ان العراق يعيش سعادة حقيقية بفضل حكامه الاشاوس الذين
يعرفون ويقدرون الخجل العراقي

  كتب بتأريخ :  الإثنين 04-06-2012     عدد القراء :  1562       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced