فوز الاخوان في مصر فخ كبير -2
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

الفصل الثاني
بعد ان وضعنا في الفصل الاول وصفا عاما لمجريات الامور منذ الفترة الاولى لقيام ثورة 25 يناير المصرية وتدرجنا الى مرحلة انتصار الثورة وتسلم المجلس العسكري مقاليد الحكم من الرئيس السابق حسني مبارك وما اعقبه من اصدار اعلانات دستورية او تعديل بما كان موجودا قبل قيام الثورة .. بصفته صاحب السلطات الثلاث ثم اجراء الانتخابات البرلمانية ومن ثم حل مجلس الشعب بقرارات من اللجنة الدستورية العليا ومن ثم اجراء الانتخابات الرئاسية وما شابهها من ملابسات لا زالت اثارها قائمة حتى الان .. حيث دخل حلبة الانتخابات الرئاسية اثني عشر مرشح كان من ضمنهم الفريق احمد شفيق المدير العام السابق للطيران المصري ومن ثم رئيس وزرائه لعدة ايام في عهد حسني مبارك والذي حاولت عدة جهات ثورية استبعاده من سباق الانتخاب غير انهم فشلوا ... فانه ومن الاطلاع على جميع هذه الملابسات التي احاطت الثورة المصرية والتي انتهت بفوز مرشح الاخوان المسلمين بشكل مشكوك فيه ..فيمكنني ان اضع عدة سيناريوهات لما اتوقع ان يحدث خلال الاشهر القادمة بعد تسلم الرئيس الجديد منصبه في رئاسة الجمهورية .. وساتعرض الى عدة سيناريوهات محتملة وقد لايحالفني الحظ في حدوث أي منها وقد يحدث احدها مطابق لهذه التوقعات او قريب منها فهي مبنية على حقيقة مايجري الان في مصرمن اوضاع مقلقة على جميع المستويات .. وهي على اية حال وجهة نظر وتحليل شخصي ولكل انسان رأيه فيما يراه من احداث بحسب نظرته الى تلك الاحداث ورأيه فيها ...
السيناريو الاول --- سيقوم الرئيس الجديد مرغما بحلف اليمين امام الهيئة القضائية التي لا يعترف بقراراتها التي الغت مجلس الشعب.... وبعد ان يحلف اليمين في ساحة التحرير كما يطالبه بذلك مكتب الارشاد وهو يمثل المرجعية و السلطة العليا في جماعة الاخوان المسلمين فيكون قد ارضى جميع الاطراف بارضاء كتلته التي ينتمي اليها وارضى بنفس الوقت المجلس العسكري صاحب القوة العسكرية وصاحب السلطات الثلاث الفعلية في البلاد .. غير انه لا زالت هناك مشاكل سوف تبقى قائمة امام الرئيس الجديد الدكتور مرسي وهي المطالب التي لازالت الجماهير الاخوانية المحتشدة في ساحة التحرير تطالب بتنفيذها وتطالب الرئيس مرسي بالاصرار عليها وهي الغاء قرار اللجنة الدستورية بحل مجلس الشعب ووجوب اعادة فتحه من جديد لاستئناف اعماله حسب التشكيلة التي كان عليها قبل الالغاء والزام مرسي بحلف اليمين داخل المجلس الملغى والغاء الاعلانات الدستورية وانهاء الحكم العسكري وتسليم السلطة كاملة للاخوان ..... غير ان هناك حشود اخرى مجتمعة في ساحة النصر عند قبر السادات تضادد جميع مطاليب الاخوان وتطالب المجلس العسكري بتنفيذ جميع القرارات التي سبق ان اصدرها وهي المؤيدة لاحمد شفيق واعتبار انتخاب مرسي انتخابا مشوبا بالتزوير وانه كان نتيجة الضغط على المجلس العسكري وعلى اللجنة الدستورية .. مما جعل الرئيس مرسي في حيرة من امره فعليه اما طاعة الاخوان ومكتب الارشاد وقد يتعرض لعدم الاعتراف بشرعية تنصيبه وحرمانه من المركز الذي لم يكن ليحلم به على الاطلاق او الانصياع الى ارادة المجلس العسكري الذي يحقق له مبتغاه في الجلوس على كرسي الرئاسة ولكن بصلاحيات منقوصة وبسيطة خوفا من سيطرة الاخوان والدفع بمصر الى المخاطر المحتملة التي يعتقد المجلس العسكري بانها نوايا خفية سوف تؤدي الى تقسيم مصر واشعال الفتنة فيها وهو امر لايمكن ان يوافق عليه المجلس العسكري وشرائح كبيرة من الشعب المصري خاصة بالنسبة لصلاحيات التدخل بالقوات المسلحة المصرية ووزارة الداخلية والمخابرات المصرية التي للاخوان بينهما ما فعل الحداد من خصومات ازلية قديمة ما يجعل من المحتمل الغائها وتشتيت منتسبيها وكشف الكثير من اسرارها لغير صالح الوطن ..
السيناريو الثاني – انحياز الرئيس مرسي الى المجلس العسكري والابقاء الفعلي على ما يمتلكه المجلس من صلاحيات خاصة قيادته للقوات المسلحة وللسلطة التشريعية بغياب مجلس الشعب الذي يصر المجلس العسكري على انتخاب بديل له وعندها سيتعرض مرسي الى هجوم الاخوان المسلمين عليه وشن حملة شعواء ضده وهو الذي فاز بدعمهم والانتساب اليهم وهو امر محفوف بالمخاطر ايضا لما قد يتخذ وه من اجراءات عنيفة تجاهه شخصيا قد تصل حد الاغتيال كما فعلوه مع السادات وعبد الناصر.. اللذان سبقاه في انتمائهم للاخوان في باديء حياتهم السياسية ثم انقلبا عليهم فكان مصير الاول محاولة الاغتيال الفاشلة ونجاح المحاولة بالنسبة للسادات وهو سيناريو قريب جدا للاحتمال خاصة اذا ما علمنا بان كرسي الرئاسة قد يغري مرسي للتشبث به والوقوف الى جانب المجلس العسكري والتخلي عن حلفائه الحاليين من الاخوان وارباب نعمته والذين او صلوه الى سدة الحكم فسوف لن يقبلوا ببلع الطعم ويسكتوا عن من يغدر بهم ..
السيناريو الثالث – اتخاذ الرئيس مرسي موقفا حازما الى جانب الاخوان المسلمين ضد المجلس العسكري مستغلا صلاحيات رئيس الجمهورية ومعتمدا على تأييد الاخوان له وعلى الحشود الداعمة له في ساحة التحرير ومحاولة اثارة الفتن واشعال الحرائق والقيام بعمليات التخريب بمساعدة الاعوان من الدول التي تعهدت بدعمهم بكل الوسائل المتاحة ضد المجلس العسكري والتي تجد في اثارة الفتن وضرب الجيش مصلحة كبيرة لها تستحق معها دعم الاخوان المسلمين للصدام ومحاولة تدمير هذه القوات التي بقيت الوحيد في المنطقة المحافظة على قوتها وعتادها وتماسكها .. وتبدأ بنشر العنف والفوضى وخلق الخوف والرعب في نفوس المصريين خاصة المسيحيين الاقباط والتعرض لهم فيحيلوا الوضع الى ماعليه اليوم في سوريا كي يخلقوا السببية في التدخل الخارجي .. وفي هذه الحالة سيحدث احد امرين إما استطاعة المجلس العسكري السيطرة على الامور بسرعة واطفاء الحرائق وفرض الامن كما فعل عبد الناصر سنة 1954 والقاء القبض على جميع زعماء الاخوان الذين كانوا هم في الاساس داخل السجون المصرية قبل قثيام ثورة 25 يناير وهو الاحتمال الاكثر شيوعا ومنطقية حيث ان الغالبية العددية من سكان مصر من الطبقة المثقفة الواعية اومن الاقباط الذين يشكلون اكثر من خمسة عشر مليون مسيحي سوف يدعمون المجلس العسكري حماية لانفسهم مما يتوقعونه من الاخوان من اضطهاد محتمل واكيد غير ان هذا الاحتمال قد يتعرض الى مخاطر ومواجهات قد تحبط اجراءاته فيما اذا لم يستطع المجلس العسكري من اخماد الفتن بالسرعة القصوى واستمرت الى عدة اشهر بتحشيد جميع القوى التي تؤمر بالوقوف الى جانب الاخوان المسلمين حتى التي تتعارض معها ايديولوجيا وفكريا بل ومن القوى اليسارية والعلمانية والالحادية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاتحاد الاوربي او الادارة الامريكية او غيرها من الدول التي تجد من مصلحتها تدمير مصر والتي وجدت في التيارات الاسلامية القوة التي تستطيع ان تستقطب الجماهير تحت الغطاء الديني المفتعل والتي بامكان المؤسسات الغربية وبعض الجهات العربية من استمرار تغذيتها وادامة اوارها كما تفعل في سوريا او ما فعلته في غيرها من البلدان العربية فان الامر سيكون خارج نطاق قدرات القوات المسلحة المصرية ولربما تستطيع من اضعاف قوته شيئا فشيئا خاصة اذاما علمنا بان القوات المسلحة المصرية قد القت القبض على العديد من الذخائر العسكرية التي حاول البعض ادخالها الى الاراضي المصرية لربما لاستعمالها عند اللزوم ضد القوات المسلحة المصرية وهي اعتدة حربية وصواريخ تستعمل ضد الجيوش وفي الحروب الشاملة وهو سيناريو وارد ومحتمل خاصة كذلك اذا علمنا بان وفدا كبيرا من الاخوان المسلمين قد سافر الى امريكا خلال الايام الماضية كما ان وقوف بعض المنظمات اليسارية والعلمانية التي تتلقى الدعم المالي من الجهات الغربية مثل منظمة 6 ابريل والاشتراكيون الثورييون الى جانب مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية مع الاختلاف البين بين توجهات الطرفين قد يثير الكثير من الشكوك حول ما يجري في مصر ضد القوات المسلحة المصرية ويشير الى ما قد خطط له من قبل بعض الجهات الاجنبية وما نشر من وثائق على احدى القنوات المصرية ما يدعم نوايا الاخوان ضد الدولة المصرية وهو سيناريو لو حصل سيؤدي استقطاب المناطق الجغرافية ذات التنوع العرقي والطائفي والبيئي ...اذ ان سكان الجنوب يختلفون طائفيا عن سكان الشمال وسكان سيناء ذات الطابع العشائري البدوي يختلفون عن غيرها من المناطق المصرية والمناطق الصحراوية تختلف عن مناطق البحر الاحمر وهكذا ما يجعلها عرضة سهلة للانقسام عند او هزة سياسية تتعرض لها مصر كما حدث سنة 1954 عندما انفصل السودان عن باقي مصر وهو ما يمكن ان يكون قد خطط له كما اشارت بعض التقارير التي نشرت في بعض الاماكن في مصر وهوما يمكن ان يحدث لو حدث أي تصادم بين المجلس العسكري والقضاء وبعض الشرائح المؤيدة للمجلس ضد الاخوان والشرائح التي قد تدعمهم كما اشرنا انطلاقا من رغبة الاخوان بالاستحواذ المطلق على كل شيء في مصر... كما ان الخطاب الذي القاه محمد مرسي هذا اليوم والذي نوه فيه الى امرين في غاية الخطورة وهو انه سيعمل على اعادة المؤسسات المنتخبة ويقصد بها بالتأكيد مجلس الشعب الملغى الذي صدر بحقه حكما قضائيا لارجعة فيه كما اشار الى وجوب عودة الجيش الى ثكناته وهو يعني تسليمه السلطة العسكرية في ضروف غير ملائمة ومصر بامس الحاجة لبقاء الجيش فترة معينة لحمايتها خلال سنة على الاقل حتى تستقر الامور ثم ان الجيش يمتلك السلطة التشريعية بغياب البرلمان الذي لايمكن ان يعود فقد اصبح باطلا فمحاولة الاشارة الى اعادته سوف تخلق نزاعا اكيدا وهو ليس في مصلحة مصر على اية حال ..مما قد يخلق سيناريوها محتملا خطير جدا... وتعود الامور الى ما كانت عليه سنة 1954 حيث يقوم الجيش يانقلاب عسكري يسيطر فيه على الوضع ويمسك بزمام الامور كلها ويعلن الاحكام العرفية في البلاد وعندها سيلقى دعما كبيرا من قطاعات شعبية كثيرة مما لاتريد حكم الاخوان الاسلامي المتشدد ويعيد زج الالاف من الكوادر الاخوانية في السجون وهو ما اظنه سوف يحدث لا محال اذ من المستبعد ان تتمكن امريكا من تنفيذ نفس السيناريو الذي ما رسته في العراق حيث كان الجيش العراقي منهكا اولا وانه لم يكن مواليا لصدام ثانيا بل كان يريد التخلص منه ما سهل على الادارة الامريكية اقتحام العراق واحتلاله خلال تلك الفترة القصيرة وكذا الحال بالنسبة لليبيا او اليمن او سوريا بينما الامور تختلف جذريا فكل القوى التي تمكنت الادارة الامريكية تجنيدها في مصر مع مجاميع الاخوان المسلمين لا تشكل سوى نسبة ضئيلة قياسا لسكان مصر كما ان قوة الجيش المصري قد يكافيء العديد من جيوش الدول الكبرى ما قد يطيل امد مقاومته ما يجعل امريكا لا تغامر مثل هذه المغامرة مع مصر .. اما مسأ لة سقوط حسني مبارك فقد كان في حقيقة الامر اتفاق ضمني ودعم اكيد من القوات المسلحة للثورة المصرية ولولا هذا الدعم لما تمكنت التظاهرات من اسقاط ذلك النظام وهذه حقيقة يجب ان يدركها الجميع وسنقوم بتفضيل جميع الضروف المصاحبة للوضع المصري في مقال مقبل وفي الجزء الثالث ...!!!

  كتب بتأريخ :  السبت 30-06-2012     عدد القراء :  1708       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced