المراة المغــــــيبة في العالم الثالث
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات



استفسار
مرسلة من: المحامي يوسف علي خان
بتاريخ: الأحد 08-07-2012
البريد الالكتروني: إضغط هنا للرد على yousufalikhan36_(at)_yahoo.com
المراة المغــــــيبة
في العا لم الثالث

يتكون الجنس البشري كما هو الحال في جميع اجناس الكائنات الحية من ذكر وانثى وقد تعامل البشر مع هذه الاصناف البهيمية بصورتين من التعامل قد لا تجد اختلاف وتفضيل لاي جنس فيها عن الاخر ذكرا كان ام انثى فما قد يتصف الذكور منها بمميزات يبحث عنها الانسان فانه في نفس الوقت قد يجد في الاناث مميزات من ناحية اخرى يفضل فيها اقتناء الاناث بافضلية عن اقتناء ااذكور وبشكل عام فنجد الانسان هو بحاجة الى كلا الجنسين من هذه البهائم كل يستعمله لغرض معين ... فقد نجده يختار تربية الطاؤوس الذكر وتفضيله عن اناثه لمنظره الجميل وذيله الطويل الذي يفترشه كاشعة الشمس .. وكذلك غيره من الطيور والحيوانات التي يقتنيها لمنظرها الجميل والتي تتميز بهذه الصفة فيها الذكور عن الاناث ..وقد تنوعت صفة هذه الحيوانات حجما واختلفت شكلا او سلوكا شراسة او ليونة .. فنجد ذكر الاسد وهو اشرس الحيوانات قاطبة على وجه الارض اجمل من انثاه بقلنسوته الجميلة الملتفة حول رقبته وهي غير متواجدة عند اللبوات .. وهكذا العديد من هذه الحيوانات التي يكون فيها الذكر اكثر جمالا من الانثى حيث ان الشكل هي الميزة الوحيدة في عالم الحيوان التي تقنع الانثى بتقرب الذكر منها بانبهارها بحسن مظهره من اجل التزاوج... غير ان الامر يختلف بالنسبة للانسان وعلاقته بالحيوان فقد يجد في الذكور منها دافعا لاقتنائها وتربيته لها كما يحدث بالنسبة للطاؤوس فالانسان يميل الى الذكور منها لجمال مظهرها واعجابا بذيولها التي تفترشها كقرص الشمس المزركشة الالوان وهذا يسري على العديد من الطيور او الحيواناتالاخرى وتكون اسعار شرائها اضعاف اسعار الاناث منها لشدة الطلب عليها .. بينما نجد بالنسبة لحيوانات الاخرى يكون الطلب على الاناث من قبل الانسان اكثر اكثر اندفاعا لاحتوائها وشرائها من الاسواق كما يحدث بالنسبة للاغنام فا لنعاج منها اكثر فائدة للانسان من ذكورها خاصة عند الرعاة المستثمرين لمنتجات الاغنام فقد لا يحتوي قطعا نهم من الخراف إلا على عدد قليل من الكباش الذكور من اجل التزاوج والانجاب لاغير ثم تساق الكباش الى السالخ لذبحها لانتهاء الفائدة منها بينما يحتفظ با لاناث الى سنين عديدة قبل ان تشيخ .. وقد يسري هذا الامر على العديد من الحيوانات الداجنة الخاضعة لتربية الانسان .. اما في عالم البشر فقد تغير الامر في المظهر وفي الطبيعة والسلوك وفي طريقة التعامل بين الذكور والاناث .. فقد نظر الرجل الى المراة ومنذ قديم الزمان نظرة متخلفة كان فيها هو الانسان المتسيد وهو الصورة المتحركة في الميادين ان كان في الغابات ام في الصحاري والقفار وفي جميع المجتمعات فالامر سيان فليس المراة فيها سوى المجهول المغيب الذي ليس له وجود وليس له مكان في الحياة الاجتماعية السائدة في تلك الازمنة .. فقد تسلط الرجل وهو الذي يظهر في الصورة وفي التعاملات اذ كانت المراة تعيش في عالم الاشباح .. فقد تسلط الرجل منذ مجاهل التاريخ وهو يحاول تغييب المراة فهي عقدة الرجل الازلية ليس في هذا الزمان فقط..... فقد عمل على تغييبها حتى في مظاهر تواجدها فالرجل كان يخرج عاريا لا يضع شيء على جسده سوى ورقة توت تستر عورته بينما لاتظهر المراة وان ظهرت فهي مغطاة في عموم جسدها بكم من الاوراق او الجلود .. وهي مغمورة لاقيمة لها بين افراد المجتمعات إلا كاداة مثل أي اداة يستعملها الرجال في ذلك الزمان .. ومضت السنون ومرت القرون والرجل هو البارز في الميدان حتى لو ظهرت بعض النساء او ذكرت في التاريخ فهن لسن سوى عشيقات او محضيات تنتشر اخبارهن بواسطة الملوك والسلاطين او الاباطرة او الانبياء في ذاك الزمان مثل كيلوباترا وزليخة زوجة العزيز وبعض نساء او امهات الانبياء .. ومع كل ذلك فمن خلد لها تمثال فهن تظهرن ملفوفات با ردية محتشمات على عكس الرجال الذين قد اظهرت الحفريات الاثرية عن الرقم والالواح السومرية والبابلية والفرعونية فهم يظهرون عراة .. فالمراة قد اعتبرها الرجل عورة ليس في الاسلام بل في كل عصر وزمان وفرض عليها هذا الوصف بقوة جسده .. فقد خلق الله المراة نحيلة الجسد ممشوقة القوام ومنحها الفتنة والجمال والنعومة والانوثة فاستغل الرجل هشاشة هذه الصفات وضعفها مقابل قوته الجسدية ففرض عليها جبروته وقيدها بسلاسل من حديد وغيبها واحالها الى اشباح .. حتى جعل التاريخ يغفلها ولا يذكر اخبارها إلا بالنزر القليل بينما ملآ التاريخ المنافق صفحاته بالتمجيد بالرجال من الزعماء والقادة .. وبقيت المراة صاغرة تعودت حياة الخنوع حتى صدقت بانها فعلا قاصرة عن شخصية الرجال وعاشت حياتها منذ القدم في الصفوف الخلفية محتمية بالرجال .. وعاشت المجتمعات البشرية معيشة الحيوان ما دفع دارون ان يطرح نظريته في التطوروالنشوء واعتبر الانسان اصله حيوان منطلقا مما شاهده من عالم البشر وطريقة حياتهم البهيمية فا سس نظريته على هذا الاقتناع واعتبر الانسان شكل متطور من عالم الحيوان ولربما انطلق مما شاهده من النزعة الذكورية المتسلطة التي عاش عليها اسلافه منذ ملايين السنين يهينون المراة ويخفون وجودها ويغيبوها من مسرح الحياة وفات الجميع بان الانسان منذ ملايين السنين هو ليس بهيمة بل خلق انسان .. وان الانسان يختلف عن البهيمة كما وصفه دارون بكونه حيوان متكلم ومتطور .. فقد اغفل الجميع ما لدى الانسان من سمات لاتتوفر في بني الحيوان وهو العقل ..فالعقل هو الانسان وان العقل في الرجل والمراة سيان .. واصحاب عقل واحد وذكاء واحد قد يختلف في الدرجة بين رجل ورجل او امراة وامراة بنسب ولكن لا تختلف بين عقل الرجل والمراة وقد اثبتت النهضة العلمية الحديثة صحة هذا الادعاء في المساواة مع انها لم تمنح الفرص الكافية حتى في بلاد الغرب . وان العقل هو الذي اوجد كل هذه الحضارة والتطور وليس قوة الجسد وضخامته فالاسد اقوى من أي انسان بجسده فضربة مخلب من يده تقضي على اقوى الرجال غير ان رصاصة صغيرة صنعها الانسان بامكانها ان تقضي على اضخم الاسود .. فا لمراة كذلك بعقلها تعمل وتعيش وتقف في مواجهة اضخم الرجال بجسدها النحيل الرقيق فالانسان يعمل بعقله الثاقب والحيوان يعمل بجسده الضخم والعقل هو الذي صنع كل هذه الحضارة ولا زال الاسد يعيش في الغابات والقفار ويعيش في العراء .. فالمراة اليوم بحاجة الى اعمال عقلها المغيب الذي تركته زمنا مخبأ تحت اقنعتها الجوفاء واغلقت على عقلها في صندوق من حديد وجعلت من جسدها سلعة تشترى وتباع وراحت تتحرك بارادة الرجل وبخيوطه العنكبوتية الواهية وهي لا تعي قدرات عقلها النابض الجبار مستسلمة لسخافة الترويض والايحاء المبطن بانها كيان قاصر وضعيف... و عليه فهي بحاجة ان تطالب بحقوقها من بنات جنسها قبل ان تطالبها من الرجال فبنات جنسها هن سبب كل هذا الاذعان .. لذا فعليها ان ترفع شعار المطالبة وليس شعار الدفاع عن حقوق المراة .. فالدفاع عن شيء مملوك للمرء يحاول الاخرين انتزاعه منه فيدافع عنه للاحتفاظ به.... بينما المراة لازالت مسلوبة الارادة لا تملك إلا النزر القليل جدا مع كل ما تعتقد بانها قد حصلت عليه وهو القمقم الذي لا زال عقلها محبوس فيه بعيد عن اجواء الحرية .. فكيف تطالب بالحقوق ولازال عقلها مقيد ومسجون .. فمتى ما استطاعت المراة ان تحرر عقلها استطاعت ان تنتزع كل الحقوق وهي ترى ما يدور حولها من يريد ان يزيدها تقييدا ويرميها ثانية في السجون ...!!!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-07-2012     عدد القراء :  1921       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced