حين تدافع النائبات عن...!
بقلم : سليمة قاسم
العودة الى صفحة المقالات

استضاف مقدم برنامج سياسي في احدى القنوات الفضائية عضوتين في مجلس النواب، للحديث عن تداعيات الازمة السياسية التي يشهدها البلد حالياً. وتنتمي النائبتان الى كتلتين سياسيتين، لا نريد القول ان احداهما معادية للاخرى، بل كل منهما تعارض سياسة الاخرى. وعلى اية حال لا تهمنا تسمية الكتل التي تنتمي اليها النائبتان، بل المهم ما دار في هذا اللقاء.
لا انكر ما تملكه النائبتان من امكانية في ادارة الحديث وقدرة على الاقناع معززة بالوقائع والادلة. وهكذا كان وقت البرنامج سجالاً متواصلاً بينهما في تبادل الاتهامات والدفاع عن كتلتيهما. لكن ما احزنني في هذا كله، انه كان دفاعاً مستميتاً عن رؤساء الكتل، لا عن البرنامج السياسي لهذه الكتل وعن اهدافها. ولا عن احوال المواطن العراقي الذي بات يعيش في دوامة الغلاء وانعدام الخدمات واهمها الكهرباء. ولا عن معاناة المرأة العراقية، خاصة وانها تواجه اليوم ظروفاً استثنائية نتيجة الحروب المتواصلة وما اعقبها من ارهاب واحتقان طائفي وتفجيرات، افقدتها المعيل لتجد نفسها فجأة وقد اصبحت ارملة مسؤولة عن رعاية وإعالة اطفالها الايتام في الوقت نفسه. فخرجت الى الشارع بحثا عن فرص العمل، فوجدت ضالتها ولكن في معامل الطابوق او في مسطر عمال البناء او جمع النفايات من مواقع الطمر الصحي او استجداء المارة في تقاطعات الطرق!
كم كان جميلاً، لو ان ذاك الدفاع كان عن حقوق المرأة ولفضح من يتعمد تهميشها وابعادها، خاصة على الصعيد السياسي. او لو انه كان عن توفير مستلزمات الاكتفاء الذاتي بما يضمن للمرأة وعائلتها حياة حرة كريمة على الصعيد الاقتصادي. او لو انه تضمن توجيه الكلام لمن لا يؤمنون بحقها في اختيار نمط حياتها، وقد يقتلونها "غسلا للعار" على الصعيد الاجتماعي.
وهكذا انتهى وقت البرنامج من دون ان نسمع مجرد اشارة لمعاناة المرأة في خضم هذا الصراع المحموم على السلطة، الذي اعمى بصيرة النائبتين معاً، وهما تدافعان عن رؤساء كتلتيهما لا عن المواطنين البسطاء والمرأة منهم. ورغم ان الكثيرات – وانا منهن- استبشرن خيراً بزيادة نسبة تمثيل المرأة في البرلمان بتطبيق نظام (الكوتا) الذي ضمن 82 مقعداً للنساء في البرلمان، الا ان اعطاء رؤساء الكتل صلاحية توزيع تلك المقاعد، كان سببا في منحها لنساء مقربات منهم، او ينتمين الى كتلهم. فأصبحت البرلمانية (الا في حالات نادرة) - حالها حال البرلماني- تدافع عن رئيس الكتلة، كونه امن لها الحصول على ذلك المقعد.
ان معاناة المرأة العراقية بحاجة الى تضافر جهود ممثلات وممثلي الشعب في البرلمان، ممن تقع على عاتقهم مهمة الدفاع عن قضايا المرأة ونصرتها في ظل الواقع المرير الذي تعيشه، بعيدا عن المزايدات الاعلامية، التي يتشدق بها الساسة، خاصة مع مجيء موسم الانتخابات!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 10-07-2012     عدد القراء :  1553       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced