هلا أربيل... مهرجان الألفة والمحبة
بقلم : فوزي الاتروشي
العودة الى صفحة المقالات

أربيل تزدهر ليس بالشجر والورد والمتنزهات التي تمتد على مدّ البصر، ولكن ايضا بالجمال والالفة والسلام.
  خلال مدة فعالية (هلا أربيل) تحولت المدينة إلى قلب نابض بالحب للجميع من القادمين من الدول الأوربية أو محافظات العراق. وتم بحضور دولي انتخاب ملكة جمال كردستان، وكان لافتا إقدام عدد كبير من الحسناوات على ترشيح انفسهن لهذه الفعالية التي تعكس الجمال والانفتاح والاهتمام بجانب انساني فائق الاهمية، ونعني الجمال، في وقت بتنا نفتقد الكثير من هذه المبادرات في الاجواء الاجتماعية المخيمة على العراق، سواء لجهة الإرهاب الذي مازال يهدف إلى تدمير مشروع الحياة، أو انحسار قيم اجتماعية متحضرة على وقع هجوم الفكر الماضوي على السلوك الاجتماعي وهو ما يبدو واضحا في العلاقة مع المرأة ومع الفن والابداع عموما.
  (هلا أربيل) منح الزائرين اجواء رائعة للتسوق وفرصة جميلة للاقامة في فنادق أربيل والتعرف على ناسها وشوارعها وازقتها وقلعتها العتيدة المرشحة للدخول في لائحة التراث العالمي ومنارتها، علاوة على المئات من المشاريع المستقبلية التي تنتظر التنفيذ لتصبح (اربيل) عنوانا عالميا للسياحة والتسوق والاقامة. وإذا اضفنا إلى ذلك التقارير الدولية والصحفية التي تؤكد أن إقليم كوردستان بؤرة مشعة للتسامح والتعايش الديني. وان وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الإقليم تسمح بتدريس كافة الاديان في المدارس وترعاها وتصرف عليها دون تمييز، حيث قال الكاتب الامريكي (ستيفن مانزفيلد) في مدونته التي نشرها موقع شفق نيوز (ان الكورد غيروا من نظرة الغرب للإسلام محققين نقلة نوعية في تغيير الصورة النمطية عن المسلمين لدى الغربيين).
  وكانت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية كتبت في (20/6/2012) ان تدريس الاديان يجري في كردستان على قدم المساواة. واضاف الكاتب الامريكي آنف الذكر والذي تعتبر كتبه الأكثر مبيعا لتصديه للمواضيع المثيرة والآنية، إلى ان السياسة التي يتبناها الكورد تجاه الاديان حققت العدالة لأنها لا تعطي أفضلية لأي دين على آخر، رغم ان نسبة المسلمين في اقليم كوردستان تبلغ (94%) ولاسيما بعد ترشيحها عاصمة للسياحة العربية.
  إذن مهرجان (هلا أربيل) يريد ان يعلن المدينة قلبا مفتوحا وبابا مشرعا على مصراعيه للآخرين وبستانا للتنوع والتعايش الديني والقومي. اما الواقع العمراني في ظل تنوع اساليب البناء من خلال القرى الايطالية والانكليزية والامريكية واللبنانية فانها تضفي جمالية مضاعفة على مدينة توسع يوميا وتتسع للمزيد والمزيد من العمران.
  وبالتزامن مع هذا التمدد العمراني الجميل تتواصل الفعاليات الثقافية من خلال حفلات غنائية وموسيقية كرست احدها للفرقة السمفونية العراقية وكذلك معارض الكتب والمعارض التشكيلية، ومختلف انواع المعارض التي تنظم على مساحة واسعة من بارك أربيل الذي يعتبر اكبر متنزه في العراق. ان هذه الظاهرة الفنية والابداعية والثقافية تشكل مع التنمية العمرانية اعلانا لنهوض مدينة عمرها اكثر من (5) آلاف سنة لتعانق المستقبل عناقا لا فكاك منه. انها اربيل أو (أربائيللو) باللغة الآرامية وتعني مدينة (الآلهة الأربعة) التي تقدم اليوم على ارض العراق نموذجا يؤكد ان (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس) وان كسر المستحيل ممكن إذا شاءت إرادة الإنسان.

  كتب بتأريخ :  السبت 07-07-2012     عدد القراء :  1525       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced