النقد البناء ... ضروري
بقلم : محمد عبد الجبار الشبوط
العودة الى صفحة المقالات

أتابع باهتمام وحرص ما ‏يكتب عن الشبكة والبرامج ‏والمدراء وعني شخصيا، ‏بقدر تعلق الامر بعملي في ‏الشبكة، في الصحف ‏والمواقع الالكترونية بما فيها ‏طبعا مواقع التواصل ‏الاجتماعي مثل الفيسبوك. ‏وسبب الاهتمام ايماني بان ‏رؤية الاخرين ضرورية ‏لتطوير العمل وسد الثغرات ‏واصلاح الاوضاع ومحاربة ‏الفساد. واحيانا اشارك ‏بالتعليق هنا وهناك لتوضيح ‏نقطة او الاجابة عن سؤال، ‏رغبة مني في تعميق النقاش ‏وتصحيحه اذا لزم الامر ذلك.‏
واكثر ما يفيد من هذه ‏الكتابات ما كان نقدا، وليس ‏ما كان مدحا. صحيح ان ‏النفس البشرية تحب المدح، ‏او على الاقل تحب ان يرى ‏الاخرون عملها، كما اشار ‏الى ذلك القران الكريم ‏بقوله:"قل اعملوا فسيرى ‏اللهُ عملَكم ورسولُه ‏والمؤمنون"، لكن النقد اكثر ‏نفعا، لأنه يلفت نظر الانسان ‏الى ما يحتاج الى اصلاح، ‏بالمعنى الشامل للكلمة اي ‏تغيير السلبيات وما فسد من ‏امورنا، او تعزيز الايجابيات ‏وما حسن من هذه الامور. ‏المدح يخبرك بما تعلم، في ‏حين ان النقد يسلط الضوء ‏على ما لا تعلم. والاخيرة ‏اجدى وانفع.‏
والنقد يكون نافعا حين يكون ‏موضوعيا. والنقد ‏الموضوعي هو ما كان ‏مستندا الى معلومة صحيحة، ‏وقدّم بدائل وخيارات اخرى، ‏وابتعد عن النوازع ‏الشخصية.‏
المعلومة الموثقة هي ‏العنصر الاول في النقد ‏الموضوعي. وبدونها يصبح ‏الكلام اقرب الى الوشاية، او ‏حتى الغيبة، التي تفقد القيمة ‏الموضوعية والقدرة الذاتية ‏على الاصلاح. وتعمد تكرار ‏‏"المعلومة" غير الصحيحة ‏يجعلها مجرد "اشاعة" يراد ‏نشرها لتحقيق اهداف لا ‏نعلمها. وفي عصرنا لم يعد ‏من الصعب الحصول على ‏المعلومات، والتأكد من ‏صحتها ووثاقتها من ‏مصادرها الاكيدة. فلم يعد ‏بالامكان اخفاء شيء، فكل ‏شيء مباح، وكل شيء ‏متوافر و متيسر. ويستطيع ‏من يرغب بالكلام ان يتأكد ‏مما لديه من معلومات اولية، ‏والذهاب الى العارفين بها، ‏والحصول على التفاصيل ‏وتأكيد او نفي المعلومة ‏الاولية.‏
تقديم البدائل او الافكار ‏الايجابية من اجل الاصلاح ‏يمثل عنصرا ثانيا مهما من ‏عناصر النقد الموضوعي. ‏فالعبرة من النقد الموضوعي ‏استبدال حالة بحالة، او فكرة ‏بفكرة، او حتى شخص ‏بشخص، تحقيقا لمصلحة ‏عامة وخير شامل. قد لا ‏يستطيع كل من يشخّص ‏نقطة ضعف او فساد او خطأ ‏ان يقترح بدائل او حلولا. ولا ‏مشكلة في ذلك. لكن الاحجام ‏المتعمد عن ذلك، مع توفر ‏القدرة، يقلل من فرص ‏الاستفادة من النقد.‏
واخيرا لا بد ان يبتعد النقد ‏عن الاسباب والدوافع ‏والاهداف الشخصية. فليس ‏النقد وسيلة للثأر الشخصي ‏من الاخرين، او حتى تعمد ‏التشهير بهم او الاساءة ‏اليهم بدون وجه حق. انما ‏هو ممارسة تستهدف الخير ‏العام والصالح العام وليس ‏لتحقيق مصلحة فردية ‏شخصية بحتة، باي شكل من ‏الاشكال.‏
كان الامام الصادق يحب من ‏‏"يهدي اليه عيوبــه"، كما ‏قال في حديث له. ولا اقل ان ‏يقتدي من يتصدى لقيادة امر ‏ما بهذه الخصلة القيادية ‏الايجابية العظيمة، بان يحب ‏اولئك الذين يوجهون له النقد ‏الموضوعي البناء، ويتواصل ‏معهم من اجل تحقيق الخير ‏العام.‏

  كتب بتأريخ :  السبت 30-06-2012     عدد القراء :  1652       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced