عندما تصبح المحاصصة غولا
بقلم : ئاشتي
العودة الى صفحة المقالات

أخترق حواجز حزني، رغبة في أن أتجاوز كل هذيانات التشاؤم المر، والذي رافقني منذ أن بدأت تؤشر الأيام ( وقبل تسع من السنوات) على أن القادم لا يحمل غير غيلان الاستحواذ الكافر، حيث يبدأ الاستحواذ من دائرة التوظيف الأول في دوائر الدولة حتى الدوائر الأكثر تأثير في سير العمل الوظيفي للدولة، ولم تقتصر غيلان الاستحواذ على هذا المشكل يا ابنتي، بل تكاثرت مثل خلايا التبيض( اللوكيميا)، لتنتج لنا خلايا لم نسمع بها في عراقنا منذ كنا صغارا، فقد أفرخت لنا غيلان الاستحواذ المحاصصة الطائفية، والمحاصصة العرقية، والمحاصصة الحزبية، والمحاصصة القومية، والمضحك المبكي المحاصصة العشائرية والشخصية، حتى بدأت هذه المفردة تأكل وتشرب معنا، فرسانها يا ابنتي قادة دولتنا، وحكامها بشكل خاص، ينامون في المساءات على ترنيماتها، ويستفيقون في الصباحات على موسيقاها التي تطربهم وحدهم، لاسيما وأنها تخدمهم وحدهم، وتنسجم مع طموحاتهم وتفكيرهم وسلوكهم الأخلاقي.
أخترق حواجز حزني، رغبة في أن أتجاوز كل هذيانات التشاؤم المر، ولكن كيف ذلك يا ابنتي والأخبار اليومية تدخل القلب مثل خنجر مسموم كل صباح، فقد كان العراقي عندما ينهض في الصباح يدعو ربه أن يخلصه من ( من شر الهافي والمتعافي)، أما الآن فيدعو ربه أن لا يسمع قرارات غيلان الاستحواذ، والتي امتدت لتشمل في تركيبها المحاصصاتي ( المجلس الأعلى للمفوضية المستقلة للانتخابات)، وإياك يا ابنتي من علامات التعجب، (وربما سيجد لنا نحاة العربية علامات الاستغراب)، مادام مجلسنا التشريعي يحدد أعضاء مجلس المفوضية ( وسنضع المستقلة بين هلالين لغيابها تماما) وفق نسب المحاصصة، وهذه المرة  اوجد لنا المجلس محاصصة الكتل، ههههههههههههههههه لنضحك يا ابنتي كثيرا، مادام مجلسنا التشريعي أحال مفردة (المستقلة ) على التقاعد، وبالطبع هي غير مشمولة براتب تقاعدي لعدم صلاحية خدمتها منذ عام 2003 إلى الآن، وهذه المفردة ( نقصد المستقلة) كانت صفة لا تعبر عن الموصوف، وهذا أبداع جديد في لغتنا العربية يا ابنتي، والمشكل الأكبر كان في خيبة المئات من العراقيين، ممن استجابوا لطلب  مجلسنا التشريعي في التقديم لاختيار الأكفأ من العراقيين لمجلس المفوضية ( المستقلة) والمضحك المبكي ثانية، أن الكثيرين منهم، قدم الرشا والوساطات كي يفوز بهذا التعيين،
أخترق حواجز حزني، وسأخترقها دائما يا ابنتي، ليس فقط من أجل أن اتجاوز هذيانات التشاؤم، بل مادمت أؤمن من أن عراقا تخيلناه سليما معافى، لابد أن يتجاوز كل هذه الغيلان.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 10-07-2012     عدد القراء :  1731       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced